
(((3)))
رأى غــراب نسرا عظيما ، و قد انقضّ على حمل صغيــر من
الغنـــم و اختطفه و طار به ، فأراد الغراب أن يقلّده فيما فعل ،
فطار و ارتفع ، ثم نزل مسرعا على كبش قد عظم صوفه و طال ،
فعلق به أظافره ، ثم حاول الصّعود فلم يقدر ، فأراد الفرار فلم
يستطع ؛ لبث هناك حتى عثر عليه الراعي فأذاقه سوء العذاب ، و
كانت الحادثة خير عبرة لمن لم يحسن التقليد . و لقد صدق من قال :
يا باري القوس بريا لست تُحْكِمُه**لا تظلم القوس أعط القوس باريها