بالنسبة لنا فكل من يحق له التصويت في عائلتنا الكبيرة فقد اتجه إلى صناديق الاقتراع ليعبروا عن أصواتهم فمنهم من اختار فلان ومنهم من اختار فلانة ومنهم من وضع صوته فارغا مهما كان هناك من تزوير فالمقاطعة تزيد الطين بلة هذا أمر يتعلق بالوطن وليس بالمصلحة الذاتية ويجب على كل مواطن أن يغلب البلاد على مصلحته أأتذكر يوم كنت صغيرة تلك الحوادث التي لا تفارق مخيلتي تلك الأيام السوداء التي عاشتها البلاد ودفعة ثمنها الكثير من الأبرياء أتذكر لما اغتيل الرئيس الراحل محمد بوضياف ولما خرجت أمي من مكتبها وتجري في الطريق كالمجونة " الجزاير مشات الجزاير مشات" وزميلها يحمل المصحف ويقرأ القرآن ليس ترحما على الفقيد وإنما يظنه انتصارا لجماعة منهم يتخذون من الاسلام حجابا لهم ويقتلون الأبرياء من مسلمين ويسمونهم الطغاة أتذكر شريطا طويلا عريضا من الأحداث
والحقيقة لا أريد أن تعود البلاد إلى تلك الفترة المخيفة والرهيبة فإن كانت الديمقراطية التي يريدها أعداء الوطن ويحاولون تسييرها كما يشاؤون فلا نريدها ونحن في غنى عنها لأننا نضع حبيبتنا الجزائر فوق كل اعتبار ونتمنى من كل مواطن أن يعي حقه وواجبه ويسعى لأن يخدم وطنه بكل جوارحه ولا يترك للعدو ثغرة يفرق بها أبناء الجزائر البلد الذي ضحى أجدادنا بحياتهم لأجله لكننا بتصرفاتنا اللا حضارية كدنا أن نفقده من جديد