وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
هل تؤيدون مبدأ المزاح مع الصديق ؟؟
إن كان صديقا مقرّبا فلا حرجَ من ممازحتنا إيّاه...
فهناك من يمازح صديقه من باب مؤانستِه بما يسرّه ويُبهِجه
وما أجمله إن كان لمسحِ حُزنه أو شغله عن ألمه أو دفع الغضب عنه وما شابه ما ذُكِر..
فالمزح أو الدّعابة أيّها الفاضل أصلُه طيبُ الحديث..
على أن نُحسِن اختيار وقته فلا يُعقل أن نُعامل به الآخر بأيِّ وقتٍ..
ومثلما يُقال فلكلِّ مقامٍ مقال.
وللعلم هناك أشخاصٌ يتميّزون بروح الدّعابة ولكن ذلك لا يمنع أنّهم أشخاصٌ جديّونَ وقتَ الجدّ..
عكس البعض ممّن يتّخذون من المُزاح لغة تُلازمُ تصرّفاتهم سواء بالفعل أو القول لتُصبِحَ بهذه الحالة [طيشا: خفّة العقل/ وهي عكس رزانته]
وهناك حالة المُزاح بهدف الاستهزاء بالغير وذلك ما يُصنّف ضمن الإضرار بهم والانتقاص من شأنهم وقد حذّرنا الله تعالى من أن نسخَر من الغير.
هل تؤيدون المزاح الثقيل مع الاصدقاء ؟
بالطّبع لا أؤيّده فالمزاح الثّقيل أصنّفه في حالة المزح في غيرِ وقته..
كأن نتجاوز احترام شعور الطّرف الآخر مما قد يكون سببا في إغضابه أو نفوره منّا..
ماذا تفعل إذا كان لديك صديق يمزح بشكل لا يطاق ؟؟
هل ترد عليه ؟ وكيف ؟
إن كانت صديقة بأتمّ معنى الصّداقة فمؤكّدٌ أنّها تُحسن اختيار وقت ممازحتي لأنّها الأقرب لفكري والأدرى بطبعي..والأحرص على مشاعري
وفرضا أنّها مازحتي بما لا يُطاق فمؤكّدٌ أنّي لن أنهرها احتراما لها وقد أصبر حتّى تتفطّن للأمر
فإن بالغت تظاهرت بما قد يقطعُ مزاحها أو قاطعتها بكلامٍ قد يغيّر مسارَ كلامها الثّقيل [رغم أنّ أقرب صديقاتي تفهمني بشكلٍ عجيب
والحمد لله على هذه النّعمة]
هل ترضى ان يتكلم شخص عن عائلتك من باب المزاح ؟
لِمَ لا؟ بل وعليّ مسايرته بالقولِ متى كان مزاحه فيما لا يخرجُ عن إطارِ الدّعابة الطيِّبة والبعيدة عمّا يخالف الحياء.
وخلاصة القول أيّها الفاضل أنّ المزاح نعمةٌ إن كان بأسلوبٍ محبّب وكلماتٍ خفيفةٍ تطيب لها النّفس وفي وقتٍ مناسبٍ
ونقمة إن كانَ أسلوبا يُعرفُ به صاحبه فيما لا ينفع وفيما يُسقِطُ قيمته ويُذهِبُ وقاره ويضرُّ بالغير ويُستعملُ في الفُحشِ..
أكرمكم الله وهدانا وإيّاكم لكلِّ طيّبٍ نافع.