ماذا ننتظر من ساسة لا يعرفون من السياسة سوى قبحها ولا يتقنون من الخطاب سوى قول الزور؟، بل وجعلوه مطية لسباق بلا قيم ولا أخلاق، سباق اختلت فيه كل الموازين وركب فيه الفرس صاحبه. وكل ما وصل تظاهر له أنه أن الفرس لم يصل بعد، وعاد للركض من جديد إلى أن يباغته خط النهاية يوما..
نهاية بلا رجعة وحساب من دون انتخاب. هؤلاء الساسة بتماديهم في زور التزوير وتزوير الزور، أصبحوا يتقنونه لدرجة التفنن والإبداع، بل وتُحول في مفهومهم إلى فضيلة لا يتحلى بها من هب ودب. زور وتزوير كانوا يتسترون عنه في السابق وينكرون وجوده مخافة حسد الحاسدين، لكنهم اليوم يجهرون به ولا يخفونه، بل أكثر من ذلك هم يشيدون به ويثنون عليه. كقول أحدهم علنا أنه لولا التزوير لما كان الاستقرار ولما بقيت الجزائر واقفة. هؤلاء الذين لم يكفهم زرع الزور والوعود الكاذبة بل أباحوا حتى تزوير إرادة الشعب بحثا عن عزة لأنفسهم ولو ذل غيرهم. ها هم اليوم ينفذون مخططاتهم الشيطانية حتى بينهم، حينما يشهد شاهد منهم أن بني حزبه يكيدون له كيدا ويزورون للنيل منه، وهو الذي كان يشير لهذه المفاسد سابقا بالديمقراطية والنضج السياسي. فماذا بقي لنا أن ننتظر من أناس حوّلهم الجشع إلى غيلان يأكلون لحوم الناس وإن اقتضى الأمر لحوم بعضهم بعضا؟. العربي مفلاح جريدة الوصل