5-القاعدة الأولى: أن تعلم أنّ الكفّار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرّون بأنّ الله-تعالى- هو الخالق المدبّر، وأنّ ذلك لم يدخلهم في الإسلام، والدليل: قوله-تعالى-: ((قل من يرزقكم مّن السّماء والأرض أمّن يملك السّمع والأبصار ومن يخرج الحيّ من الميّت ويخرج الميّت من الحيّ ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتّقون))(يونس: 31).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5-القاعدة الأولى: أن تعرف أن الكفّار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا مقرّين بتوحيد الرّبوبية،
ومع ذلك إقرارهم بتوحيد الربوبية، لم يدخلهم في الإسلام، ولم يحرّم دماءهم ولاأموالهم.
فدلّ على أنّ التوحيد ليس هو الإقرار بالربوبية فقط، وأنّ الشرك ليس هو الشرك في الربوبيّة فقط، بل ليس هناك أحد أشرك في الربو بيّة إلا شواذّ من الخلق، وإلاّ فكل الأمم تقرّ بتوحيد الربوبية، وتوحيد الربوبية هو: الإقرار
بأنّ الله هو الخالق الرازق المحيي المميت المدبّر، أو بعبارة أخصر: توحيد الربوبية هو: إفراد الله تعالى بأفعاله سبحانه وتعالى.
فلا أحد من الخلق ادّعى أنّ هناك أحدا يخلق مع الله-تعالى-، أو يرزق مع الله، أو يحيي، أو يميت، بل المشركون
مقرّون بأن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت المدبر(ولئن سألتهم مّن خلق السّماوات والأرض ليقولنّ الله))(لقمان: 25)، ((قل من رّبّ السواوات السبع وربّ العرش العظيم، سيقولون الله))(المؤمنون: 86)، اقرءوا الآيات من آخر سورة المؤمنون تجدون ، المشركين كانوا مقرّين بتوحيد الربوبيّة، وكذلك في سورة يونس(( قل من يرزقكم مّن السّماء والأرض أمّن يملك السّمع والأبصار ومن يخرج الحيّ من الميّت ويخرج الميّت من الحيّ ومن يدبّر الأمر فسيقولون الله))(يونس: 31)، فهم مقرّون بهذا.
فليس التوحيد هو الإقرار بتوحيد الربوبيّة كما يقول ذلك علماء الكلام والنّظّار في عقائدهم، فإنّهم يقرّرون بأنّ التوحيد هو الإقرار بأن الله الخالق الرازق المحيي المميت، فيقولون: (واحد في ذاته لاقسيم له، واحد في صفاته لاشبي له، واحد في أفعاله لاشريك له) وهذا هو توحيد الربوبيّة، ارجعوا إلى أي كتاب من كتب علماء الكلام تجدون لايخرجون عن توحيد الربوبيّة، وهذا ليس هو التوحيد الذي بعث الله به الرسل، والإقرار بهذا وحده لاينفع صاحبه،لأنّ هذا أقرّ به المشركون وصناديد الكفرة، ولم يخرجهم من الكفر، ولم يدخلهم في الإسلام، فهذا غلط عظيم، فمن إعتقد هذا الإعتقاد مازاد على اعتقاد أبي جهل وأبي لهب، فالذي عليه الآن بعض المثقفين هو تقرير توحيد الربوبية فقط، ولا يتطرّقون إلى توحيد الألوهيّة، وهذا غلط عظيم في مسمّى التوحيد.
وأما الشرك فيقولون هو أن تعتقد أنّ أحدا يخلق مع الله أو يرزق مع الله)، نقول: هذا ماقاله أبو جهل وأبولهب، ماقالوا: إن أحدايخلق مع الله ، ويرزق مع الله، بل هم مقرّون بأن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت.