منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مساعدة في بحث حول الشعر الاندلسي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-04-16, 06:07   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
NORA ZE
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية NORA ZE
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الموضوع : رثاء المـــــــــــــــــــــــــــــــــدن والممـــــــــــــــــــــــــــاليـــــــــــــــ ــــــــــــــك
مقدمة :
مما يلفت النظر شيوع الشعر في المجتمع الأندلسي ، إذ لم يكن الشعر وقفًا على الشعراء المحترفين ، وإنما شاركهم في ذلك الأمراء والوزراء والكتاب والفقهاء والفلاسفة والأطباء وأهل النحو واللغة وغيرهم ، فالمجتمع الأندلسي بسبب تكوينه الثقافي القائم على علوم العربية وآدابها ، ثم طبيعة الأندلس التي تستثير العواطف وتحرك الخيال ، كل ذلك جعل المجتمع يتنفس الشعر وكأنما تحول معظم أهله إلى شعراء. وقد عالج شعراء الأندلس مختلف أغراض الشعر وإن تميزت بعض الأغراض باهتمام أكبر من غيرها ، ويمثل الشعر أحد جوانب الحضارة العربية الأندلسية ، فقد عبر عن قوالب تلك الحضارة وعن مضمونها وطبيعة الصراعات السياسية والتغيّرات الاجتماعية في الأندلس. و يعنينا في هذا المجال شعر الرثاء في الأندلس ، فهو الغرض الأندلسي الذي نبعت سماته وأفكاره من طبيعة الاضطراب السياسي في الأندلس ، وكان مجال إبداعٍ في الشعر الأندلسي
معلومات عن الشعر في الأندلس
الشعر الأندلسي فله طابع خاص في الخصائص لاسيما في الفنون الشعرية الذي امتاز بالوصف ورثاء الممالك الزائلة والاستنجاد بالرسول وكبار الصحابة ونظم العلوم والفنون والشعر الفلسفي، كما امتاز معانيه وأفكاره بالوضوح والبساطة والبعد عن التعقيد والتلميح إلى الوقائع التاريخية ولاسيما في رثاء الممالك الزائلة، أما ألفاظه وعباراته فقد كانت واضحة وسهلة والرقة والعذوبة وتجنب الغريب من الألفاظ واهتم بالصنعة اللفظية، وقد انتزع تصويره وخياله من البيئة الأندلسية الغنية بمظاهر الجمال الطبيعية وتزاحم الصور، أمابالنسبة للأوزان والقوافي فقد التزموا بوحدة الأوزان والقوافي بدايةً، ثم ابتدعوا أوزانا جديدة لانتشار الغناء في مجالسهم ونوعوا في القوافي ومن ذلك الموشحات، من أشهر شعراء العصر الأندلسي هم أحمد عبد ربه، ابن برد، ابن هانئ الأندلسي وابن سهل الأندلسي الذي قال قصيدة المشهورة بالرداء الأخضر :
الأرض قد لبست رداءاًأخضـرا..... والطـل ينثر في رباها جـوهرا
هاجت فخلتُ الزهر كافـورا بها..... وحسبتُ فيها الترب مسكا أذفرا
1-1 تعريف شعر المراثي مع شعراءه
تعريف رثاء المدن :
عرف الأدب العربي رثاء المدن غرضًا أدبيا في شعره ونثره. وهو لون من التعبير يعكس طبيعة التقلبات السياسية التي تجتاج عصور الحكم في مراحل مختلفة.
وهذا النوع من الرثاء لا يقف في حدود عند رثاء المدن وحدها حين يصيبها الدمار والتخريب ولكنه يتجاوز ذلك إلى رثاء الممالك تارة والعصور تارة أخرى. بل قد يرثي الدولة بأسرها؛ كما حدث ذلك في الأندلس. وقد تميز هذا الغرض من رثاء المدن في الشعر أكثر من تميزه في النثر.
ويُعد رثاء المدن من الأغراض الأدبية المحدثة، ذلك أن الجاهلي لم تكن له مدنٌ يبكي على خرابها، فهو ينتقل في الصحراء الواسعة من مكان إلى آخر، وإذا ألم بمدن المناذرة والغساسنة فهو إلمام عابر. ولعل بكاء الجاهلي على الربع الدارس والطلل الماحل هو لون من هذه العاطفة المعبّرة عن درس المكان وخرابه.

رثاء المدن في المشرق.
عرف المشرق قدرا من هذا الرثاء شعرًا، عندما تعرضت عاصمة الخلافة العباسية للتدمير والخراب خلال الفتنة التي وقعت بين الأمين والمأمون. فنهبت بغداد وهتكت أعراض أهلها واقتحمت دورهم، ووجد السّفلة والأوباش مناخًا صالحا ليعيثوا فسادا ودمارا. وقد عبر الشاعر أبو يعقوب إسحاق الخريمي، وهو شاعر خامل الذكر، عن هذه النَّكبة في مرثيته لبغداد فقال:
يابؤس بغداد دار مملكة دارت على أهلها دوائرها
أمهلها الله ثم عاقبها حين أحاطت بها كبائرها
ولكن هذا اللون في المشرق لم يزدهر ازدهاره في الأندلس، ويعزى ذلك إلى أن طبيعة التقلبات السياسية في الأندلس كانت أشد حدة وأسرع إيقاعا، وأنها اتخذت شكل المواجهة بين النصارى والمسلمين حين تجمع الصليبيون عازمين على طرد المسلمين وإخراجهم من الأندلس
رثاء المدن في الأندلس.
كان هذا الغرض في الأندلس من أهم الأغراض الشعرية، إذ كان مواكبًا لحركة الإيقاع السياسي راصدًا لأحداثه مستبطنًا دواخله ومقومًا لاتجاهاته.
وكان محوره الأول يدور حول سلبيات المجتمع الأندلسي بسبب ما انغمس فيه الناس من حياة اللهو والترف والمجون وانصراف عن الجهاد. وأن الأمر لن يستقيم إلا برفع علم الجهاد تحت راية لا إله إلاالله. ومن هنا فالصوت الشعري لرثاء المدن في الأندلس يخالف الأصوات الشعرية الأندلسية الأخرى التي ألفها أهل الأندلس في الموشحات ووصف الطبيعة والغزل وبقية الأغراض الأخرى.
ويلفت النظر أن عددا من قصائد رثاء المدن في الأندلس لشعراء مجهولين؛ ويُفَسَّرُ ذلك إما بخشيتهم من السلطان القائم بسبب نقدهم للأوضاع السياسية وإما أن عنايتهم بالحس الجماعي واستثارته كانت أكثر من عنايتهم بذواتهم الشاعرة.
يقوم هذا الرثاء على مقارنة بين الماضي والحاضر؛ ماضي الإسلام في مجده وعزه، وحاضره في ذله وهوانه. فالمساجد غدت كنائس وبيعًا للنصارى وصوت النواقيس أضحى يجلجل بدلا من الأذان، والدويلات المسلمة تستعين بالنصارى في تدعيم حكمها. وتمتلئ كل هذه النصوص بشعور ديني عميق يطفح بالحسرة والندم.
كان سقوط مدينة طليطلة في أواخر القرن الخامس الهجري بداية المأساة؛ فهي أول بلد إسلامي يدخله الفرنجة وكان ذلك مصابا جللا هزّ النفوس هزًا عميقًا. يقول شاعر مجهول يرثي طليطلة في قصيدة مطلعها:
لثُكلكِ كيف تبتسم الثغور سرورًا بعدما سبيت ثغور
طليطلة أباح الكفر منها حماها إنّ ذا نبـــأ كبير
وفي هذه القصيدة التي بلغت سبعين بيتا تصوير لحال المسلمين عشية سقوطها وما أصابهم من ذل وصغار، كما تصور ماضيها المجيد وحاضرها المهين. وتنتهي بأمنية مشتهاة أن يخرج من أصلاب المسلمين بطلٌ كطارق بن زياد يعيد الأمر إلى نصابه:
ألم تك معقلا للدين صعـبا فذلّله كما شاء القديـر
وأخرج أهلها منها جميعــا فصاروا حيث شاء بهم مصير
• ومن مراثي المدن ما كتبه الشعراء في رثاء مدينة بلنسية، وهي من أجمل المدن الأندلسية وأرقاها، نبغ فيها عدد من الشعراء المرموقين أمثال: ابن خفاجة والرصافي والرفاء البلنسي. وقد سقطت مرتين: الأولى سنة (488هـ: 1095م) وظلّت محتلة سبعة أعوام إلى أن حررها يوسف بن تاشفين. والثانية، في فترة الانهيار الشامل في النّصف الأول من القرن السابع الهجري تقريباً.
لقد رثى الشعراء بلنسية وبكوها كما لو أنها إنسان مرموق فجع الناس بفقده، وهذا ابن خفاجة شاعر بلنسية الرّقيق الذي غنّى للطبيعة فيها طويلاً، لم يطق أن يرى مدينته الجميلة وقد أصبحت خراباً على يد جيوش الفرنجة الذين قتلوا أهلها وأحرقوا دورها. فرثاها بقصيدة دامعة
بالإضافة إلى بن الآبار و ابن عبدون و المعتمد و الشاعر المتأخر أبو البقاء الرندي

أسباب نشاة هذا الشعر : (بيئته )
و لقد نشا هذا الشعر-الرثاء- في الأندلس بين الأحداث المتلاحقة ومن الصراع المستمر بين الأحزاب المختلفة التي قامت على انقاض الخلافة المنهارة و بين الأندلسيين و غزاتهم من إفريقيا و مهد له التغني بحب الوطن قرية ,أو ضيعة , أو مدينة , أو عاصمة , فإذا فقدت أو ذهبت بها الحرب بكاها الشعراء ومن هنا أصبح بكاء الممالك المنهارة و المدن الذاهبة فن أندلسي أصيل و جدت دوافعه في المشرق و المغرب على السواء و خص الأندلس ببعضها و تفرد بأنه جرى مع هذه الدوافع الى غايتها فكان له معها قصائد رائعة .
أبرز مميزاته
ويمتاز هذا النوع من الشعر بصدق العاطفة وعمق الشعور بالأسى والحزن ، والتصوير الواقعي لحال المسلمين وما صاروا عليه من تناحر وإقتتال

الوصف
يعد من أفضل أغراض الشعر العربي,وأقربها إلى النفوس،ومن طبيعة الشاعر لا يقول الوصف الا وهو واسع الخيال لديه القدرة على والاستطاعة على تصوير المحسوس, إلى صوراً حية,للسامع وكأنه يراه إمامه،ولابد من وجود الحوافز,والمواقف التي تثير مشاعر الشاعر وتجعله يبدع في الوصف...فلذالك عرف الوصف عند الأندلسيين بكثرة الحوافز الطبيعية والأحداث المتتالية.
تعريفه:هو إظهار أو استحضار شئ , أومكان,أوحيوان, أو إنسان, لا يقع تحت نظر القارئ عبر التصوير اللغوي إما بأسلوب نقلي يكون فيه التصوير معادلا للموضوع الموصوف, وإما بأسلوب ملون بالعاطفة والخيال,ما يجعل التعبير يتجاوز
الموضوع الموصوف,إذ يعاد خلقه وفقا لرؤية الذات المعاينة. ويعد الوصف من الأغراض الأصيلة في الشعر العربي ولعل مايهمنا في هذا المقام هو الحديث عن
وصف الطبيعة المزوج بــ الرثاء :
وتعتبر هذه قفزه جريئة تحتاج لعبقرية وإبداع كي تؤدى بأكمل وجه , وذلك لأنهم مزجوا الرثاء بوصف الطبيعة, حيث البسوا الطبيعة حلل همومهم , وآلامهم الدفينة , وعلى رأس من قاموا بهذه التجربة " ابن خفاجة " حين رثى الوزيرأبا عبد الله بن ربيعه حيث يقول في مطلعها :
في كل ناد منك روض ثناء وبكل
خد فيجدول مــاءِ
ولكل شخص هزة الغصن الندي وتحت البكاء ورنه المـكـَّـاءِ
جالت بطرفي للصبابة عبرة كالغيم
رق فجال دون سماءِ
وبسطت في الغبراء خدي ذلة
أستنزلالرحمى من الغبراءِ .
لاهزني أمل وقد حل الردى بأبي
محمد المحل النائي .
غيران ابن خفاجة يقفز هذه المرة قفزة جريئة حين يمزج الغزل والخمر والطبيعة بالرثاء وذلك في ميميته حيث بدأها بالغزل وذكر أيام لهوه ومجونه على طريقه القدامى
فيقول :
ورب ليال بالغميم أرقتها *** لمرضى جفون بالفرات نيام
يطول عليا لليل يا أم مالك ***
وكل الليالي الصب ليل تمام
ويستمر في ذلك حتى يصل إلى الرثاء ويخلص إليه تخلص حسن
تلذذ بدار القصف عني ساعة *** وابلغ ندامتها اعز سلام
وقفت وقوف الثكل بين قبورهم
*** أعظمها من أعظم ورجام .
أهم شعراء الطبيعة الأندلسيين :
ابن رشيق، ابن خفاجة ، ابن
الشهيد، ابن الزقاق، وابن زيدونوالرصافي الرفاء
، وابن زمرك.
وبعد أن جلنـا هذه الجولات مع شعر الطبيعة نحب أن نضيف ، أن الشاعر الأندلسي برغم من حبه الجم للطبيعة إلا
انه لم يحاول في أحيان كثيرة أن ينفح فيها شيء من روحه ويمزج بهـا أحاسيسه ومشاعره مزجاً تـاماً، بل اكتفى بتصويرها معتمداً على الحواس الخمس وأبرزهـا حاسة البصر،
ويبرزه معتمداً في ذلك على خياله وصوره الخلابة
ولكن وجد هناك شعراء امتزجوا بالطبيعة وتجانسوا معها كابن خفاجة.
ونخلص إلى أن شعراء الطبيعة الأندلسية فاقوا إخوانهم
المشارقه، بغزارة المادة ودقة التصوير وابتكار
الفنون ، ونجاحهم في التعبير عن حبهم لبلادهم وتفضيلها على جميع البلدان. .
خاتمة
و خلاصة القول في آخر هذا العمل نقول : إن القيام بدراسة وافية حول تاريخ الرثاء وتعيين أول من رثى هو أمر صعب جداً.. فإذن لا نستطيع أن نحدّد زماناً خاصاً لبدء الرثاء في تاريخ البشر. لأنّ الإنسان قد عاش من بداية حياته على الكرة الأرضية مع الكوارث والنوائب والحوادث المؤلمة التي تهز القلب هزاً شديداً وكان لتلك الحوادث تأثيرها العظيم في النفوس. والإنسان في الشوط الأول من تاريخه كان يعبّر عن نفسه الحزينة بألوان شتى وبألفاظ مختلفة. نظن أنّ هذا التعبير في بدايته كان أصواتاً أو ألفاظاً قريبة الوزن دون أن تكون لوناً من ألوان الأدب ومع مرور الزمن تحولت إلى العبارات الموزونة و صار الرثاء غرض قائم بذاته و فننا من الفنون الأدبية و له شعراءه و رواده في أدبنا العربي وعلى اختلاف العصور اختلفت أنواع الرثاء و ألوانه .
أما في الأدب الأندلسي فقد ولد هذا الفن بين الأحداث المتلاحقة ومن الصراع المستمر بين الأحزاب المختلفة التي قامت على انقاض الخلافة المنهارة و بين الأندلسيين و غزاتهم من إفريقيا و بينهم و بين النصارى في شمال وطنهم و مهد له التغني بحب الوطن قرية ,أو ضيعة , أو مدينة , أو عاصمة , فإذا فقدت أو ذهبت بها الحرب بكاها الشعراء ومن هنا أصبح بكاء الممالك المنهارة و المدن الذاهبة فن أندلسي أصيل و جدت دوافعه في المشرق و المغرب على السواء و خص الأندلس ببعضها و تفرد بأنه جرى مع هذه الدوافع الى غايتها فكان له معها قصيد رائع و دون الجيد أحيانا أخرى تبعا لثقافة الشاعر و طاقاته النفسية و حظه من تجارب عصره عمقا و اتساعا و كان وراء ذلك كله ما سمي بالوجدان الأندلسي .و تبقى نونية الشاعر المتأخر أبو البقاء الرندي من أروع ما قيل في رثاء الأندلس.
والى هنا نرجوا أن و نكون قد وفينا الموضوع حقه بقدر المستطاع و في حدود المتاح لنا من المصادر و أن تكون معلومات هذا العرض كافية و شافية , فإن كان توفيق فمن الله و إن كان نقص فمن أنفسنا ولله الكمال و به التوفيق وعليه التكلان .










رد مع اقتباس