جزاكم الله خيرًا ونفع الله بكم على التفصيل الطيِّب
أصبتم كثيرًا في التحليل
نحن لا نضع اللوم على أي طرف، فالجميع يشترك في هذه المشاكل، والكل معذور في آن.
فأم الزوج ترى في هذه الزوجة أنها هي التي أتت لتأخذ اِبنها من حضنها بعد أن ربّته سنين، فهي تُحاول دومًا أن تُظهر أن لها حق في هذا الشخص وأنها هي الأصل، وبدورها الزوجة تقول هو الآن أصبح ملك لي وبالتالي يبدأ النزاع حول هذا الشخص.
والواجب على جميع الأطراف أن يوقنوا أشد اليقين أنهم الآن أصبحوا عائلة واحدة، فكما تقبل الأم كلام -أوقات يكون شديد من اِبنتها- فما المانع أن تتقبلّه من زوجة اِبنها، ومن ناحية أخرى كما تتقبّل هذه الزوجة التوبيخ والنصح من أمها فما المانع أن تتقبّله من أم زوجها.
ويأتي دور الزوج في النص -إن صح التعبير- ودوره حسّاس جدا لأنه لو مال لأحد الطرفين دون أي وجه حق ساءت الأمور، لذا عليه أن يكون حازم وعادل، وأن يتصرف بحكمة وحِنكة وذكاء.
وأعود وأقول أن الحل موجود في هذه الآية العظيمة من سورة فصلت: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ). فلو دفع كل طرف بالتي هي أحسن لما رأينا مشاكل، ويبقى الدور الأكبر للزوجة، فهي الأصغر وهي المتعلمة -كما تفضلتم- والواجب عليها أن تكون أوسع بالاً وأكثر حِلمًا وصبرًا ولتعلم أنه سيأتي يوم وتكون هي مكان هذه العجوز، فالجزاء من جنس العمل.
والله أعلم