الجنرالات الذين كانوا سنة 1992 و الذين هم محل جدل و يحمل تجاههم جماعة الفيس الحقد لأنهم إنتزعوا السلطة من أفواههم لم يعودوا اليوم في المؤسسة العسكرية إما بسبب الإبعاد أو الإقالة و الإستقالة أو بسبب سنة الحياة الموت أو المرض و الشيخوخة ... لذلك لا نفهم اليوم ما هي قصتهم مع الجنرالات .... هل هناك جيش في العالم لا يوجد به جنرالات ؟؟؟؟ ... نحن لم نسمع أن شخصية سياسية وحتى من التيار الإسلامي المعتدل إشتكت من تدخل الجنرالات في أمور سياسية ... بل أن زعماء الإخوان و التيار الإسلامي صرحوا في كذا مرة أن حكاية تدخل العسكر في السياسة ماهي إلا أقاويل إعلامية ... بما أن المتضرر من تدخل العسكر في السياسة هم السياسيين و الرئيس و الوزراء و الولاة و زعماء الأحزاب و هؤلاء جميعا لم يشتكوا من هذا التدخل المزعوم فلماذا يتذمر مواطن بسيط من هكذا تدخل وهو لا يعنيه أصلا ... المواطن يحاسب السياسي على ماقدمه لخدمته و على الوعود التي قدمها قبل إنتخابه و التي إنتخبه على أساسها ... أما أن هذا السياسي يتلقى تعليماته من العسكر سرا و تحركه أيادي خفية و هناك أشباح تدير كل شيئ و عقول غير عادية تسير كل الأحزاب و التيارات من وراء حجب و شخصيات أسطورية بإمكانها أن تضع الإسلامي و اللائكي و الوطني و القومي في صف واحد ليطبق أجندتها بدون أن يتذمر أو يشتكي فهذا أمر خرافي بل و نتمنى لو كانت هناك شخصيات في الجزائر بهذا الدهاء و الحكمة فعلا ... لكنها تبقى مجرد أساطير تنتجها و تقبلها العقول البسيطة التي تلجأ للخرافة لتفسير ما لا تستطيع فهمه و إدراكه .