معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
المفسدة الثالثة والأربعون
فتنة التصوير
إن "الانتخابات" تقوم على تصوير المرشحين للرئاسة وغيرها, على هيئات متعددة ملفتة للنظر, وتبلغ هذه الصور كميات هائلة جداً, وتمتلئ جدران الشوارع والبيوت وأعمدة الكهرباء ووسائل النقل والدكاكين ومحلات الأعمال... بصور المرَشَّحين والمرشَّحات, ولربما وُضِعَت عشرات الصور دفعة واحدة في مكان واحد.
وحكم الإسلام في هذه الصور -التي لا ضرورة لها, والتي فتنت الناس- التحريم, لما يلي:
1- حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون, يقال: أحيوا ما خلقتم)) رواه البخاري ومسلم، والحديث وارد بسبب صورة كانت على قطعة قماش, أي ليست نحتاً، وقد جاء الحديث بهذا المعنى عن ابن عمر وابن مسعود وغيرهما.
2- حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: ((ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي, فليخلقوا حبة, أو ليخلقوا ذرة, أو ليخلقوا شعيرة)) متفق عليه، ومن حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من صوّر صورة في الدنيا, كُلِّف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة, وليس بنافخ)) متفق عليه.
3- حديث أبي طلحة رضي الله عنه في (الصحيحين) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة)) وقد جاء عند مسلم من حديث أبي هريرة, ومن حديث عائشة في (الصحيحين).
وهذه الأحاديث كافية في بيان خطر التصوير, وخطر اقتناء هذه الصور. والواجب على المسلم أن ينكر المنكر، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده, فإن لم يستطع فبلسانه, فإن لم يستطع فبقلبه, وذلك أضعف الإيمان)) رواه مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. بل أمر النبي صلى الله عليه وسلم بطمسها, فقد جاء عند مسلم من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تدعن صورة إلا طمستها, ولا قبراً مشرفاً إلا سويته)).
وإذا دعونا المسلمين إلى محاربة الصور, فليس معنى هذا أننا ندعو إلى بغض رئيس الدولة على الإطلاق. فالقاعدة المعروفة عند أهل السنة والجماعة أن كل شخص مهما علت رتبته في الدنيا, يُحَب بقدر ما فيه من الخير, ويُكْرَه بقدر ما فيه من الشر، فلا يُحَب أحد حباً عاماً إلا الله ثم رسولهe. ولا يلزم من تقطيع صورة فلان بغضه, فإننا قد نقطِّع صور آبائنا وإخواننا وأبنائنا, وصورنا إذا لم تدع ضرورة لبقائها.
وإلى جانب الافتتان بالتصوير, تُنفق عليها الأموال الطائلة وهذا إنفاق في غير محله.
واعلم أن أحوال الناس تتفاوت في افتتانهم بهذه الصور, فهم أقسام:
أ- صنف ينظر إليها بمنظار التعظيم لها. فهذا إن بلغ حبه وتعظيمه لها كحب الله أو أشد, فهذا قد وقع في الشرك بالله، لأن التعظيم العام ـ أي من كل وجه ـ لا يكون إلا لله سبحانه وتعالى، قال الله : ]ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله[ البقرة.
ب- صنف يصاب بالعجب والفخر عند حملها وتعليقها, وهذا مرتكب لكبيرة من الذنوب, واجب عليه أن يتوب إلى الله منها.
ج- صنف يحملها ويعلقها للمراوغة ليقول: أنا اُعظّم صاحب هذه الصورة، وهو في قرارة نفسه لا يُعظّمه, فهذا ارتكب إثماً أخف من الذي قبله بقبولها, وفيه نفاق أيضاً.
د- صنف مقلد للآخرين, فيراهم يعملون الشيء فيعمله, فهذا آثم, ومرتكب لكبيرة, ويجب عليه أن يتوب إلى الله.
ه- صنف دنيوي يتقاضى عطاء ليروّج لهذه الصور, أضف إلى ذلك: أنه تكتب بعض العبارات التي فيها الغلو والتقديس لصاحب الصورة.
المفسدة الرابعة والأربعون
الإكثار من مدح "الديموقراطية "
في أيام "الانتخابات" تقام المهرجانات الواسعة الضخمة التي تجمع عشرات الآلاف من أجل الإشادة بـ "الديموقراطية" وتقديسها. وتُملأ بطون الصحف والمجلات بذلك. وكذلك المذياع ـ فهو البوق في أذن الشعب ليلاً ونهاراً ـ وكذا القنوات الفضائية ـ المحلية والخارجية ـ التي لا تتوقف ليل نهار عن خلع العبارات الضخمة على "الديموقراطية", لتمجيدها, وتقوم بالتلبيس على الناس, حتى يظن بعض الناس أن "الديموقراطية" أعظم من عدالة الإسلام.
بل ربما جعلت خطبة الجمعة والمحاضرات من قبل بعض علماء ودعاة الحزبية في هذا الأمر, بل يرسلون برقيات التهاني وفيها: "نهنئكم بأعراس الديموقراطية!".
بل ربما اُلِّفَت الكتب, وطُبعت الردود من أجل الدفاع عنها.
ولا يخفاك ما في ذلك من مفاسد, فهو مدح للكفر, وتعظيم له, ودفاع عنه, ودعوة إليه, وترسيخ لبقائه, وبذل النفس والنفيس في سبيله.
فالمهرجانات تشوّق القلوب إليها, والأموال تعلّق النفوس بها، والواجب علينا جميعاً أن نكفر بهذا النظام جملةً وتفصيلاً, كمّاً وكيفاً, ومضموناً وشكلاً, -إلا ما وافق الحق, فنحن نؤمن به لوروده في ديننا الحنيف-.
ولا يستقيم دين المسلم, ويكون مخلصاً لله في عبوديته, له إلا بالكفر "بـالديموقراطية", والتبرؤ من كل باطل، قال تعالى: ]فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى[ البقرة، وقال تعالى:]ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذي آمنوا سبيلاً[.
المفسدة الخامسة والأربعون
محاربة الناس في أعمالهم وأرزاقهم ومن ذلك حبس المرتبات مدة معينة عن أهلها من أجل هذا الأمر, ويخوفون الناس بأنّ من لم يشارك وينتخب "فلاناً", فسيُفصَل من العمل, أو يُوقَّف راتبه.
وهذا حمل للناس بالترهيب والترغيب على قبول هذا النظام, وهذه المحاربة للإسلام والمسلمين داخلة في قوله صلى الله عليه وسلم : ((اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً, فشَقّ عليهم, فاشقق عليه, ومن ولي من أمر أمتي شيئاً, فرفق بهم, فارفق به)) رواه مسلم وغيره عن عائشة رضي الله عنها.
وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في المحتجب دون حاجتهم: ((من ولي من أمور المسلمين شيئاً, فاحتجب دون خلتهم, وحاجتهم وفقرهم وفاقتهم, احتجب الله عنه يوم القيامة, دون خلته وحاجته وفقره وفاقته)) رواه أحمد عن عمرو بن مرة وعن أبي مريم عند أبي داود وغيره.
فما بالك بمن منع الناس حقوقهم ظلماً لهم, وإصراراً على باطل, ألا يكون الإثم أشد؟.
وربما يترك الموظف عمله بأمر منهم ويغيب عنه شهوراً, فإذا كان مدرّساً يترك طلابه بدون تدريس, يضيعون في الشوارع. وإذا كان موظفاً في إدارة خدمية, فإنه يترك عمله لهذا الغرض, وتبقى مصالح الأمة معطّلة, والإدارات شبه مغلقة, طوال مدة "الانتخابات" والإعداد لها.
بل حتى إن بعض النساء تترك بيتها وأهلها, وتذهب إلى مكان يبعد الكثير من الكيلومترات, وتبقى هناك فترة طويلة تعمل في الإعداد للـ"انتخابات", وربما تكون بلا محْرَم.
بل إن إحداهن جاءها خاطب يريد التزوّج بها, فقال له أهلها: إنها خارج المنطقة تعمل في لجنة "الانتخابات", وبقي منتظراً قرابة الشهر حتى عادت!.
فهذه مفسدة عظيمة. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
|