الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -
السائل : إن رأيت أحداً يدعو صاحب القبر ويستغيث به , فهو مصاب بالشرك فهل أدعوه على أنه مسلم , أم أدعوه على أنه مشرك , إذا أردت أن أدعوه إلى الله عز وجل , وأن أبين له ؟
جواب الشيخ : ادعه بعبارة أخرى , لا هذه ولا هذه , قل له : يا فلان يا عبد الله عملك هذا الذي فعلته شرك , وليس عبادة . هو عمل المشركين الجاهلين , عمل قريش وأشباه قريش ؛ لأن هنا مانعاً من تكفيره ؛ ولأن فيه تنفيره , أول ما تدعوه ؛ولأن تكفير المعين غير العمل الذي هو شرك , فالعمل شرك , ولا يكون العامل مشركاً , فقد يكون المانع من تكفيره جهله أو عدم بصيرته على حد قول العلماء.
وأيضاً في دعوته بالشرك تنفير , فتدعوه باسمه , ثم تبين له أن هذا العمل شرك .
السائل : ما الراجح في تكفير المعين ؟
جواب الشيخ : إذا قامت عليه الأدلة والحجة الدالة على كفره , ووضح له السبيل ثم أصر فهو كافر. لكن بعض العلماء يرى أن من وقعت عنده بعض الأشياء الشركية وقد يكون ملبساً عليه وقد يكون جاهلاً , ولا يعرف الحقيقة فلا يكفره ,حتى يبين له ويرشده إلى أن هذا كفر وضلال , وأن هذا عمل المشركين الأولين , وإذا أصر بعد البيان يحكم عليه بكفر معين . اهـ
المصدر :
من كتاب الفوائد العلمية من الدروس البازية (2/273-274 ) . طبعة دار الرسالة العالمية / دمشق
وهي دروس علمية شرحها الشيخ عبد العزيز ابن باز -رحمه الله-
راجعه وقدّم له : الشيخ صالح الفوزان
اعتنى بإخراجه : عبد السلام بن عبد الله السليمان
طُبِع بإذن من المفتي العام للمملكة ومؤسسة الشيخ ابن باز الخيرية. والجزء الثاني من الكتاب هو شرح وتعليق على كتاب تيسير العزيز الحميد