,
,
مَسَاءٌ مُضرَّجٌ بياسَمينِ الشام .. ورياحينِ الوَطَنِ الجَريح ..
بإستثناءِ بضعَ أيام و شهر هارب مِن بوابة الزَمَنْ ..!
سـَ يلحقُ برفاقهِ ..
مُعلناً أربعة وستون جرحاً تقرَّحت اركانهُ من الويلات ..!
حيثُ الإبتسامة تعرفُ طريقها نحو الشفاه المكلومة ..
المُتراهِنه مع القسوة على بقائِها ..!
المآذن .. ألسِنة .. تلهجُ بالدُعاءِ ليلَ .. نهار ..
وبين الفينة والأخرى تتساقطُ الأمنيات فيلتقطها شبح الحاضِر
يُلقيها بأحضانِ مُستقبلٍ جَهول لا يعرف معنى الإنسانيّة
ولا يعي حُرمة الأوطان ..!!
في ليلة زفافِها تطيَّبت ..
تزيَّنت بجدائلٍ فلسطينية من قلبِ جنين وحيفا ..
واكتسى فستانها الأبيض لونَ الدمِ المُراق بين أزقَّة الشوارع الشاردة ..
بعطرِ البارود .. تجمَّلت ..
فكانَ الكبرياءُ خليلاً لـِ ليلةٍ .. يخجلُ من مُرافقتها
القمر ..!
تلك الشامخة لن يبتلعها البحر ..!
وأخواتها يُخضِبنَ أيديهُنَّ بالدماء..! .. سيأتي الغد حتماً .. !!
لن نُعلِّق آمالنا على مشجبِ العروبة الهشّ ..
ولن نُنادي بها بعد اليوم ..!
مملٌ هو الواقع ..؟؟ ..
بائسٌ .. كفقيرٍ .. باعَ ما تبقّى مِن جسدهِ ..
ليستجدي عطف مَن حوله ..!.. فرشقوه بالجُبنِ والخيانة ..!
يا .. رافات ...
أما زلتِ تذكُرين ذلك الخالدُ بين جُنُباتك ..
أو هل تُحدثين الذكورة عن زمن الرجولة المُندثِر ..؟!!
وتلك الدُرّة المتوهِجة في سماءِ الطفولة الأبيّة ..
هل مرّ الزمانُ عليها مرور
الكرام .. ! .. أم تخطّاها خَجِلاً من نفسِه ..!! ..
جراحٌ نكأتها غُربتي .. وعنوان حلمٍ ينهشُ مخيلتي ..
" شنقوه .. بعد أن كان إسمه وَطَنْ " ..! ..
فليذهب كلّ المُتهالكين .. الخاضعين .. الساكتين .. بـِ غُمَمِهِم
ومؤتمراتِهم ومؤامراتهم ..!
وضمائرهم الميّتة إلى الجحيم ..!
صبأتُ من قومٍ عادوا خالي الوفاض حتى من بضعِ شهامة ..!
لقاء الكرسي .. المُهترء تحت جبروتِهم ..!
فكان وابلاً من اللعناتِ عليهم .. سخط المولى وسجايا الكِرام الرجال ..!
وصدق فينا قول الشاعر :
مررتُ على المروءةِ وهي تبكي .... فقلتُ علامَ تنتحبُ الفتاةُ ..
فقالت كيف لا أبكي وأهلي .... جميعاً دون خلق الله ماتوا ..!
,
يا الله ..!!
,
,
.. سالي ..