منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الحَجْرُ على الفِكْر
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-04-09, 13:08   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
نُـون
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية نُـون
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله

شكرا لموضوعك المنطلق والذي يحمل العديد من التكتلات الفكرية إن صحّ التعبير
فقبل الولوج إلى حجر الفكر ربّما علينا أوّلا أن نشرح مفهوم الفكر والتفكير خصوصا وأنّ العالم الآن لم يعد رهينا لإصدار قرارات.
التفكير هو اعمال العقل وترتيب بعض ما نعلم لنصل إلى شيء مجهول وأنا أفكّر في المشكلة يعني أنّي أعمل بروية لأصل لحلّها
وهو شامل للتصوّر والتذكر والتخيل والحكم والتأمل.
يقول ديكارت أنا أفكّر إذن أنا موجود. وهنا التفكير دليل وجود
وقد وضع بلولر أنّ التفكير في الذات هو دلالة على الاستعداد المرضي لشخص ينطوي على ذاته، ويقطع صلته بالعالم الخارجي
ولا يفكّر إلاّ في تصوّراته حتّى أنّ أحلامه شأنه شأن المجتر الذي يخرج ما في جوفه ليمضغه ثانية وهذا ما يرادف الإنطواء على الذات
وإذا ما حاولنا إطلاق العنان للشدّ في تاريخ الفكر العربي بالتأكيد سنجد تداخلا بيننا وبين ما أفرزته المجتماعات الأخرى لكن هذا التغيّر لا يجب أن يمسّ الجانب العقائدي لأنّه ثابت
واقبلوا كلامي وإن كان نوعا من السفسطة فسقراط الحكيم. كان مفكّرا لماذا لأنه كان مؤثٍٍّرا وأعلن مخالفته لقومه من عبادتهم للأوثان
حيث استنتج أنّ المعرفة تنتج الفضيلة: فمن عرف الحقّ لم يظلم، ومن رأى وجه الخير لم يقرب شرّا، ولا يمكن لإنسان أن يسلك سلوكا يخالف رأيه الصائب.
وهذا التغيّر في نمط التفكير لم يستطع دحض وجهة نظره على الرغم من أنّه سجن وحكم عليه بالإعدام.
ومن أجمل المقاطع التّي تستحقّ النظر الآن هو هذا الرأي :
"للدّولة على المواطنين حقّ الطاعة، ولكن ليس للدّولة على المواطنين حقّ الاحترام" (إلاّ في أعمالها التي توجب الإحترام)
ولكن هذة الطاعة هي نتيجة حتمية لأنّها تحمل التبعة للسهر على المجموع ثم تملك القوّة لحمل المجموع على طاعتها ولكنّ مسألة الاحترام تعود لأنّ القائمين على هذا النظام ليسوا بالضرورة أكفّاء لأنّهم مجرّد بشر يخطئون ويصيبون وعليه فمن حقّ المواطنين رفض القوانين الجائرة لأنّ من يضعها ويطبّقها هم مجرّد بشر يخطئون ويصيبون.

والآن وبعد التوطئة ننطلق إلى قول الحجر على الفكر وهل هو ممكن ؟

لا شكّ أنّ الحياة مستمرة والعالم اليوم أصبح ينطلق نحو ترتيب وتنظيم نظم الأفكار فبعض الأنظمة في تسيير العالم لم تعد مقبولة بسبب عجزها العملي الذي يعود لعجز في سلوك الأشخاص والقائمين عليها أو في عجز النظريّة بحدّ ذاتها لأنّها موضوعة وضعا إنسانيا وكما سبق ذكره فإنّ الحجر على الفكر ليس ممكنا وإن تمّ استعمال مختلف وسائل الترهيب ..
ونعود للقول أنّ الدين الاسلامي عمد إلى تنشئة الإنسان بوضع كلّ الأسس التنظيمية والتقويمية لذلك وإنّ عجز المسلمين يعود لعجز الأفراد القائمين على تطبيق القوانين التنظيمية وتخلّيهم عن مناهجه
وأقف عند هذا الحد
احترامي

----------------------
تاريخ الفكر العربي / المعجم الوسيط / القاموس الفلسقي










آخر تعديل نُـون 2012-04-10 في 22:35.
رد مع اقتباس