معنى القاعدة اجمالا .
هذه القاعدة هي ثاني القواعد الخمس الكبرى التي وقع الأتفاق عليها , وهي كما قال السيوطي رحمه الله
" تدخل في جميع ابواب الفقه , والمسائل المخرجة عليها تبلغ ثلاثة ارباع الفقه وأكثر " . " ورجوعها
الى القاعدة إما بنفسها او بدليلها " .
وهي بالتحديد تدخل في كل فرع يتجاذبه يقين وشك فيسقط الشك ويحكم باليقين , وفي القاعدة لفظان يتوقف
فهم القاعدة على توضيحهما وهما اليقين والشك .
1 فاليقين لغة : يدور على معان يجمعها العلم وإزاحة الشك والا ستقرار وتحقيق الأمر مع طمانينة القلب عليه .
أما اصطلاحا : فهو طمأنينة القلب واستقرار العلم فيه .
وسواء حصل هذا الأستقرار بجزم او بغلبة ظن . ذالك ان الظن الراجح منزل منزلة اليقين إذا قويت براهينه .
2 اما الشك لغة : فهو خلاف اليقين . وهو يدور على معنى التردد والتداخل بين شيئئين بلا ترجيح لأحدهما على الأخر
وعلى هذا فيمكن ان يقال : ان معنى القاعدة أن ماكان ثابتا ثبوتا يقينيا ,ثم وقع الشك في وجود ما يزيله فالأصل بقاء
المتحقق المتيقن ولا يرتفع بمجرد طروء الشك العارض عليه , لأن المتيقن هو الأصل والأقوى , ولا يعقل اان يزيل الأضعف
الأقوى بل ما كان مثله او أوقوى منه .
ولما كان اليقين مستصحبا عند طروء الشك لم يلتفت الى هذا الأخير , لأن ما تيقن ثبوته بدليل او استصحاب حال اقوى مما شك
فيه اهو ثابت ام لا ؟ وهذا ما جعل بعض العلماء يعبر عن القاعدة بقوله " ألأصل بقاء ما كان على ما كان " . فجعلوها مرادفة لها .
وفي هذا يقول ابو عمر " وهذا أصل مستعمل عند أهل العلم , أن لا تزول عن أصل انت عليه إلا بيقين مثله , وأن لا يترك اليقين بالشك " .
يتبع إن شاءلله ...