السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد،
في خضم الأحداث المتسارعة ووسط كومة من المشاكل التي يتخبط فيها المجتمع على وجه العموم وفئة الشباب على وجه الخصوص والتي على رأسها "مشكل البطالة"، هذا الإشكال الذي يعاني منه مختلف الشباب على اختلاف أعمارهم ومؤهلاتهم العلمية وما ينجر عنه من تبعات على حياة الفرد والمجتمع، وسط كل هذه المتناقضات قد يجد الشاب نفسه على عتبة الثلاثين أو تجاوزها بكثير من غير منصب شغل ولا زواج وهما غاية ومطلب كل شاب مقبل على الحياة، وفي محاولة من بعضهم لتغيير الوضع أو الروتين المعاش يعمد إلى خطبة امرأة يكون قد اختارها بعناية طيلة السنوات الماضية أو اختيرت له من طرف أهله، وبعد الخطبة وكما هو متعارف يتم العقد، أي يعقد عليها سواءا كان العقد شرعيا أو مدنيا، لتبدأ معها سنوات الإنتظار، هذه السنوات التي قد تستمر من سنة إلى بضع سنين، مع ما يصاحب هذه السنوات من ضغط على هذا الشاب ومن قلق وترقب من مخطوبته وأهلها خاصة أنه لا شيء مضمون في بلد كالجزائر، وشخصيا لي الكثير من الأصدقاء ممن هم واقعون في مثل هذه الحالة.
حاولت مناقشتهم في الكثير من المرات عن السبب الذي دفعهم إلى الإقبال على قراراتهم تلك فاختلفت آراءهم وأسبابهم، فيها المقنع إلى حد ما وفيها غير ذلك، وسأستشهد بأربعة عينات منهم:
قال لي الأول لما سئلته عن سبب إقدامه على هذا الأمر: إن الفرصة إذا أتيحت لك قد لا تتاح مرة أخرى، وإني وقد اخترت شريكة حياتي بمواصفات أراها تنفعني في ديني ودنيايا فلست مستعدا للتخلي عنها والبحث عن غيرها وقد لا أجدها.
وقال الثاني: إن الأرزاق بيد الواحد الأحد ومن يدري فقد يرزقني ربي من هذا الباب لأنه باب من أبواب الرزق.
وقال الثالث: إلى متى أنتظر؟؟ فإن كنت أسعى إلى جمع المال الكثير من حله فإنه لن يتأتى لي ذلك في أغلب الأحيان، ولقد اطلعت على الكثير ممن تزوجوا قبلي وهم أسوء من حالي، ورغم ذلك هم يحيون الآن حياة سعيدة فلما لا أفعل مثلهم؟
وقال الرابع: ألا ترى يا أخي أن فتنة النساء في هذا الزمان قد تعرضني إلى ما لا يحمد عقباه في ديني ودنيايا؟ وما إقبالي على هذا الأمر إلا استبراءا لديني، فإذا طاوعتني نفسي على ارتكاب معصية مع امرأة ما، ألجأ إلى زوجتي فأحدثها أو أخرج معها، وبذلك أكون قد أقفلت بابا من أبواب إبليس......
والأسئلة التي قد تتبادر إلى الذهن في مثل هذه الحالات:
- ما مدى تقبل العائلات الجزائرية إلى مثل هذه الظاهرة؟
- بصفتك أب أو أخ للمرأة المعنية ما مدى تقبلك للأمر؟
- كيف ينظر الشرع لمثل هذه الظاهرة علما أن أهل العلم ينصحون في التعجيل أو التقريب بين الخطبة وإقامة الوليمة إبعادا لكل لبس أو شبهة....
في انتظار تفاعلكم مع الموضوع تقبلوا تحياتي.