[size="5"]السلام عليكم ورحمة الله ...
لا أعلم أستاذ تسهيل لماذا أثرت هذا الموضوع بالذات ، على كل ، قرأت بعض التعاليق التي في مجملها تحمل نوعا من التعصب ، والتي لا تستند إلى أية حقائق ، في البداية نحن خريجو المدرسة الوطنية للإدارة لا نفهم عباراة " المحاباة " لأنها ليست في قاموسنا ، فهذه العبارة يمكن أن أقوم بتأويلها إلى "أفضلية بحكم القانون" أو "أولوية" ، لأن المحاباة مرض لا يمكن أن يخص خريجي المدرسة دون غيرهم ، فاللي عندو معريفة مايحوسوش عليه من اي جهة تخرج.
أستاذنا الفاضل ، نحن نتحدث عن خريجي مؤسسة جامعية للتعليم العالي اسمها المدرسة الوطنية للإدارة ، اسمها يوحي لك أنها "مدرسة " متخصصة ، مدرسة عليا ، الدخول إليها يتم بشروط معينة تجعل الدخول إليها من نصيب المتفوقين في الباكالوريا ، والنظام الدراسي والتكويني بها مختلف عن غيره من الجامعات ، وهذا حال كل المدارس العليا والمعاهد المتخصصة ، ففي كل الدول هنالك مدراس عليا لتكوين النخبة في مجال معين ومحدود، كما هو الحال بالمدرسة الوطنية للإدارة بفرنسا أو بتونس أو بالمغرب أو ببلجيكا وغيرها ................
فهذا يقتضي أولا التطرق إلى شروط الالتحاق بالمدرسة 01، ثم إلى النظام التكويني الصارم الذي لا يمكن بأي شكل من الأشكال مقارنته بالتكوين في الجامعة وهذا أمر طبيعي بما أننا بصدد "مدرسة " 02، ثم نتحدث عن سر نجاح الأغلبية الساحقة من المتخريجين الذين لا يتجاوز عددهم 120 متخرجا( أي أنه عدد لايمكن مقارنته على الإطلاق بالأآلاف التي تتتخرج سنويا من الجامعات في مجالات القانون والاقتصاد والعلوم السياسية والصحافة) 03، إلى غاية اعتماد النظام الجديد والذي ليس هو موضوع حديثي.
1-
في النظام القديم يجب أن يكون المترشح للدراسة بالمدرسة متفوقا في شهادة الباكالوريا، أي بتقدير جيد وجيد جدا، علما أن العديد منهم من المكريمن من طرف رئيس الجمهورية، مما يجعل الملتحقين بالمدرسة يدرسون في ظل منافسة شديدة جدا بينهم بحكم ان جميعهم من المتفوقين، وذلك للتمكن من اختيار التخصص الملائم من اختصاصات المدرسة، وذلك نظرا للنظام الدراسي الصارم، بينما الدخول إلى فروع القانون أو الاقتصاد أو غيرها معروفة دون الخوض في ذلك.
2-
فالمنافسة الشديدة بين الطلبة ترجع إلى النظام الدراسي الصارم بالمدرسة ( نتيجة لإجبارية الحضور في المحاضرات والأعمال التطبيقية والأعمال الموجهة، وهو ما لا تجده في الجامعة ، باعتبار أن الحضور له نقطة مستقلة) ، وعملية التقييم الصارمة التي يخضع لها الطلبة والتي تتجاوز الامتحانات العادية أي السداسي الأول والسداسي الثاني ( طبعا بدون التمسخير تاع الامتحان الشامل والاستدراكي) ، يتجاوز الامتحانات العادية إلى الامتحانات الترتيبية خلال السنة الثانية الذي يشمل كل مقاييس السنة الأولى والثانية بالإضافة إلى الامتحانات الشفهية أمام لجنة مكونة من الأساتذة والإطارات بالوزارات.
أما عن المقاييس الاتي يدرسها فحدث ولا حرج ، فلا نظير لها في أية مؤسسة جامعية جزائرية ، كما ونوعا ، فالطالب خلال السنة الأولى والثانية يدرس كل المقاييس التي يدرسها طالب الحقوق والاقتصاد وعلم الاجتماع والاتصال مجتمعين، فضلا عن المقاييس التي لا تدرس إلا بالمدرسة، ثم بعد الامتحانات ، يتوجه الطالب طيلة فترة الصيف لاجراء تربص في جهة إداية ، والتحضير لمذكرة يناقشها في شهر سبتمبر من كل سنة خلال الاربع سنوات، في الوقت الذي ينعم فيه طلبة الجامعات بالمصيف والاستجمام ( اللهم لا حسد ههههههههههههه ) ، ثم بعد كل هذا ليس لديه الحق في الإعادة أكثر من مرة واحدة (خلال الأربع سنوات) وهذا مالا تجد له نظيرا في الجامعة فأنا أعرف شخصا دخل كلية التسيير والاقتصاد سنة 2000 وتخرج منها في 2011 .
فلا شك ان النظام التكويني يكون لدى الطالب رصيدا ليس فقط من الناحية الأكادايمية النظرية بل والعملية أيضا، وانا شخصيا حينما كنت أؤطر المتربصين كنت ألمس الفرق ، حينما أعمل مع متربص من المدرسة لا أجد معه أية صعوبة فأجده متمرسا وهو لايزال يدرس بالمدرسة ، أما ان جاءني المتربصون من الجامعة فوالله أتعب معهم كثيرا ، وأقوم بتزويدهم بمذكرات طلبة المدرسة الخاصة أحيانا بالسنة الأولى والثانية للتحضير لها في مذكرة الليسانس وأحيانا الماجستير ، وهذه لدي معها تجربة شخصية .
أما سنتا التخصص أي الثالثة والرابعة فحدث ولا حرج ، اكثر من 28 مقياس سنوي وسداسي.
3- الحق أن هذا النظام الدراسي الصارم يؤهل المتخرج لخوض أي مسابقة في أي مجال متعلق بالقانون أو العلوم السياسية أو الاقتصاد أو علم الاجتماع دون أن يخشى شيئا ، سواء في مسابقات الماجستير التي سيمح لهم باجتيازها أو في مسابقات التوظيف ، والحمد لله مات أعرفه أن الأغلبية الساحقة من المتخرجين
لهم مراكزهم ومتفوقون والأغلبية منهم نجحوا في مسابقات الماجستير ، وتفوقوا في مجالات عملهم ، فدفعتي فقط ، الأغلبية الساحقة منهم الآن دبلوماسيون وأساتذة جامعيون وإطارات عليا والحمد لله ، أما الذي يعاتب كوننا ندخل مسابقات الزوالية ، أقول له أخي العزيز نحن لا ندخل مسابقة متصرف إداري ببلدية عين المكان، بل من حق أي شخص أن يجري مسابقة لتحسين مركزه وهو حق مكفول للجميع مادامت هنالك شروط قانونية ... والأفضل ينجح
وبالتالي أخي الكريم ، فمن المنطقي جدا أن تكون لهم الأولوية في التوظيف في "بعض المراكز " وأفضلية مقارنة بغيرهم وإلا لما أسميت بالمدرسة ....
هذا طبعا مع احترامي الشديد للجامعيين العصاميين الذين يجتهدون وتفوقون على الرغم من نظام الجامعة ولا ينساقون وراء الرداءة التي تطبع للأسف الشديد أغلب جامعاتنا ، فالقلب ينزف دما حينما أزور الجامعة وارى ذلك التسيب وانحطاط المستوى ، وكم كانت دهشتي كبيرة حينما سمعت أن الطلبة قاموا بإضراب لرفع معدل الانقاذ لأن أكثر من النصف لم ينجحوا بعد الامتحانات الاستدراكية ، أعتقد أن بعد هذا لدي الحق في اأن أفخر بكوني متخرجا من المدرسة الوطنية للإدارة .