منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - دروس لشيخ عبيد الجابري حفظه الله
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-04-05, 09:00   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

[الإيمان قول وعمل يزيد وينقص]
قال الحميدي ر حمه الله : 2- وأن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص ولا ينفع قول إلا بعمل ولا عمل وقول إلا بنية، ولا قول وعمل ونية إلا بسنة.
الشرح :
هذا هو تعريف الإيمان عند أهل السنة قول وعمل, يزيد وينقص, يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية هذه إحدى العبارتين عند أهل السنة والعبارة الأخرى المشهورة (قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية).
فالقول قسمان:
قول القلب, وقول اللسان.
والعمل قسمان:
عمل بالقلب, وعمل بالجوارح.
فقول القلب عقيدته, وعمل القلب وعمله حركته وعزمه فعلى سبيل المثال:
الصلاة: فكونك تعتقدها فرضا وأنها عمود الإسلام إلى غير ذلك من الأمور هذا هو قول القلب
وكونك تعزم على فعلها هذا هو عمل القلب.
وقول اللسان كل قول طيب كل ذكر يتقرب به العبد إلى الله تعالى:
وأساس الدين كله النطق بالشهادتين من غير المسلمين أي لايدخل في الإسلام إلا بالشهادتين يقولها ويعلم معناها,
ثم يتبع الشهادتين سائر الاذكار المشروعة من تسبيح وتهليل وتكبير وقراءة القرآن وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر وغير ذلك هذا هو قول اللسان, وعمل القلب عرفناه.
وعمل الجوارح معروف بهذا يستبين أن العمل من مسمى الإيمان ولكن يفصّل, فمن الأعمال:
أولا: ماتركه كفر خروج من الملة ينافي الإيمان بالكلية كتارك الشهادتين وهذا بالإتفاق وترك الصلام جحودا من العالم بها, والخلاف في تركها تهاونا وليس هذا موضع بسط الخلاف في هذه المسألة أعني مسألة ترك الصلاة تهاونا مع الإقرار بوجوبها.
ثانيا: ماتركه فسق ينافي كمال الإيمان وسائر أركان الإسلام مثل الزكاة وصوم رمضان والحج وهذه تركها فسق ما لم يجحدها فمن جحدها عالما بوجوبها كفر ولكن من تركها متهاونا صنيعه هذا ينافي كمال الإيمان الواجب.
ثالثا: ما تركه ينافي الكمال المستحب ويقال تفويت فضيلة وهي السنن والمندوبات هذه تركها ينافي الكمال المستحب, هذا تفصيل مكانة العمل من الإيمان عند أهل السنة إجمالا.
عندهم إن العمل من الإيمان من أركان الإيمان لذلك يقولون لا إيمان إلا بعمل.
وقول المصنف (ولا ينفع قول إلا بعمل ولا عمل وقول إلا بنية ، ولا قول وعمل ونية إلا بسنة.)


الشرح :
خلاصة هذه أن الأمور متلازمة, القول لاينفع وحده إلابعمل والعمل معه, هذا رد على بعض طوائف المرجئة الذين يعرفون الإيمان بأنه قول .
والقول والعمل لابد لهما من نية الخالصة لله سبحانه تعالى, ثم لابد مع هذا من إصابة السنة وهذا تنبيه إلى انه لا ينال العمل القبول عند الله ِالإ إذا وافق سنة الرسول (صلى الله عليه وسلم) ولهذا قال الأئمة العمل أن فقد الإخلاص كان شركا أو رياءا وأن فقد المتابعة لرسول (الله صلى الله عليه وسلم) كان بدعة، ومتى جمع العمل الإخلاص لله سبحانه والمتابعة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان العمل مقبولا.
وأهل السنة والجماعة قالوا إن العمل أربعة أصناف:
أحدها/ ما كان خالصا لله صوابا على السنة.
وثانيا/ ما كان خالصا له وليس على السنة.
وثالثا/ ماكان غير خالصا لله وصوابا على السنة.
ورابعا/ ما ليس خالصا لله وليس صوابا على السنة هذا ذهب عنه الشرطان.
وأسعد العمل بالقبول هو الصنف الأول لأن صاحبه جمع بين الإخلاص لله والمتابعة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم).









رد مع اقتباس