2012-04-05, 08:58
|
رقم المشاركة : 3
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
فتح ذي الجلال والمنة في شرح أصول السنة
للحميدي [الإيمان بالقدر ] قال الإمام الحميدي (رحمه الله) :1- السنة عندنا: أن يؤمن الرجل بالقدر خيره وشره، حلوه ومره، وأن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن ذلك كله قضاء من الله - عزوجل -.
الشـرح:
لقد اعتنى أئمة السلف ومنهم الأئمة الأربعة والسفيانان وغيرهم بالعقيدة تعليما وتصنيفا لأن العقيدة هي أصل واساس قال الشيخ محمد عبد الوهاب رحمه الله تعالى
(وأصل الدين أمران :
الأول/ الدعوة الى عبادة الله تعالى وحده والتحريض على ذلك والمولاة فيه وتكفير من تركه.
الثاني/ التحذير من الشرك في عبادة الله والتغليظ في ذلك والمعاداة فيه وتكفير من فعله والأدلة على هذين الاصلين الكتاب والسنة والإجماع).
قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25))[الأنبياء] وقال تعالى (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36))[النحل].
والآيات في هذا الباب أكثر من أن تحصر واشهر من أن تذكر, وما زال رسول (الله صلى الله عليه وسلم) منذ بعثه الله تعالى حتى توفاه وهو يقرر هذين الأصلين في الفترة المدنية وقبل ذلك في الفترة المكية لكن الفترة المدنية تزيد على الفترة المكية بتقرير الأحكام العملية وقال (صلى الله عليه وسلم): (إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال) , والأحاديث في ذلك متواترة توترا معنويا توجب العلم والعمل, وأجمع الأئمة على ذلك, ولذلك كانوا يقررون العقيدة الصحيحة المبنية على الكتاب والسنة وعلى فهم السلف الصالح ويحذرون من ضدها سواءا ما ينفي الإيمان بالكلية أو ينفي كماله الواجب لأن المقصود تصفية التدين لله سبحانه وتعالى فالمقصود أن يكون التدين خالصا لله تعالى من شائبة الشرك والبدع.
وهذه الرسالة تتضمن مسائل ومباحث من أصول العقيدة وبدأها الشيخ رحمه الله تعالى (الحميدي) وأظنه أحد شيوخ البخاري بدأها بالقدر وأظن أن السبب في ذلك كثرة القدرية في عصره وظهور شوكتهم وشدة دعوتهم إلى القدر فيقررون أن لا قدر والأمر انف يعني الأمر مستأنف لم يكن علمه الله تعالى ولا كتبه في اللوح المحفوظ هذه عقيدتهم وأول من نشر هذا المعتقد هو معبد بن خالد الجهمي وأخذه عن نصراني اسمه ( سوسن) .
الشيخ هنا لخّص مسألتين في القدر:
المسألة الأولى: أيمان العبد أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطئه لم يكن ليصيبه وهذا لأن الله قد علمه وكتبه في اللوح المحفوظ.
المسألة الثانية: وهي تأكيد لها أن كل ما يجري على العبد هو في قضاء الله, والقدر هو أحد أركان الأيمان الستة التي لا يكون العبد مؤمنا حتى يستجمعها وهذه الأركان الستة قد جاءت في الكتاب والسنة فخمسة منها جاءت آية البر من سورة البقرة وهي قوله تعالى (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ)[البقرة]. والقدر جاء في آية أخرى قال تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) )[القمر].
ومن أدلة الإيمان بالقدر وانه احد أركان الإيمان حديث عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وهو الحديث المشهور بحديث جبريل عندما سأله الرسول (صلى الله عليه وسلم) عن الإيمان فقال: (أن تؤمن بالقدر خيره وشره ) .
ولا بد ها هنا من أمور:
الأول: فيما يتحقق به الإيمان بالقدر ويسمى مراتب القدر وهي أربع مراتب.
المرتبة الأولى/ مرتبة العلم وهي الإيمان بان الله سبحانه وتعالى علم كل شيء , علم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان لو كان كيف يكون, أحاط بكل شي علما فلا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السموات والأرض يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
المرتبة الثانية/ مرتبة الكتابة وهي الإيمان بأن الله كتب كل شيء عنده في اللوح المحفوظ وفق ما علمه من أحوال الخلق وآجالهم وأرزاقهم وغير ذلك.
المرتبة الثالثة/ مرتبة المشيئة: وهي ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولهذا أجمع أهل السنة أنه لا يقع في ملك الهل إلا مايريد وأحيانا يقولون لايقع في ملك الله ما لم يرد.
المرتبة الرابعة/ مرتبة الخلق وهو انه سبحانه وتعالى خالق كل شيء في هذا الكون في الأرض وفي السماء وما بينهما وما فيهما.
وغلاة القدرية ينكرون المرتبتين الأوليين وهؤلاء يقول شيخ الإسلام ابن تيمية قد انقرضوا وهم كفار بالإجماع.
والمقتصرون منهم قبحهم الله ينكرون المرتبتين الآخريين وهم على ضلال ولكن أخف من أولئك.
هناك تفصيل يتعلق بالعلم والكتابة فما سلف يسمى التقدير الإجمالي وما سنذكره يسمى التقدير التفصيلي وهو فيما يتعلق بمرتبتي العلم والكتابة.
فالتقدير التفصيلي ثلاث مراتب:
1/ عمري.
2/ وحولي.
3/ ويومي.
فالتقدر العمري: هو تقدير ما يجري على كل إنسان بذاته, عمره مئة سنة أو أقل أو أكثر وهو مأخوذ من التقدير العام وفيه حديث الصادق المصدوق عن ابن مسعود رضي الله عنه (أن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما 00) فذكر الحديث إلى ان قال (ثم ينفخ فيه الروح فيبعث الله ملكا فيؤمر بكتابة رزقه وعمله واجله وشقي أو سعيد).
والتقدير الحولي: وهذا يخص كل سنة بعينها بدأت من ليلة القدر إلى مثلها من قابل فسنتكم هذه سنة إحدى وثلاثين ما يتعلق بهذه السنة فصل من اللوح المحفوظ من ليلة القدر من العام الماضي إلى مثلها من رمضان الآتي قال تعالى (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4))[الدخان]. يعني يفصل من اللوح المحفوظ.
والتقدير اليومي: وهو ما يخص اليوم ذاته من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ما يكون فيه من إحياء وأماته وإعزاز وإذلال ورفع وخفض إلى غير ذلك كما قال تعالى (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) [الرحمن : 29].
|
|
|