بارك الله فيكم أخي الحبيب المهاجر إلى الله ـ أسأل الله أن يجعلك اسم على مسمى ـ
إن الاعتقاد السائد والمتداول بين الناس الخاصة والعامة عكس ذلك تماما ، وذلك للحديث المشهور :
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ. متفق عليه
قَالَ الْقُرْطُبِيّ : مَعْنَى الْحَدِيث أَنَّ هَذِهِ الْخِصَال الْأَرْبَع هِيَ الَّتِي يُرْغَب فِي نِكَاح الْمَرْأَة لِأَجْلِهَا ، فَهُوَ خَبَر عَمَّا فِي الْوُجُود مِنْ ذَلِكَ لَا أَنَّهُ وَقَعَ الْأَمْر بِذَلِكَ بَلْ ظَاهِره إِبَاحَة النِّكَاح لِقَصْدِ كُلّ مِنْ ذَلِكَ لَكِنَّ قَصْدَ الدِّين أَوْلَى " اهـ فتح الباري 14/330
فمنطوق الحديث أن طلب الدين مقدم على الجمال والمال والحسب.
فالاشكال الذي لم يبينه الشيخ الفاضل ـ فيما نلقت ـ تعارض ظاهر حديث " فاظفر ذات الدين" مع القول أن الجمال مقدم على الزواج.
ربما هناك أمر يجب أن يوضح وهو أن الشاب المسلم يجب أن ينوي الزواج بذات الدين ، لأن ذلك صلاح دينه ودنياه
وآخرته وذريته، بعد ذلك يبدء البحث في وسط المتدينات وليس في الشوارع والحدائق العامة باحث عن الجمال فإذا
اعجبته يبحث عن دينها ـ وهذا غريب لأن المتدينة ليس هذا أمكان تواجدها ـ .
بل يبحث عن المتدينة فإذا قيل له : هناك متدينة ، هنا لا بد من الشرط الثاني وهو ملازم للأول وهو : أن تكون ذات
جمال، وإن كان الجمال نسبي ، فلنقل : تحلو في عينيه وتدخل قلبه وينشرح لها صدره ، فإن توفر الشرط الثاني
هنا يتقدم للزواج بها.
أما إن وجد المتدينة ،وثبت له صلاحها، ولكن لم تحلو في عينيه وتدخل قلبه فهنا لا يجب ولا ينبغي له قبولها بدعوى
أنها متدينة.
سبب ذلك أن الزواج في أصلها شُرع لاستمتاع، كما فصل الشيخ، فإذا لم يستطع أن يلبي رغبته الجنسية ، فلا أظن أن
تصلح المعيشة معها ، فمثله كالذي أكل ولم يشبع ، فإنه يظل دائما جائعا وسيبذل كل ما في وسعه لتلبية رغبته
وختاما ، هناك دليل أوضح في أهمية الجمال في الزواج وهو حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم:
عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنَّهُ خَطَبَ امْرَأَةً فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « انْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا ». صحيح الترمذي للشيخ الألباني ، وقال الترمذي : ومعنَى قَوْلِهِ « أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا » قَالَ أَحْرَى أَنْ تَدُومَ الْمَوَدَّةُ بَيْنَكُمَ
والله أعلم