شرِبَتْ من عطشِ الأفراح
فارتوت من فيضِ المُقل
و اخترقها صهَد الاجتياحْ
فتعثّرت بموجةِ الملل
حِصارها كبّلها بين أذرُعِ الانتماء
للزّمن المُستَعبدِ باندِثارٍ مُباح
وأدركت أنّها تجهلُ طعمَ السّعادة
فانتهجت دربا من حِممِ الجراح
تجر ّماضيها الدّفين
مغمورة بِرمادها الحزين
ماسحة وجهها الغائبِ
بِقطراتِ حبرها
تُطلُّ على نافذةِ انهيارها
بين عبثٍ وانتحال
وزيفٍ يكسوه ثوبُ الاحتيال
هناك،
راحت تخطّ بوحها مثقلا بآلامها
لِتتّقِد شعلة الانفعال
المنطفئ في مرايا الخفايا
مظهرا هدوءها الباكي
المبتسمِ على مرأى دمعٍ مُغتال
و عادت تُقلّبُ مُقلتيها
فرأت أمامها وِحدة شرقٍ..
غروبه يشقّ جنوبا و شمال
و بحثت عن نفسها
فسألت ثوبها البالي
و حدّثت أشياء بها لم تُبالي
فشعرت بحشرجة قلمها
تملأ رئتاها بسرابٍ خيالي
وحدّثت نفسها،
ومرارا أعادت تساؤلاتها..
ذبذبات صدىً متدفّقٍ مُنهال
.
.
هل أنا جرحٌ من شظايا القتال
أم أنا طرحٌ،
في غيابي تعتلي أطيافُ ظلالي
فتشدّ اللغمَ عنّي،
وينفجر..فيخترق جبالي
و يُصيّرني كمهدٍ
لتاريخٍ ممزّق
في صفحاتٍ ترتجفُ كحُلُمٍ مُعاق
ينبثق من ثنايا رمادٍ..
أذْهب جمـالي
يرتمي بين مخالبِ الشكّ
فيقرّرُ اعتزالي
و يوهمُ عقلي المتأرجح بين جمجمةٍ..
أنهكها انشغالي
بِلحظاتٍ ورديّة..
تتربّعُ كومة ضبابٍ
على شفتيِّ العدم
فتعتلي مُخرقة بِخيوطِ خيبةٍ..
تُشكّلها أوصالي
مُعلِنة عن غبارِ ضياعٍ
أتوقُ لأن يَنجلي
ـــ
بقلم/ العمر سراب