تكملة الموضوع:
[ ترجمة: سُمْعَة ]
له من اسمه أكبر نصيب؛ فقد كان عالمًا كبيرًا وقارئًا مشهورًا، وتعلم العلم وعلـّمه، وصار له الكثير من الطلبة، وطاف البلاد متعلمًا ومُعلمًا، رأى الكثيرين من علماء عصره وصاحبَهم، وذاع صيته، وأصبح من أعلام العصر، وكان الناس يُقبّلون يديه ورأسه أينما ذهب، وكان لا يدخل المسجد إلا قدموه إمامًا لهم.
ويُروى أنه لما كان صغيرًا كان لا يؤبه له ولا يهتم الناس به، فسلك طريق العلم كي يعرفه الناس ويشيروا إليه بالبنان، وقد تحقق له ما أراد كما ذكرتُ آنفًا.
وبعد عمر طويل أفناه في التعلم والتعليم أتاه أجله وهو في بيته، والغريب أن وجهه اعتراه سواد بعد موته، وكانت خاتمة سوء.
ولما علم العلماء وطالبو العلم ذلك أبوا أن يصلوا عليه؛ فقد أحسوا بحقيقته النكراء فلم يأتوا للصلاة عليه وتشييع جنازته.
وتحقق فيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " من سمّع سمّع الله به"؛ فقد فضحه الله في الدنيا قبل الآخرة مع غزارة علمه وفهمه، والمسكين لم يعلم أنه استدراج.
والعالم المرائي سيدخل النار يوم القيامة قبل الزناة والقاتلين وشاربي الخمر، ومعه أيضًا مجاهد ومتصدق لم يبتغيا وجه الله بعملهما.
والله إن قلبي ليتفطر على أمثال ذلك المسكين، الذين طلبوا العلم من أجل الدنيا الفانية الزائلة، واشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار !
اللهم إن قلوبنا تحت ملكك فاجعلها متوجهة إليك لا لغيرك، وارزقنا علمًا يورثنا خشيتك سرًا وعلانية.
ـــــــــــــــ
يُتبع إن شاء الله