السلام عليكم وبعد . أنا أريد من الأخ أن يبين لنا ما الهدف من المقاطعة ؟ ألا يوجد مترشح على الأقل من بين الستة يكون فيه صلاح للبلاد والعباد؟ ما هذه النظرة السوداوية القاتمة للأشياء؟ فإذا كان الهدف من المقاطعة من أجل المقاطعة فلا فائدة من وراء ذلك ، أما إذا كانت المقاطعة من أجل إيجاد بديل يجني الفائدة للعباد و البلاد، فأرجو منك تبيانه لنا و توضيحه وإقناعنا به حتى نسير في وتيرة المقاطعة.
ثم لو نفرض مثلا أننا كلنا قاطعنا الإنتخابات فيدل ذلك أننا عطلنا جميع المصالح العامة و الخاصة، و أعطينا فرصة عظيمة للإنتهازيين الذين يعثون في الأرض فسادا. وأنا لا أشاطرك الرأي عندما وضعت المشاركين في الإنتخابات في نفس الكفة مع الذين يقاطعون، فالأمر مختلف تماما ،فالإجتهاد مع الخطإ أفضل من المقاطعة.
وأرجو من الإخوة المتفهمين للوضع أن يقنعوا هؤلاء المقاطعين لكي يعودوا إلى جادتهم ، لأن ديننا الحنيف أمرنا بالتغيير والتجديد والأمر بالمعروف و النهي عن المنكر والعمل بالأسباب الإيجابية وبالجد و الإجتهاد والتفاؤل بالخير والإنتخابات هي إحدى الوسائل والأسباب التي من شأنها إحداث التغيير حتى و إن كان بسيطا ،وليس بالجمود و التحجر التشدد والتعصب للذات والشهوات والدليل على ذلك أنه لايوجد عالم من علماء المسلمين قديما و حديثا أفتى بمثل ما أفتى به هِؤلاء الذين يتصفون بالجمود ويغطونه بدعوى الإتباع،فيهم اعتداد بأنفسهم وكأنهم المتكلمون باسم الله و رسوله،وفيهم سوء ظن بالآخرين.
وقد كثر هؤلاء في هذه السنين العجاف . الله يسترنا ويستر جميع المسلمين منهم،اللهم اهدنا و اهدهم آمين والحمد لله رب العالمين.