رمتني بسهم المقلتين على بعد
فلا زلت بين إقبال وإدبار
فقد كنت قبل اليوم ذا جلد
أقيس الأمر وآتيه أفكاري
أسائل نفسي هل تراها على عند
وهل خفيّ الشيء تبديه أبصاري
فسرت ومني السير على مضض
وقد برقت مخيلتي بأسفاري
ذكرت أياما قد مضوا على طرف
رجوت الله فيها يسر أقداري
بحثت حينا قد ولّى على جحد
لنصف هو حق لإكباري
فما عجب إن خطت قدمي
وحطّت رحال العمر بأقدار
أتلك صروف الدهر من أحد
رؤى العين فيها نفع وإضرار
فؤاد المرء حينا على قصد
يذوب وأحيانا بأنظار
وفي كل أمر له عهد...
وعهد الحرّ دوما بإبصار
ولله أمر وأمر العقل للعبد
وإحسان الظن فيه أخيار
وما ضرّ أمر النور من أحد
وفيه هناء العيش و إعمار
فما قام سقف بلا عمد
ولا لمّ شمل بلا دار
وما كان كهل سوى ولد
ولا صار جمر بلا نار
بقلمي فواز/القلم المتواضع