والسؤال المهم هنا هو : كيف نتعامل مع هذه العبارة في ضوء ما عرفناه عن الإمكانية والفرصة والمهارة ؟
صاحب الهمة العالية يذلل المستحيل من خلال مباشرة الممكن ، أو قل إن شئت إن كلمة مستحيل غير موجودة في قاموسه الفكري والشعوري. فهو يتعامل مع المستحيل كواقع ، ولكن هذا المستحيل لا يقيد حركته ، ولا يجعله واقفاً جامداً مكانه لأن همته العالية تسمو به إلى آمال وآفاق كبيرة وبعيدة ، وينظر من خلال همته دائما إلى فرصة يمكن أن تحدث أو قريبة الحدوث. وصاحب هذه النفس لا ينظر باكتراث كبير إلى مسلمات الواقع أو مقولات التاريخ على أنها صحيحة تمامًا ، فكل شيء عنده قابل للبحث والدراسة والتمحيص داخل الإطار الشرعي ، وحتى المقولات الشائعة المشهورة لا تثبت عنده إلا بعد إدخالها لنفس النمط من البحث والتفكير والدراسة للمقولة من أوجه متعددة