نسأل الله تبارك و تعالى لأخت أختنا مشكاة الهدى أن يعاجل شفاء تاما لا يغادر سقما. كما نسأله
أن يكشف الهم و الغم و الحزن عنهما و عن سائر المسلمين يا ذا الجلال و الإكرام.
((اللهم رب الناس أذهب البأس اشفِ أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقما ))
و اغتناما لهذه الفرصة أحببت أن أنقل من كلام أهل العلم ما من شأنه أن يخفف و يشد على قلب كل مبتلى و بالله التوفيق.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل... فلا يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة. رواه البخاري
و قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى: (( وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن الصبر على الضراء والمصائب لا يكون إلا ممن حقق الإيمان .عن صهيب الرومي رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "عجباً لأمر المؤمن ، إن أمره كله خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابه سراء فشكر الله فله أجر ، وإن أصابته ضراء فصبر فله أجر ، فكل قضاء الله للمسلم خير " . رواه مسلم ( 2999 ) . إن المصائب والبلاء امتحانٌ للعبد ، وهي علامة حب من الله له ؛ إذ هي كالدواء ، فإنَّه وإن كان مراً إلا أنَّـك تقدمه على مرارته لمن تحب - ولله المثل الأعلى - ففي الحديث الصحيح : " إنَّ عِظم الجزاء من عظم البلاء ، وإنَّ الله عز وجل إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط " رواه الترمذي ( 2396 ) وابن ماجه ( 4031 ) ، وصححه الشيخ الألباني .
ولا ينبغي أن يكره العبد ما يقِّدره الله له من البلاء ، يقول الحسن البصري رحمه الله : لا تكرهوا البلايا الواقعة ، والنقمات الحادثة ، فَلَرُبَّ أمرٍ تكرهه فيه نجاتك ، ولَرُبَّ أمرٍ تؤثره فيه عطبك . (أي هلاكك)*))
****************************************
عن العباس بن عبد المطلب قال : قلت يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله , قال : ( سل الله العافية) فمكثت أياما ثم جئت فقلت : يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله ,
فقال لي : ( يا عباس , يا عم رسول الله , سل الله العافية في الدنيا والآخرة )
الحديث صححه الألباني في صحيح الترمذي والسلسلة الصحيحة 4/29
************************
و قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : " لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر "
*************************
قال المباركفوري رحمه الله في شرح الترمذي : (( في أمره صلى الله عليه وسلم للعباس بالدعاء بالعافية بعد تكرير العباس سؤاله بأن يعلمه شيئا يسأل الله به دليل جلي بأن الدعاء بالعافية لا يساويه شيء من الأدعية ولا يقوم مقامه شيء من الكلام الذي يدعى به ذو الجلال والإكرام , والعافية هي دفاع الله عن العبد , فالداعي بها قد سأل ربه دفاعه عن كل ما ينويه , وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عمه العباس منزلة أبيه ويرى له من الحق ما يرى الولد لوالده ففي تخصيصه بهذا الدعاء وقصره على مجرد الدعاء بالعافية تحريك لهمم الراغبين على ملازمته وأن يجعلوه من أعظم ما يتوسلون به إلى ربهم سبحانه وتعالى ويستدفعون به في كل ما يهمهم , ثم كلمه صلى الله عليه وسلم بقوله "سل الله العافية في الدنيا والآخرة" فكان هذا الدعاء من هذه الحيثية قد صار عدة لدفع كل ضر وجلب كل خير والأحاديث في هذا المعنى كثيرة جدا )) تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي للمباركفوري 9/395
*****************************************
ضاقت فلما استحكمت حلقاته ا فرجت وكان يظن أنها لا تفرج
* * *
كن عن هـــمومك معرضا وكل الأمور إلى الــــقضا
وابشر بخـــــير عاجل تنسى به ما قد مضــــى
فلــــــرب أمر مسخط لك في عواقبه رضـــــا
* * *
وربما ضــــاق المضيق ولربما اتسع الفضـــــا
الله يفعل ما يشــــــاء فلا تكن معترضــــــا
الله عودك الــــــجميل فقس على ما قد مضـــى
* * *