كما ترى أخي الفاضل أن عدد مشاركاتي لم يبلغ العشرين، يعني أني جديد بينكم، خلال فترة تواجدي هنا سنحت لي فرصة قراءة موضوعين للأخ شولاك، وقد وجدت أن كلامه ينمّ عن فكر رجل واع وخبير، ولهذا أنا أحييه قبل أن أخوض في مداخلتي :
ما قاله الأخ شولاك لا مِرية فيه، فهناك من المديرين مَن غيّروا فعلا مسار مدارسهم وحققوا نجاحات باهرة والفضل لا يعود للمديرين وحدهم ولكن لكل الطاقم الذي ساهم في تنفيذ أفكار المدير وكذلك الظروف التي تمّ فيها تنفيذ هذه الأفكار,
لكن على الأخ شولاك أن يُدرك أن الخارج لا يؤثر في الداخل، بمعنى لو طرحتُ فكرة ما على الأخ وتعنّتَ في قبولها فلن أستطيع إقناعه ما لم يبدي استعدادا للإقتناع ( هذا ليس كلامي بل هو كلام علماء التنمية البشرية ).
إذا كان الأخ شولاك يعلم أن الإدارة هي فن تنفيذ الأفكار عن طريق الآخرين، وجب أن يكون الآخرون على مستوى معيّن لتجسيد هذه الأفكار، حتى وإن جسّدوا هذه الأفكار فلن يجسدوها مثلما خطط لها صاحبها ودليل ذلك أن كثيرا من المشاريع عبر التاريخ توقفت وعجز الآخرون على تنفيذها,
ما كنت أقصد هذا في ردّي الأول على موضوعك، لكن كنت أقصد أنّي كنتُ أفيَد للتلاميذ، فقد وهبني الله ملكات التعامل معهم حتى أني أستطيع أن أخمّن أفكارهم فأعلم أي علاج أقدّمه لهم،
أمّا كمدير، فوالله لقد عملتُ بجد واستطعت أن أضبط أمور مدرستي وأن أغيّر حتى ملامح هياكلها وتجاوزت نسبة نجاح تلامذتنا في امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي التسعين بالمائة لمدة خمس سنوات أنا فيها مدير المدرسة فكانت في موسم 2010/2011 تعادل :97.22 % باستحقاق و100 % بالإنقاذ وكان عدد المنقَذين 1 من 36 تلميذا. لكن رغم نجاح التلاميذ كنت دائما أرى أن هناك نقصا في المستوى أستطيع أن أضيفه لو كنتُ أنا معلمهم، هذا ما كنت أقصده,
والله أخي الفاضل أنّ إحدى النساء وهي من أسرة التعليم أرسلت لي رسالة شفهية مع أخ لها هو صديق لي لمّا علمت بنجاحي في المسابقة تقول فيها إن أولياء التلاميذ يبكون خلفك وأنك كنت بمثابة الذي يحيي الأرض الموات ، فعُد واكسب ثواب الله في هذه الأنفس البريئة، فباب جنتك بينهم. في بادئ الأمر ظننت أن ما قالته لأن بعض الأهالي لا يرون إلا مصالحهم ولكن بعد ممارستي الفعلية لمهام المدير وما وجدته من عوائق في الميدان أدركت أنها كانت محقة.
لا أريد أن أطيل الكلام، فهو في هذا المجال لا ينفد.
أتأسف لما يبدر من بعض الإخوة من كلام جارح، أتمنى أن يترفعوا عن هذا وأن يناقشوا المواضيع بأساليب حضارية يثبتون من خلالها أنهم في مستوى الرسالة والمهمة الموكلة إليهم و ألا يكونوا كمن وُجد من أجل المعارضة ( قال أحدهم أنا أعترض وقبل أن يكمل كلامه رفع الثاني يده قائلا أنا أعترض لأنك تعترض وهو لا يعرف أي شيء عما اعترض عليه الأول )
على العموم كما يفكر المرء يكون.
خاص التحية لكم جميعا