منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مشروع ألف ليلة و ليلة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-03-15, 20:12   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
sou_sou
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية sou_sou
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أفقت من مرضي إلا في هذا اليوم وصرت أنادي فما أحد رد علي جواباً،
بالله عليك يا أخي أن تنظر الكيس تحت رأسي وتأخذ منه خمسة أصناف وتشتري
لي بها شيئاً أقتات به فإني في غاية الجوع . فمد يده فرآه فارغاً ،
فقال للمزين : إن الكيس فارغٌ ما فيه شيءٌ. فعرف أبو صير المزين أن أبا
قير سرق ما فيه وهرب ، فقال له : أما رأيت رفيقي ؟ فقال له من مدة
ثلاثة أيامٍ ما رأيته وما كنت أظن إلا أنك سافرت وإياه ، فقال له
المزين : ما سافرنا وإنما طمع في فلوسي فأخذها وهرب حين رآني مريضاً ثم
أنه بكى وانتحب ، فقال له بواب الخان : لا بأس عليك وهو يلقى فعله من
الله . ثم أن بواب الخان راح وطبخ له شوربة وغرف له صحناً وأعطاه إياه
ولم يزل يتعهده مدة شهرين وهو يكلفه من كيسه حتى عرق وشفاه الله من
مرضه
وذات يومٍ وهو يتجول في المدينة إذ صادف صديقه أبو قير في مصبغته
والخدم بخدمته فتقدم وسلم عليه وأخذ يعاتبه على تركه إياه أثناء مرضه
فما كان من أبو قير إلا ونهره من أمامه وقال له : اخرج من عندي هل
مرادك أن تفضحني مع الناس يا حرامي أمسكوه ، فجرت خلفه العبيد وقبضوا
عليه وقام أبو قير على حيله وأخذ عصاً وقال : ارموه ، فرموه فضربه على
ظهره مائة ثم قلبوه فضربه على بطنه مائة ، وقال : يا خبيث يا خائن إن
نظرتك بعد هذا اليوم واقفاً على باب المصبغة أرسلتك إلى الملك في الحال
فيسلمك إلى الوالي ليرمي عنقك امش لا بارك الله لك . فذهب من عنده
مكسور الخاطر بسبب ما حصل له من الضرب والترذيل فقال الحاضرون لأبي قير
الصباغ : أي شيء عمل هذا الرجل ؟ فقال لهم : أنه حرامي يسرق أقمشة
الناس فإنه سرق مني كم مرة من القماش وأنا أقول في نفسي سامحه الله
فإنه رجلٌ فقيرٌ ولم أرض أن أشوش عليه وأعطي للناس ثمن أقمشتهم وأنهاه
بلطفٍ فلم ينته فإن رجع مرة غير هذه المرة أرسلته إلى الملك فيقتله
ويريح الناس من أذاه . فصار الناس يشتمونه بعد ذهابه. وأما أبو صير
فإنه رجع إلى الخان وجلس يتفكر فيما فعل به أبو قير ولم يزل جالساً حتى
يرد عليه الضرب ثم خرج وشق في أسواق المدينة فخطر بباله أن يدخل الحمام
فسأل رجلاً من أهل المدينة وقال له : يا أخي من أين طريق الحمام ؟
فأجابه : أي حمام ؟ فقال له : موضع تغتسل فيه الناس ويزيلون عليهم من
الأوساخ وهو من أطيب طيبات الدنيا ، فقال له : عليك بالبحر ، قال : أنا
مرادي الحمام ، قال له : نحن لا نعرف الحمام كيف يكون كلنا نروح إلى
البحر حتى الملك إذا أراد أن يغتسل فإنه يروح البحر . فلما علم أبو صير
أن المدينة ليس فيها حماماً وأهلها لا يعرفون الحمام ولا كيفيته مشى
إلى الملك ودخل عليه وقبل الأرض بين يديه ودعا له وقال له : أنا رجلٌ
غريب بالبلاد وصنعتي حمامي فدخلت مدينتك وأردت الذهاب إلى الحمام فما
رأيت فيها ولا حماماً واحداً والمدينة التي تكون بهذه الصفة الجميلة
كيف تكون من غير حمام مع أنه من أحسن نعيم الدنيا
فقال له الملك : أي شيءٍ يكون الحمام فصار يحكي له أوصافه ، وقال له :
لا تكون مدينتك كاملة إلا إذا كان بها حمام ، فقال له : مرحباً بك
وألبسه بدلةٌ ليس لها نظير وأعطاه حصاناً وعبدين ثم أنعم عليه بأربع
جوار ومملوكين وهيأ له دار مفروشة وأكرمه أكثر من الصباغ وأرسل معه
البنائين وقال لهم : الموضع الذي يعجبه أبنوا له فيه حمام . فأخذهم وشق
بهم في وسط المدينة حتى أعجبه مكان فأشار لهم إليه فدوروا فيه البناية
وصار يرشدهم إلى كيفيته حتى بنوا له حماماً ليس له نظير ثم أمرهم بنقشه
فنقشوه نقشاً عجيباً حتى صار بهجة للناظرين ثم طلع الملك وأخبره بفراغ
بناء الحمام ونقشه ، وقال له : إنه ليس ناقصاً غير الفرش فأعطاه الملك
عشرة آلاف دينارٍ فأخذها وفرش الحمام وصف فيه الفوط على الحبال وصار كل
من مر على باب الحمام يشخص له ببصره ويحتار فكره في نقشه وازدحمت
الخلائق على ذلك الشيء الذي لم يروا مثله في عمرهم وصاروا يتفرجون عليه
ويقولون أي شيءٍ هذا ؟ فيقول لهم أبو صير : حمام فيتعجبون منه ثم أنه
سخن الماء ودور الحمام وعمل سلسبيلاً في الفسقية يأخذ كل من رآه من أهل
المدينة وطلب من الملك عشرة مماليك دون البلوغ فأعطاه عشرة مماليك مثل
الأقمار فصار يكسبهم ، ويقول لهم افعلوا مع الزبائن هكذا . ثم أطلق
البخور وأرسل منادٍ ينادي في المدينة ويقول : يا خلق الله عليكم
بالحمام فإنه يسمى حمام السلطان فأقبلت عليه الخلائق وجعل يأمر
المماليك أن يغسلوا أجساد الناس وصار الناس ينزلون المغطس ويطلعون
واستمر الناس يدخلون الحمام ويقضون حاجتهم منه ثم يخرجون بلا أجرةٍ
وبعد طلوعهم يجلسون في الليوان والمماليك تكبسهم مثل ما علمهم أبو صير
مدة ثلاثة أيامٍ وفي اليوم الرابع عزم الملك على الذهاب إلى الحمام
فركب هو وأكابر دولته وتوجهوا إلى الحمام فقلع ودخل فدخل أبو صير وكبس
الملك وأخرج من جسده الوسخ مثل الفتايل وصار يريه له ففرح الملك وصار
لوضع يده على بدنه صوت من النعومة والنظافة وبعد أن غسل جسده مزج له
ماء الورد بماء المغطس فنزل الملك في المغطس ثم خرج وجسده قد ترطب فحصل
له نشاط عمره ما رآه . ثم بعد ذلك أجلسه في الليوان وصار المماليك
يكبسونه والمباخر تفوح والعود والند ، فقال الملك : يا معلم أهذا هو
الحمام ؟ قال: نعم ، فقال له : وحياة رأسي أن مدينتي ما صارت مدينة إلا
بهذا الحمام ، ثم قال له : أنت تأخذ على كل رأس أي شيء أجرة ، فقال أبا
صير : الذي تأمر به آخذه فأمر له بألف دينارٍ ، فقال : العفو يا ملك
الزمان إن الناس ليسوا سواء بل فيهم الغني وفيهم الفقير وإذا أخذت من
كل واحد ألف دينار يبطل الحمام فأن الفقير لا يقدر على ألف دينارٍ
قال الملك : وكيف تفعل في الأجرة ؟ قال: اجعل الأجرة بالمروءة فكل من
يقدر على شيءٍ سمحت به نفسه يعطيه فنأخذ من كل إنسان على قدر حاله فإن
الأمر إذا كان كذلك تأتي إلينا الخلائق والذي يكون غنياً يعطي على قدر
مقامه والذي يكون فقيراً يعطي على قدر ما تسمح به نفسه فإذا كان الأمر
كذلك يدور الحمام ويبقى له شأن عظيم وأما الألف دينار فإنها عطية الملك
ولا يقدر عليها كل أحد . فصدق عليه أكابر الدولة ، وقالوا له : هذا هو
الحق يا ملك الزمان أتحسب أن الناس كلهم مثلك أيها الملك العزيز ؟ قال
الملك : إن كلامكم صحيحٌ ولكن هذا الرجل غريب فقير وإكرامه واجبٌ علينا
فإنه عمل في مدينتنا هذا الحمام الذي عمرنا ما رأينا مثله ولا تزينت
مدينتنا وصار لها شأن إلا به فإذا أكرمناه بزيادة الأجرة ما هو كثير .
فقالوا له : إذا كنت تكرمه فأكرمه من مالك وإكرام الفقير من الملك بقلة
أجرة الحمام لأجل أن يدعو لك الرعية وأما الألف دينار فنحن أكابر دولتك
ولا تسمح أنفسنا بعطائها فكيف تسمح بذلك نفوس الفقراء ؟ فقال الملك :
يا أكابر دولتي كل منكم يعطيه في هذه المرة مائة دينارٍ ومملوكاً
وجاريةً وعبد فقالوا : نعم نعطيه ذلك ولكن هذا اليوم كل من دخل لا
يعطيه إلا ما تسمح به نفسه ، فقال : لا بأس بذلك فجعلت الأكابر يعطيه
كل واحد منهم مائة دينارٍ وجاريةً ومملوكاً وعبداً . وأدرك شهرزاد
الصباح فسكتت عن الكلام المباح. وفي الليلة التالية استأنفت شهرزاد
الحكاية ، قالت: بلغني أيها الملك السعيد أنه كان عدد الأكابر الذين
اغتسلوا مع الملك في هذا اليوم أربعمائة نفس فصار جملة ما أعطوه من
الدنانير أربعين ألف دينارٍ ومن المماليك أربعمائة مملوكٍ ومن العبيد
أربعمائة عبدٍ ومن الجواري أربعمائة جارية وناهيك بهذه العطية وأعطاه
الملك عشرة آلاف دينار وعشر جوار وعشرة عبيد . فتقدم أبو صير وقبل
الأرض بين أيادي الملك ، وقال له : أيها الملك السعيد ، وصاحب الرأي
الرشيد أي مكان يسع هذه المماليك والجواري والعبيد ؟ فقال له الملك :
أنا ما أمرت دولتي بذلك إلا لأجل أن نجمع لك مقداراً عظيماً من المال
لأنك ربما تفكرت بلادك وعيالك واشتقت إليهم وأردت السفر إلى أوطانك
فتكون أخذت من بلادنا مقداراً جسيماً من المال تستعين به على وقتك في
بلادك . قال : يا ملك الزمان أعزك الله أن هذه المماليك والجواري
والعبيد الكثيرة شأن الملوك ولو كنت أمرت لي من هذا الجيش فإنهم يأكلون
ويشربون ومهما حصلته من المال لا يكفيهم في الإنفاق عليهم ولكن أتبيعهم
لي كل واحدٍ بمائة دينارٍ ؟ فقال : بعتك إياهم بهذا الثمن فأرسل الملك
إلى الخازندار ليحضر له المال فأحضره وأعطاه ثمن الجميع بالتمام
والكمال ثم بعد ذلك أنعم الملك بهم على أصحابه وقال : كل من يعرف عبده
أو جاريته أو مملوكه فليأخذه فأنهم هدية مني إليكم . فامتثلوا أمر
الملك وأخذ كل واحدٍ منهم ما يخصه فقال له أبو صير : أراحك الله يا ملك
الزمان كما أرحتني من هؤلاء الغيلان الذين لا يقدر أن يشبعهم إلا الله
فضحك الملك من كلامه وتصدق عليه ثم أخذ أكابر دولته وذهب من الحمام إلى
سرايته وبات تلك الليلة أبو صير وهو يصر الذهب ويضعه في الأكياس ويختم
عليه وكان عنده عشرون عبداً وعشرون مملوكاً وأربع جوارٍ برسم الخدمة .
فلما أصبح الصباح فتح الحمام وأرسل منادٍ ينادي ويقول : كل من دخل
الحمام واغتسل فأنه يعطي ما تسمح به نفسه وما تقتضيه مروءته . وقعد أبو
صير عند الصندوق وهجمت عليه الزبائن وصار كل من طلع يحط الذي يهون عليه
فما أمسى المساء حتى امتلأ الصندوق من خيرات الله تعالى . ثم أن الملكة
طلبت دخول الحمام فلما بلغ أبا صير ذلك قسم النهار من أجلها وجعل الفجر
إلى الظهر للرجال ومن الظهر إلى المغرب قسم للنساء ولما أتت الملكة
وجارية خلف الصندوق وكان علم أربع جوار البلانة حتى صرن بلانات ماهرات
، فلما أعجبها ذلك وانشرح صدرها حطت ألف دينارٍ وشاع ذكره في المدينة
وصار كل من دخل يكرمه سواء غنياً أو فقيراً فدخل عليه الخير من كل بابٍ
وتعرف بأعوان الملك وصار الملك يأتي إليه في الجمعة يومياً ويعطيه ألف
دينار وبقية أيام الجمعة للأكابر والفقراء وصار يأخذ بخاطر الناس
ويلاطفهم غاية الملاطفة فاتفق أن قبطان الملك لما دخل عليه يوماً من
الأيام فقلع أبو صير ودخل وصار يكبسه ويلاطفه ملاطفةً زائدةً ولما خرج
من الحمام عمل له الشربات والقهوة . فلما أراد أن يعطيه شيئاً حلف أنه
لا يأخذ منه شيئاً فحمل القبطان جميله لما رأى من مزيد لطفه وإحسانه
إليه وصار متحيراً فيما يهديه إلى ذلك الحمامي . وأما ما كان من أمر
أبي قير فأنه لما سمع جميع الخلائق يلهجون بذكر الحمام وكل منهم يقول :
إن هذا الحمام نعيم الدنيا بلا شك ، إن شاء الله يا فلان تدخل بنا غداً
هذا الحمام النفيس ، فقال أبو قير في نفسه : لا بد أن أروح مثل الناس
وأنظر هذا الحمام الذي أخذ عقول الناس . ثم أنه لبس أفخر ما كان عنده
من الملابس وركب بغلةً وأخذ معه أربعة عبيدٍ وأربعة مماليكٍ يمشون خلفه
وقدامه وتوجه إلى الحمام ثم أنه نزل في باب الحمام ، فلما صار عند
الباب شم رائحة العود والند ورأى ناساً داخلين وناساً خارجين ورأى
المساطب ملآنة من الأكابر والأصاغر فدخل الدهليز فرآه أبو صير . فقام
إليه وفرح به ، فقال له أبو قير : هل هذا شرد أولاد الحلال وأنا فتحت
لي مصبغة وبقيت معلم البلد وتعرفت بالملك وصرت في سعادةٍ وسيادةٍ وأنت
لا تأتي عندي ولا تسأل عني ولا تقول أين رفيقي وأنا عجزت وأنا أفتش عنك
وأبعث عبيدي ومماليكي يفتشون عنك في الحانات وفي سائر الأماكن فلا
يعرفون طريقك ولا أحدٍ يخبرهم بخبرك ، فقال له أبو صير : أما جئت إليك
فاتهمتني بأنني لص وضربتني وهتكتني بين الناس ؟ فاغتم أبو قير وقال :
أي شيءٍ هذا الكلام؟ هل أنت الذي ضربتك ؟ فقال أبو صير : نعم هو أنا
فحلف له أبو قير ألف يمينٍ أنه ما عرفه ، وقال : إنما كان واحدٌ شبيهك
يأتي في كل يومٍ ويسرق قماش الناس فظننت أنك هو وصار يتندم ويضرب كفاً
على كفٍ ، ويقول : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم قد أسأناك
ولكن يا ليتك عرفتني بنفسك وقلت أنا فلان فالعيب عندك لكونك لم تعرفني
خصوصاً وأنا مدهوش من كثرة الأشغال . فقال له أبو صير : سامحك الله يا
رفيقي وهذا الشيء كان مقدراً في الغيب والجبر على الله ادخل أقلع ثيابك
واغتسل وانبسط . فقال له : بالله عليك أن تسامحني يا أخي ، فقال له :
أبرأ الله ذمتك وسامحك فإنه كان أمراً مقدراً علي في الأزل . ثم قال له
أبو قير : ومن أين لك هذه السيادة ؟ فقال له : الذي فتح عليك فتح علي
فإني طلعت إلى الملك وأخبرته بشأن الحمام فأمر ببنائه ، فقال له : وكما
أنه لك معرفةٌ بالملك فأنا الأخر عرفته وإن شاء الله تعالى أنا أخليه
يحبك ويكرمك زيادةً على هذا الإكرام من أجلي فإنه لم يعرف أنك رفيقي
فأنا أعرفه بأنك رفيقي وأوصيه بك ، فقال له : ما أحتاج إلى وصيةٍ فإن
المحنن موجود وقد أحبني الملك هو وجميع رجال دولته وأعطاني كذا وكذا
وأخبره بالخبر ، ثم قال : اقلع ثيابك خلف الصندوق وادخل الحمام وأنا
أدخل معك لأجل أن أكبسك ، فخلع ما عليه ودخل الحمام ودخل معه أبو صير
وكبسه وصبنه وألبسه واشتغل له حتى خرج ، فلما خرج أحضر له الغداء
والشربات وصار جميع الناس يتعجبون من كثرة إكرامه له ، ثم بعد ذلك أراد
أبو قير أن يعطيه شيئاً فحلف أنه لا يأخذ منه شيئاً وقال له : استحي من
هذا الأمر وأنت رفيقي وليس بيننا فرق
ثم أن أبا قير قال لأبي صير : يا رفيقي والله أن هذا الحمام عظيمٌ ولكن
صنعتك فيه ناقصةً ، فقال له : وما نقصها ؟ فقال له : الدواء الذي هو
عقد الزرنيخ والجير الذي يزيل الشعر بسهولة فاعمل هذا الدواء فإذا أتى
الملك فقدمه إليه وعلمه كيف يسقط الشعر فيحبك حباً شديداً ويكرمك ،
فقال له : صدقت إن شاء الله أصنع ذلك . ثم أن أبا قير خرج وركب بغلته
وذهب إلى الملك ودخل عليه وقال له : أنا ناصح لك يا ملك الزمان ، فقال
له : وما نصيحتك ؟ فقال : بلغني خبراً وهو أنك بنيت حماماً ، قال : نعم
قد أتاني رجلٌ غريبٌ فأنشأته له كما أنشأت لك هذه المصبغة وهو حمامٌ
عظيمٌ وقد تزينت مدينتي، وصار يذكر له محاسن ذلك الحمام ، فقال أبو قير
: وهل دخلته ؟ قال : نعم ، قال : الحمد لله الذي نجاك من شر هذا الخبيث
عدو الدين وهو الحمامي ، فقال له الملك : وما شأنه ؟ قال له أبو قير :