منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - طلب عاجل
الموضوع: طلب عاجل
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-04-01, 17:59   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
rabahsalmi
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

التصوف و العرفان في سطور
اخذ التصوف ابعادا كثيرة و مستويات في تطور الثقافة العربية الاسلامة ، كما مر بحقول معرفية مختلفة قديمة قدم المعارف الدينية الاسلامية ، كما يعود له الفضل في نشر الرسالة المحمدية ، و تثبيت عقيدة التوحيد في النفوسن ولعل تنوع الطرق الصوفية وكثرتها يرجع الى نفود الفكر الصوفي و سلطته الروحية التي اكتسبها عبر حركة و رصيد تاريخي قوي لا ينكره الى جاهل بحقائق اهل الحال.
الاصل الاشتقاقي للكلمة مستحدثة ، اطلقت على الزهاد الكوفيين ، الثلاثة وهم :ابو موسى جابر بن حيان الصوفي ،وابو هاشم شريك الكوفي و عبدك الصووفي ،الاول فيلسووف وعالم والثاني ابو هاشم فعاصر سفيان الثوري و الامام جعفر الصادق .و ذكر انه اول من بنى خلوة و زاوية في الرملة وكان ناسكا وعارفا بالله ، كان مجيدا لعلم الكلام.1
عبدك الصوفي رجل منزوي زاهد في الكوفة في حدود سنة 199ه ، فمفهوم التصوف خرج من العراق و بالذات من الكوفة حيث عرفت المنطقة صراعا مذهبيا وحركة سياسية و فقهية نشطة تزامنت مع الحكم العباسي الذي ترك الباب مفتوحا امام حرية التفكير على الرغم من ان العقيدة الفلسفية و السياسية لنظام الحكم العباسي كانت معتزلية المنهج.2
الاصل اللغوي للكلمة اختلف فيه الى حد التناقض ،ماقيل الكلمة مشتقة من الصوف او ( صفف)،ونسبوها الى اللباس الخشنن منها الصف و الصفاء او الصفة وهم جماعة من الصحابة انزوت في مسجد رسول الله (ص) لفقرها و قلة حالها، والبعض يذهب ابعد من ذلك بحيث يرجعه الى رجل اسمه صوفة( الغوث بن مرة من سدنة الكعبة) ، و الى صوفة القفا (الشعيرات التي تنبث في مؤخرة الرأس)او الى الصوفانة وهي نبتة صحراوية.
التصوف هو علم الحقيقة له منطفه و الياته وادواته و مريدوه هم الصادقون المتصرفون بنور الله الثابث بالعبر في العلم والحال .و المريد الصوفي يسير و يهتدي بعناية الله و توفيقه بعيون ثلاثة يدرك بها حقائق الامور و بواطن الاشياء و انوار المعارف و العلوم.
*عين البصر * عين البصيرة * عين الروح..بعين البصر يدرك المحسوسات و بعين البصيرة تدرك المعنويات وبعين الروح تدرك الملكوتيات ، فبصفاء النفس و مجاهدتها يبلغ الناس درجة الملائكة.
في التصوف حركة الفكر و نشاطه تسير بالحدس و العرفان فهو كما عرفه ابن سينا "نمط اصيل في التوليد المعرفي و الاداء التعليمي "" يرى محي الدين ابن عربي في الفتوحات المكية " لابد ان تكون المعاني مركوزة في النفس ثم تنكشف له مع الاناة حالا بعد حال".
العقل عند الصوفية "اصله الصمت و باطنه كثمان الاسرار"
يرى الدكتور مصطفى عبد الرازق ان طريقة النظر العقلي و طريقة التصفية العرفانية نقلا عن الشيخ طاش كبرى زاده يتفاضلان و الحجة في ذلك ان العلم و العمل متفقان يوصلان العبد الى السعادة الابدية و السيادة السرمدية و كلاهما ثمرة الاخر ، فالرجل لامناص له من العمل بما عمل به وعرف بموجبه طرق الحق . وهاتان طريقتان الاولى منها طريقة الاسستدلال و الثانية طريقة المشاهدة .الاول درجة العلماء الراسخين و الثانية طريقة الصديقين، وقد ينتهي كل منهما الى الاخر فيكون صاحبه جامعا للبحرين بحر الاستدلال و المشاهدة.
يعتمد الصوفية على التعبئة الروحية كمنهج لتطهير النفس و تزكية الروح .وذلك للتخفيف من غلوالحياة المادية و تعميقا للمعاني السامية الدينية بعيدا عن الشهوات و الردائل و هو مايدعى بالنزعة الاحيائية اوالبعد التزكوي التقوي.
منهج التصوف يستمد جوهره من كتاب الله و سنة نبيه (ص) ، العبادات تعتمد على الاذكار و الاوراد لابقاء الصلة حية و طيدة بين العبد و ربه و لاحتواء النفس و لجمها عن المعاصي و هو ماكان معهودا في الزوايا و الخلوات و مدارس كناب الله حيث يعكف المريد على الذكر و تنمية جسمه و عقله و روحه بل يتعلم حرف و مهارات ذات طابع اقتصادي انتاجي و هذا النموذج اتبعته حركات صوفية قوية كالسنوسية في ليبيا و المهدية في السودان ، تمهيدا لبناء مجتمع ديني تاريخي ذو طابع سياسي روحي.
يبقى التصوف طاهرة ترتوي من الرحيق النبوي و الحب الالهي ...من احب الله احبه الله و احبه الناس و ذكرته الملائكة في عليائها. وهذا لايتم الى بمجاهدة النفس و طهارتها و قربها من معين التعبد والتزلف للذات الالهية بالاخلاص و العبادات .
المراجع
*ذ.حسن الشيخ الفاتح قريب الله. في الزهدد و التصوف.
*الامام ابي المواهب الشافعي الانصاري. الطبقات الكبرى

السعادة والوجدان
يتفق المتصوفة والفلاسفة أن السعادة في معرفة الحق، غير أنهم لايرون العقل أهلا لهذه المهمة،فليست الحدود والأقيسة العقلية بقادرة على إدراك نور الحقوجلاله اللامتناهي. ومن هنا كان الإلهام والإشراق سبيلا السعادة يحصلان في القلب لاالعقل، لأن القلب أشرف اجزاء الإنسان شبيه بمرآة إدا صقلت وجليت صارت قابلة لتلقي نور الحق، وذلك لايتأتى إلا بالمجاهدة والمكابدة والإقبال على الله تعالى والإنصراف عما دونه، من أجل التخلية ثم التحلية. يقوا السهروردي – أحد أئمة التصوف -: « إذا تزكت النفس، انجلت مرآة القلب وانعكست فيه أنوار العظمة الإلاهية ولاح فيه جمال التوحيد وانجذبت أحداق البصيرة إلى مطالعة انوار الجلال الإلاهي ورؤية الكمال الأزلي ". وهذه مرتبة لايبلغها من بقي منشغلا بالجسد وشهواته، أو توقف عند العقل وتأملاته.

وسواء تعلق الأمر بإبن عربي أو الحلاج او إبن الفارض او السهروردي،فإن سبيل التصوف إلى السعادة الحقة مقامات ومراتب وأحوال يتدرج فيها المتصوف حتى يصل إاى مرتبة الشيخ المطلق والعارف المحقق والمحبوب المعتق الذي وسع الحق قلبه فلم يعد يبالي او ينشغل بغيره.

نخلص إلى أن السعادة المقصودة سعادة وجدانية تمس الإنسان بإعتباره روحا في المقام الول والأخير،ورغم اختلاف المتصوفة عن الفلاسفة، إلا ان موقفيهما يعكس تأثير الشريعة والدين من حيث نبذ اللذة الحسية البدنية والتركيز على الروح والنفس. ولكن أليست هذه السعادة أحادية الجانبتتطلب مجهودا يتجاوز قدرة الإنسان وينفيه من حيث هو إنسان أي كلية مركبة من جسم وعقل ووجدان..؟أليست هذه سعادة فوق مستوى الإنسان مثلما أن سعادة اللذة الحسية دون مستوى الإنسان؟









رد مع اقتباس