سم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله وصحبه و سلم ومن سلك سبيلهم إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن الصراع بين الحق و الباطل قديم و في كل عصر قيض الله عز وجل من الأئمة الأعلام من ينصر الحق و يدافع عنه و يرد الباطل و يهدم عروشه, فقد كانت بدعة الخوارج أول البدع التي ظهرت بعد ترك النبي صلى الله عليه و سلم أمته على البيضاء التي ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك, و تالتها بدعة الشيعة فقيَّض الله تعالى من يردها من الصحابة و يدمغُها على رأسهم الخليفة الراشد أمير المؤمنين علي و ابن عباس رضي الله عنهم وأمثالهم من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ورضي عنهم, وبعد هاتين البدعتين ظهرت بدعة القدرية فتصدى لها ابن عمر و ابن عباس و غيرهم من أفاضل الصحابة رضي الله عنهم, تلك البدعة التي أحياها من جديد غيلان القدري الدمشقي فتصدى له عمر بن عبد العزيز و مجاهد بن جبر رحمهما الله , وظهر الجعد بن درهم و أعلن بدعته فقيض الله له الأوزاعي و الزهري ,وظهرت بدعة المعتزلة على يد واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد فتصدى لهما الحسن البصري وابن سيرين ومن على قدرهم من التابعين, و عادت الرافضة من جديد فتصدى لها الشعبي و الشافعي وعادت بدعة الجهمية على يد الجهم بن صفوان وكان ممن تصدى لها مالك وابن المبارك رحمه الله , و اشتد ساعد الجهمية و المعتزلة في عهد المأمون العباسي على يد بن أبي دؤاد فانبرى لها أسد السنة أحمد بن حنبل رحمه الله, وهكذا كانت لهذه البدع صولات و جولات لكن مع كل عصر قيَّض الله من أهل العلم و الدين من يردها منتكسةً بنصوصِ الشرع المطهر, ومع بداية من القرون المتأخرة بدأت تظهر بعض البدع المذهبية و الطرق الصوفية وجددت طوائف بعض الفرق الضالة تحذلقاتها الكلامية و الفلسفية لكن انبرى لها أئمة الدين في المشرق و المغرب كشيخ الإسلام ابن تيمية و تلاميذه البررة كابن القيم والذهبي و ابن عبد الهادي وابن كثير عليهم رحمة الله عليهم جميعا. إلى القرون التي ليست علينا ببعيدة ظهرت بدع القبورية الشركية و الخرافات الجاهلية وكان ممن تصدى لها الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله و غيره وعلى هذا المنحى صار تلامذتهم وتلاميذ تلامذتهم إلى عصرنا هذا الذي ظهرت فيه فرق بدعية في لباس جديد و تمويه محدث باسم الجماعات الإسلامية ومن أشهرها: بدعة جماعة الإخوان المسلمين الحزبية و جماعة التبليغ الصوفية و على نسق أئمة السلف و تابعيهم صار أئمة السنة بعصرنا ومشايخها في بيان عوار هذه البدع و بيان فسادها وأهلَها, وكان على راسهم الإمام ابن باز و الألباني و ابن عثمين و مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله عليهم و الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله والشيخ احمد النجمي و على نسقهم صار من بقي يذب عن السنة ممن على مسارهم كالشيخ ربيع بن هادي و الشيخ العباد و الشيخ صالح الفوزان و الشيخ اللحيدان و غريهم ممن على طريقهم.
وكما هي عادة أهل البدع في كل عصر في التشكيك في علماء السنة و الطعن فيهم و بيان خطأ طريقتهم بالباطل لتنفير الناس عن الحق الذي ينصره ويحامي عليه هولاء الأعلام
قال ابو الإمام ابو حاتم الرازي
علامة أهل البدع الوقيعة في اهل الأثر)1
وقال:أحمد بن سنان القطان رحمه الله : (ليس في الدنيا من مبتدع إلا وهو يبغض أهل الحديث,فإن ابتدع الرجل نزعت حلاوة الحديث من قلبه)2
و قال الإمام عمان بن إسماعيل الصابوني رحمه الله : (وعلامات البدع على أهلها بادية ظاهرة , أظهر آياتهم وعلاماتهم شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه و سلم .و احتقاؤهم لهم, و استخفافهم بهم)3
وقال الشيخ الصالح محمد بن صالح العثمين رحمه الله :لأهل البدع علامات منها:- أنهم يتصفون بغير الإسلام و السنة مما يحدثونه من البدع القولية و الفعلية و العقدية.
-أنهم يتصبون لآرائهم فلا يرجعون عنها إلى الحق و إن تبين لهم.
-أنهم يكرهون أئمة الإسلام و الدين.4) , ولا زال أهل البدع يصفون اهل السنة بنعوت هم براء منها وما ذلك إلا لأنهم حكموا الاثار و لم يميلوا إلى أهواء هولاء الناقمين الذين سلكوا مسلم سلفهم في الطعن في أهل السنة, فابتكروا تسميات من عند أنفسهم الغاية منها التشويه و الطعن و التلبيس على من لا يعلم مكرهم من الملسمين وهو في قرارة انفسهم يعلمون العلم الجازم أن من يطعنون فيهم برئاء من طعوناتهم لكنها الأهواء وقانا الله و اياكم منها, ومن التسميات التي ابتكروها للطعن و التحذير من اهل السنة : الجامية نسبة إلى الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله فأرادوا ضرب الدعوة السلفية في شخصه لأنهم لم يستطيعوا أن ينبزوا ابن باز و ابن عثيمين لأن و الألباني-وإن لم يسلم من السنتم و اقلامهم بعض المخذولين- بهذه الطريقة التي تعرضوا بها لدعوة أهل السنة الذابِّين عن السنة و أهلها لأنهم يعلمون أن الأمة مجتمعة على فضل وعلم هولاء وأنه لا يطعن فيهم إلا مخذول, وحرصا على بيان فساد رأيهم-أي هولاء الناقمين على اهل السنة باسم الجامية- و مسلكهم أحببت نقل كلام بعض أعلام السنة المعاصرين في بيان سفه هولاء وحقدهم الناشئ عن أهوائهم المضلة عفانا الله و اياكم التي بها انشئوا مثل هذه التسميات للتحذير من دعوة اهل السنة الصافية ,و إليكم بعض النصوص المفرغة من كلام أهل العلم فيبيان فساد طوية هولاء الناقمين و الله المستعان.
https://www.mahaja.com/library/lectures/section/48