الرد المفصل
ما جاء في فتوى الشيخ حامد علي-وفقه الله- يشتمل على حق وباطل أما الحق فإنني سأتركه ولن أعلق عليه لأنه حق ولكن هذا الحق غلف به الباطل على طريقة دس السم في العسل كما يقولون.
مناقشة بعض ما جاء في السؤال
اقتباس:
اقتباس:
ولماذا هم يحاربون الجهاد ويعارضونه، حتى وزعوا لدينا شريطا محصلته أنه لاجهاد في هذا العصر، وأن المجاهدين خوارج ؟
|
أقول :
1-المرجئة الضلال يرون السيف لأهل القبلة فكيف يقال أنهم يحاربون الجهاد؟؟؟
2-ما المقصود بالمجاهدين :
آ الذين يرون الخروج عن الحكام كالخوارج والمرجئة أنفسهم فإن كان كذلك فهذا لا يسمى جهادا بل إفسادا وأدعياء هذا الفكر الثوري لا يصح أن نسميهم مجاهدين بل خوارج لأنه قد تحققت فيهم صفة من صفاتهم ومحاربة الدعاة له لهو عين الصواب للأدلة المعروفة في هذا شأن
أخرج مسلم في (( صحيحه )) (127) عن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنهما – قال :
قلت : يا رسول الله ! إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر ؟ قال ((نعم ))، قلت : هل وراء ذلك الشر خير ؟ قال (( نعم )) قلت فهل وراء الخير شر ؟ قال : (( نعم )) قلت : كيف ؟ قال (( يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس ))
قال : قلت : كيف أصنع يا رسول الله – أن أدركت ذلك ؟
قال : (( تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع )).
أم أنكم تقصدون جهاد الكفار الذين احتلوا بلاد المسلمين فإن كان كذلك فيجب التفصيل في معرفة الدوافع التي جلعت هؤلاء الذين تسمونهم مرجئة يرون عدم جواز الجهاد فإن كانوا يرون عدم جواز الجهاد لأنه غير مشروع ولم يأمر به الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم وأنه الله تعالى لم يشرعه فهؤلاء لا يسمون مرجئة بل كفارا –مالم يكونوا متأولين أو جاهلين-لأنهم أنكروا أمرا معلوما في الدين بالضرورة وهذا ما يتبرأ منه علماء السنة قاطبة ولله الحمد والمنة.
قال شيخنا الفقيه ربيع بن هادي المدخلي أهل الحديث - 158 (إن القعود عن جهاد المشركين عندما يدعو داعي الجهاد ، وعندما يستنفر المسلمين إمامهم ، ولو كان فاجرا ، يعد لونا من الوان النفاق ، بل لعله أشدها ) .
وبعد ذلك أخذ يسرد بعض آيات الجهاد ثم قال :
( فالقعود عن الجهاد والتثاقل عنه من صفات المنافقين ومن أسباب العذاب في الدنيا والهلاك في الآخرة ) .
أما إن كانوا يرون عدم جواز الجهاد لأنه يسقط في حالة الضعف وعدم توفر القدرة والشروط فقد صدقوا وهذا منقبة لهم لأنهم يراعون مصالح وقدرات الأمة وهذا ما عليه سلف هذه الامة وعلمائها قديما وحديثا
ومما يؤكد أن جهاد الدفع يسقط عند عدم القدرة ما خرج مسلم من حديث النواس بن سمعان «أن الله عز وجل أمر عيسى أن يحرز بعباده إلى الطور» فقال «إني قد أخرجت عباداً لي ( أي يأجوج ومأجوج ) لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور ". يعنى اذهب بهم إلى جبل الطور. لاحظوا أن جهاد عيسى جهاد دفع ومع ذلك أمره الله أن يبعد وأن يحفظ المسلمين حتى لا يقتلهم من لا قدرة لهم فى مواجهتهم .
فهل يقال أن هذا إرجاء –حشاه عليه الصلاة والسلام- ولكن الأصح أن يقال : هذا حفاظا عن دماء المسلمين وأعراضهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ((أنَّ الأمر بقتال الطائفة الباغية مشروط بالقدرة والإمكان، فليس قتالهم بأولى مِن قتال المشركين والكفار؛ ومعلوم أنَّ ذلك مشروط بالقدرة والإمكان؛ فقد تكون المصلحة المشروعة أحياناً هي التألف بالمال، والمسالمة، والمعاهدة كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم غير مرة، والإمام إذا اعتقد وجود القدرة ولم تكن حاصلة كان الترك في نفس الأمر أصلح)) [مجموع الفتاوى 4\442]، فقيَّد رحمه الله تعالى الجهاد بالقدرة والنظر إلى المصالح والمفاسد.
اقتباس:
وما حكم الدول التي تسن القوانين التي تجرم الجهاد ؟
|
هذا سؤال مجمل لأن كلمة الجهاد في هذا العصر تحتمل معنين والحكام الذين تركوا الجهاد هم بين أمرين :
رجلٍ غير قادر : فهو معذور .
ورجلٍ مقصِّر : فهو عاصٍ ليس بكافر .
ومعلومٌ أنه لا يجوز الخروج على الحاكم ولا استباحة بيعته بالذنب .
قال الإمام ابن عثيمين - رحمه الله - ( الباب المفتوح 2/284 ، لقاء 34 ، سؤال 990 ) :
« . . . ولكن أنا لا أدري : هل الحكومات الإسلامية عاجزة ؟ أم ماذا ؟
إن كانت عاجزة فالله يعذرها . والله يقول : ( ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله) .
فإذا كان ولاة الأمور في الدول الإسلامية قد نصحوا لله ورسوله لكنهم عاجزون فالله قد عذرهم . . . » انتهى .
وقال - رحمه الله - ( فتاواه 18/388 ) :
« إنه في عصرنا الحاضر يتعذر القيام بالجهاد في سبيل الله بالسيف ونحوه , لضعف المسلمين ماديًّا ومعنويًّا , وعدم إتيانهم بأسباب النصر الحقيقية , ولأجل دخولهم في المواثيق والعهود الدولية , فلم يبق إلا الجهاد بالدعوة إلى الله على بصيرة» انتهى .
اقتباس:
وما حكم من يعينهم على مراقبة المجاهدين، وملاحقتهم والزج بهم في السجون ؟
|
من هذا السؤال : يتبن أن مقصود السائل بالمجاهدين هم الذين يرون الخروج عن الحكام إذ أنه لو كان يقصد المجاهدين في العراق أو فلسطين لقلنا له: وما دخل الحكام فيهم وهل يستطيع الحكام مراقبتهم وملاحقتهم وهم بعيدون عنهم؟؟؟؟
يتبع بإذن الله..................