منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الرد على أكذوبة(السلفيون يعصمون علماءهم)
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-03-31, 16:12   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










Thumbs down الرد على أكذوبة(السلفيون يعصمون علماءهم)

الرد على أكذوبة(السلفيون يعصمون علماءهم)


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبينا المصطفى أما بعد:

هذه الشبهة رغم زيفها وبطلانها و هزالتها من الحجة والبرهان إلا أنها قد انتشرت في بعض الأوساط بسبب الترويج الإعلامي الذي يقوده بعض الجهلة من الحركيين وذوي الأحقاد الحزبية في صفوف الناس مستعملين كل الوسائل المتطورة من صحف وقنوات ومواقع هدامة ظنا منهم أن هذا سيصد الناس عن دين الحق الذي ارتضاه لنا ربنا من فوق سبع سموات ولكن هيهات هيهات فالحق أبلج والباطل لجج فلما كانت هذه التهمة تنطبق على هؤلاء بلا منازع أرادوا أن يتبرأو منها ويرموا بها غيرهم ((ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرمي به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا)) وإلا فكل يعلم أن هؤلاء هم المتعصبون حقيقة وهم جميعا وإن كانوا لا يَرضَون بحسن البنّا بديلاً، فلا يقبلون في سيد قطب جرحاً ولا تعديلاً.

-وبما أنه من علامات أهل الإفك الكلام المجمل لذر الرماد في العيون وجب رفع الإجمال وتبيان التفصيل

أقول:

أولا:بداية يجب أن نعلم من هم علماء السلفية الذي يعتقد السلفيون فيهم العصمة-زعموا- !.
إن علماء السلفية لا ينحصرون في زمن ولا مكان حتى تحصروهم أنتم بجهل أو عمد في مجموعة قليلة إنما هم متواجدون مهما تباعدت بهم الأزمان أو الأقطار تجمعهم العقيدة السلفية الأصيلة ودونك أخي القارئ هذه السلسلة لعلماء السلفية عبر التاريخ على سبيل المثال لا الحصر
: أبو بكر الصديق وعمر وعثمان وعلي وطلحة وعبد الرحمان بن عوف وسعيد ابن زيد وعائشة وحفصة وأنس وأبو هريرةوأبو موسى وابن مسعود وغيرهم ثم اويس القرنيسعيد بن المسيب عروة ابن الزبير, و سالم بن عبد الله بن عمرعبيداالله بن عبد الله بن عتبة بن مسعودمحمد بن الحنفية , و علي بن الحسن زين العابدين القاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق الحسن البصري , ومحمد بن سيرينعمر بن عبد العزيز , ومحمد بن شهاب الزهري

ثم أتباع التابعين و على راسهم :مالك بن انس الاوزاعي سفيان الثوري سفيان بن عيينة الهلالي الليث بن سعد .
ثم من تبعهم و على راسهم :
عبد الله بن مبارك ,ووكيع الشافعي عبد الرحمان بن مهدي يحيى القطان
ثم تلاميذهم الذين اتبعوا منهجهم و على راسهم :
احمد بن حنبل يحيى بن معينعلي بن المديني

ثم تلاميذهم و على راسهم
:البخاري , ومسلم ابوا حاتم ابو زرعة الترميذي , وابوا داودالنسائي.
ثم من جرى مجراهم عبر الاجيال المتلاحقة كابن جرير الطبري ابن خزيمة ,وابن قتيبة الدنيوري الخطيب البغدادي ابن عبد البر النمريعبد الغني المقدسي ابن الصلاح ابن تيمية شيخ الاسلام,و المزيابن كثيرالذهبي ابن قيم الجوزية, وابن رجب الحنبليابن عبد الوهاب وغيرهم وفي عصرنا ابن باديس والبشير الإبراهيمي والزواوي ومبارك الميلي وابن باز والألباني ومباركفوري ومحمد صديق الخان وأبو عبد الباري والعثيمين والوادعي والمدخلي وغيرهم ممن سلك دربهم و اقتفى اثرهم في التمسك بالكتاب و السنة و فهمها بفهم الصحابة رضي الله عنهم الى ان ياتي امر الله,و يقاتل اخرهم الدجال . هؤلاء الذين نعني بهم السلف اهل الحديث .

ثانيا:أما دعوى أننا نعتقد فيهم العصمة ونقدسهم كما يقدس الروافض أئئمتهم فتلك شنشنة نعرفها من أخزم فما مقصودكم بهذه التهمة؟
أتقصدون أن السلفيين يأخذون العلم من علماء الدعوة السلفية دون غيرهم ويعتقدون أن الحق يدور معهم؟
أم تقصدون أن السلفيين يتعصبون للعلماء ويقلدونهم ويعتقدون أنهم معصومين من الخطأ؟!

فإن كان مقصودكم الأمر الأول فقد صدقتم ولا يسمى هذا إدعاء العصمة لأحد وذاك ليس بلازم إنما هو من الإتباع للحق والتمسك بأهله وترك غيرهم فلما كانت الدعوة السلفية هي الإسلام الحق الذي كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه كان دعاتها هم أهل الحق الذي وجب أخذ العلم منهم وترك من خالفهم وقد قد قال الله تعالى((وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
فدلت هذه الآية أن الحق يدور مع من اتبع نهج السلف دون غيرهم لهذا وجب اتباعهم وترك مخالفيهم من دعاة الضلال التي جاءت النصوص في التحذير منهم فقد قال تعالى((وجعلناهم أئئمة يدعون إلى النار)) القصص41
وثبت في الصحيحن من حديث حذيفة رضي الله عنه وفيه((قلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل بعد ذلك الخير من شر؟قال نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها))
وقال صلى الله عليه وسلم((إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم حتى إذا لم يبقى عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا))البخاري.
وقال عليه الصلاة والسلام((إن أخوف ما أخالف عليكم الأئئمة المضلون))المسند للإمام أحمد.
وعلى هذا سار السلف الصالح فقد كانوا يحثون الناس على الإلتزام بما قرره علماء السنة وترك غيرهم لأن الأمر دين وليس بالهزل
قال الإمام ابن سيرين « ( إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذوا دينكم ) .
وقال أيضا : ( لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وفعت الفتنة قالوا : سموا لنا رجالكم ، فيُنظر إلى أهل السنَّة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يُؤخذ حديثهم ).

-قلت : تأمل قول ابن سيرين كيف حصر تلقي العلم فقط عند أهل السنة دون غيرهم فهل هذا تعصب ؟؟؟
فاذا لم ناخذ من العلماء السلفيين هل ناخذ من الحزبيين والروافض والصوفيين وغيرهم من أهل الأهواء والبدع؟؟؟؟
قال البربهاري رحمه الله :واحذر ثم احذر أهل زمانك خاصة ، و انظر من تجالس و ممن تسمع ، و ممن تصحب فإن الخلق كأنهم في ردة إلا من عصمه الله منهم.
وقال أيضا : و المحنة في الإسلام بدعة ، و أما اليوم فيمتحن بالسنة لقوله : { إن هذا العلم دين ، فانظروا عمن تأخذوا دينكم } و { و لا تقبلوا الحديث إلا ممن تقبلون الشهادة
} فننظر فإن كان صاحب سنة ، له معرفة ، صدوق كتبت عنه و إلا تركته ).كتاب شرح السنة للبربهاري طبعة دار الأثار الصفحة 45 ، 46
و قال ابن العربي رحمه الله :
(فما زال السلف يزكون بعضهم بعضا و يتوارثون التزكيات خلفا عن سلف ، و كان علماؤنا لا يأخذون العلم إلا ممن زكي و أخذ الإجازة من أشياخه).
قال الخطيب كتب مالك بن أنس إلى محمد بن مطرف : سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله فذكره بطولة... خذه يعني العلم من أهله الذين و رثوه ممن كان قبلهم يقينا بذلك و لاتأخذ كلما تسمع قائلا بقوله فإنه ليس ينبغي أن يؤخذ من كل محدث و لا من كل من قال و قد كان بعض من يرضى من أهل العلم يقول إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخدون دينكم).
ولكن القوم-أعني المفترين- لا يعرفون قدر أهل العلم وفضلهم لكونهم تأثروا بزبالات الغرب وبعض الجهلة من السياسيين والحركيين أدعياء فقه الواقع وقد غاضهم إلتفات السلفيين بعلماءهم وحبهم لهم مع الدفاع عنهم بالحق فلم يجدوا سبيلا إلا هذه التهم البالية التي لا تنطلي إلا على أمثالهم
يقول الإمام الألباني حيث يقول((عندنا مثلا الآن مشكلة تتعلق بالعقيدة عندنا الشيخ عبد العزيز ابن باز حفظه الله و عندنا هذا الرجل الذي ابتلي به الشعب الأردني في هذا الزمان بجهله و بقلة أدبه مع علماء السلف فضلا من الخلف يقول مثلا عن الشيخ عبد العزيز ابن باز بأنه لا علم عنده بالتوحيد !! فأنا أتعجب من هؤلاء الشباب الذين التفوا حوله متى عرف هذا الرجل بالعلم حتى يعتمد عليهو الشيخ ابن باز مثلا ملأ علمه العالم الإسلامي إذن هنا أحد شيئين إما الجهل أو اتباع الهوى فهؤلاء الذين يلتفون حول هذا الرجل ، هذا الرجل ابن اليوم في العلم ما أحد عرفه و لا أحد شهد له لا من المهتدين من العلماء و لامن العلماء الضالين ما أحد شهد له بأنه رجل عالم فلماذا يلتف حول هؤلاء الشباب أحد شيئين ؟ أما أنهم لايعلمون هذا التدقيق الذي نحن نتسلسل فيه من الصحابة إلى اليوم.)).

أما إن كان مقصودكم الأمر الثاني (أن السلفيين يتعصبون للعلماء ويقلدونهم ويعتقدون أنهم معصومين من الخطأ) فهذا هو الكذب بعينه ولا يسعنا إلا أن نقول(سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم) إذ أن واقع السلفيين عبر العصور يخالف هذا حتى أنه إشتهر على لسانهم((»إن صح الحديث فهو مذهبي » لكن القوم-المفترين- لا يفرقون بين الإتباع والتقليد وأنى لهم أن يفرقوا بينهما وهم أهل التعصب بلا منازع؟
إن السلفيين بحمد الله تعالى يعلمون جيدا قوله تعالى(اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله)
قال ابن عبد البر رحمه الله في جامع بيان العلم وفضله(2/110-« احتج العلماء بهذه الآيات في إبطال التقليد ولم يمنعهم كفر أولائك من الإحتجاج بها لأن التشبيه لم يقع من جهة كفر أحدهما وإيمان الآخر وإنما وقع التشبيه بين التقليدين بغير حجة للمقلد »
وثبت في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال( ‏إن الله لا يقبض العلم ‏ ‏انتزاعا ‏ ‏ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم ‏ ‏بقبض ‏ ‏العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا).
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله( ليس لأحد أن ينصب للأمة شخصاً يدعو إليه ويوالي ويعادي عليه غير رسول الله صلى الله عليه وسلم )
وقال الشاطبي رحمه الله: (تحكيم الرجال من غير التفات إلى كونهم وسائل للحكم الشرعي المطلوب شرعاً ضلال) الاعتصام 2/355.

وهكذا النصوص والاثار المنقولة عن سلفنا تحرم التقليد والتعصب لأقوال الرجال وليس المقصود سرد ذلك فإنها معلومة بحمد الله لدى أصغر طلاب العلم فضلا عن العلماء ولكن المقصدود هو تبرئة ساحة من رماهم بالتعصب وعصمة المشايخ وشبههم زورا وبهتانا بالروافض حتى يدركوا أن أولائك السلفيين يعلمون هذه النصوص ولا يخلطون بين التعصب وبين الإتباع الصادق.
وردود السلفيين على بعضهم البعض لخير دليل على بطلان هذه التهمة وقد صنّف الشيخ بكر أبو زيد كتابا في ذلك أسماه ( الرد على المخالف من أصول الاسلام ). وبين فيه أنه لايجوز السكوت عن أي خطأ مهما صغر .
بل إن أهل السنة - أحيانا - يشدون على أقرب الناس اليهم ويطلقون عليهم بعض الكلمات التي يظهر منها الغض وذلك للوصول الى مصلحة شرعية وهي الحذر من الخطأ الذي وقع فيه حتى لو كان عالما جليلا أو صديقا محبا ، بل وربما اعتبروا العالم الجليل أولى في بيان خطئه والشدة عليه خوفا من اتباع الناس له فأين هذا الذي رمانا بإعتقاد العصمة في مشايخنا ؟!!.

إنما كل ما في الأمر أن السلفيين يرجعون لأهل العلم ويتواضعون لهم ويأخذون العلم من أفواههم ولكن هذا ليس بتقليد ولا إعتقاد العصمة إنما يسمى إتباع وحجتنا في ذلك قوله تعالى »فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)
قال الشيخ السعدي رحمه الله »وعموم هذه الآية فيها مدح أهل العلم وأن أعلى أنواعه العلم بكتاب الله المنزل فإن الله أمر من لا يعلم بالرجوع إليهم في جميع الحوادث وفي ضمتنه تعديل لأهل العلم وتزكية لهم حيث أمر بسؤالهم وأنه بذلك يخرج الجاهل من التبعة)تفسير الكريم الرحمان 3/62)
قلت :تأمل أخي القارئ قوله »فإن الله أمر من لا يعلم بالرجوع إليهم في جميع الحوادث » فهل الرجوع إلى أهل العلم تقليدا وتعصبا محرما أم تطبيقا عمليا للآية؟؟ !!
قال أبو عبد الله بن خويز »والاتباع ما ثبت عليه الجة وكل من أوجب عليك الدليل اتباع قوله فأنت متبعه والإتباع في الدين مسوغ والتقليد ممنوع)جامع بيانت العلم وفضله لابن عبد البر.

هذا مع العلم أنه ليس كل تقليد مذموم إنما هناك تفصيل
قال الإمام ابن القيم » وأما تقليد من بذل جهده في اتباع ما أنزل الله وخفي عليه بعضه فقلد فيه من هو أعلم منه فهذا محمود غير مذموم ومأجور غير مأزور » إعلام الموقعين(2/130)
بل قال الإمام أحمد( ومن زعم أنه لا يرى التقليد ولا يقلد دينه أحدا فهو قول فاسق عند الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إنما يريد بذلك إبطال الأثر وتعطيل العلم والسنة والتفرد بالرأي والكلام والبدعة والخلاف »طبقات الحنابلة(1/31).
فليكن طلاب العلم على بيبنة من هذا الأمر ولا يمشوا وراء شنار الحزبيين المغفلين ولا يغتروا بخمج وزبالات فكرهم وبخرفيج عيشهم إن نهايتهم إلى قل وانقطاع والعاقبة للمتقين واربط نفسك يا طالب الحق بالعلماء الربانيين السلفيين الأقحاح ودع عنك شقاشق أتابع أبي مرة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

وكتبه جمال البليدي-ستر الله عيوبه-