زمن الماضي
:
ذلك الزمن الغابر الذي لايزال يتذكره من عايشه زمن طيبة القلوب وسعة
الصدور وسماحة النفوس وعلى رغم الجهل والفقر وقلة ذات اليد في ذلك الزمن إلا أنهم
كانوا على قدر كبير من حسن الخلق وجميل العادات كانوا يحبون التواصل ويحبون التكافل
والتعاون ويسود بينهم التعاطف والرحمة في ذلك الزمن كانت البيوت متقاربة والنفوس
متآلفة كانت الجيوب خالية والقناعة بادية , في ذلك الزمن كانوا محدودي الأفق ولكنهم
كانوا على وئام ووفاق زماناً لايستنكر القريب قريبة ولا الجار جاره لقد كان في ذلك
الزمن لا مناص للقريب من قريبه ولا للجار من جاره كانوا على الشدة يجتمعون وللقمة
يتقاسمون وفي المناسبات يتكاملون ويتعاونون .
الزمن الحاضر
:
آه من الحاضرإننا في نعمة وسعة ودنيا متسعة
وظائف تفرق, ومناصب تبدد, الجيوب مترعة بالمال فما الفائدة من الوصال, همي زيادة
رصيدي وفخامة مركبي, وتزيين منزلي... فإذا حصلت لا حاجة لي بالقريب والبعيد. إننا
ندور في فلك الرأسمالية (سواء شعرنا بذلك أم لم نشعر)) كم رصيدك وماهو منصبك ويتحدد
قدرك ومكانتك إننا في زمن طغت فيه المادة على القيم والعادات والأخلاق القريب تخلى
عن قريبه والجار لا يصل جاره لا تكافل لا تعاون أصبحت النفوس متنافرة انتشر الحقد
والحسد والكراهية .
يوم كان احتساب الأجر من الله هو المحرك الأساسي لم تكن
الوسائل لتقف أمام الأخ ليصل أخاه أو القريب ليزور قريبه كان احدهم يركب الجمل أو
ال****(أجلكم الله) أو يترجل حافيا قاطعاً ما لا طاقة لا احدنا به وذلك من اجل إن
له قريب او صديق في مكان ما لابد من صلته وزيارته ,ويوم أن فُقد الاحتساب او قل لدي
البعض لم تفلح او تُجد او تساعد سرعة السيارة وفخامة الطيارة في زيادة التواصل وصلة
الأرحام بل ان البعض يتعلل بأعمال تشغله وتمنعه من ذلك .
قد يقول البعض ان هذا
بسبب الحضارة المدنية وهذا القول ليس صحيح ان الحضارة لا تدعوا الا عدم التواصل ولا
الحسد والحقد ولا قطع الأرحام فالمدنية هي قمة الهرم الاجتماعي والحضارة
قاعدته
وهذا ليس وضع الأمة كلها فأن فيها أناس ضربوا لصلة الأرحام أمثلة حية
وآخرين لهم في الوفاء لا تطاولها قمم فالخير باقي في هذه الأمة إلى قيام الساعة
.
في الزمن الماضي كانت
الحياة غير هذه الحياة
كانت التقاليد والعادات تملأ كل البيوت العربية من اخلاق حميدة
ومشاعر طيبة
واخوة بين الناس جميعا
وكانت الناس قلوبها على بعض اذا شعر الجار بي جاره مريض
لا ينام قبل ان يسأل عنه ويهتم به
ويسأله هل بحاجة لي مساعدة
كانت المرأة
لا تأكل قبل ان ترسل لجارتها وعاء مليئ بي الطعام
وتهتم بها وتسعى دائما ل ان لا
تزعج جارتها وعندما تشعر بي ان الجاره
بضيقة تعرض عليها المال للمساعدة وتقف
بجانبها لتواسيها
الله على ايام زمان حتى التربية غير اكثر الناس كانت تحاول
جاهدة ان تربي اولادها على
تربية دينية صحيحة يعلمونهم عدم الكذب او الشتم او
السرقة او اي نوع من المحرمات
ينتشئ الابن ضمن جو ايماني رائع
اما البنت
كانوا يلبسونها الحجاب من عمر 7 سنين ويعلمونها الصلاة وطاعة الله من الصغر
كانت البنت اذا تكلمت بصوت خافض واذ ضحكت بي ادب ممنوع تطلع خارج البيت
الا
اذا معها والدتها
كانت البنات عاقلات يعني بنت 12 سنة اذا تزوجت واعية وذكية
وبتعرف تعيش حياتها
في الفترة ما بعد تطورت الحياة اصبحت البنت تجالس الشباب
كان الامر مقبولاً ولا غبار عليه،لانهما مشتركان في العمل وفي التعليم
وحفظ
القرآن الكريم وفي العمل بالمزارع ورعي الأغنام وفي
التمريض في كل الاعمال
المشتركة بينهم
ويتم هذا بين الأولاد والبنات ولا غرابة فيه أو عليه من كبير أو
صغير
من ألاهالي
.. أولئك الناس الطيبين المؤصلين الشرافاء الكرماء..
فالصغير يحترم الكبير والأولاد والبنات كلهم أخوان وزملاء بأدب
وإحترام
ومراعاة للشرف والأمانة كان الزمن جميل والأيام حلوة والأخلاق كريمة
والأمانة
متوفرة والحرية المقننة ماثلة ولا فوارق بين البنات والأولاد في التعامل الشريف..
هكذا كانوا ناس زمان ..
كانوا كذلك بعكس ما يحدث اليوم في هذا الزمن العجيب
والغريب..
زمن هذه التكنلوجيا التي يسمونها الحديثة التي أتت بالخراب والدمار
لمكارم الأخلاق فأصبح
لا أمان بين الناس ولا تقارب أمين للمجتعات ولا ثقة تسمح
بالإختلاط والتعاون الشريف..
الأسر والعائلات لا تسمح بالتقارب بين بناتها
وأولادها حتى لمن هم أقرب الناس إليها الكل تملأه الشكوك
وتلازمه الوساوس عند
التقارب بين بناتهم وأولادهم كل هذا بسبب عدم التربية السليمة التي تؤدي الى إنعدام
الثقة وحسن المعاملة الشريفة..
الشىء الذي أصبح يشكك في الإختلاط بين الجنسين
ويدعو للإعتراض والهجوم
عليه بالمدارس والجامعات والمعاهد والإتحادات والمجالات
الإجتماعية
الخدمية والعملية من بعض الجهات المعارضة بسبب ما يدور من إنحلال
وتفلت في هذا الزمن كما أسلفت .. إن المقارنة بين ما كان يسير عليه الناس في زماننا
الماضي واليوم
من الصعب الوصول إليها مع هذا الحال الماثل الآن وقطعاً إذا ما
إنتبهنا وعدنا لإصولنا وماضينا وتراثنا الأخلاقي وعملنا على توفير التربية السليمة
والأخلاق الكريمة بين أجيالنا الحالية والقادمة سينطلق منا الزمام أكثر
فأكثر..
كل هذا لإجلاء زمن الشبه بين ما كان يحدث في أيام زماننا الماضي وهذا
الزمن وكيف أن التغيير كبير وخطير لعدم توافر الثقة والأمان
السائد الآن وكيف
لنا أن نوفر ذلك في هذا الزمن لكي يطمئن الجميع على مستقبلهم ومستقبل أولادهم
وبناتهم كما كان في زماننا الطيب الأمين
الذي لم تكن فيه كلفة بين الجنسين وكل
يحافظ على كرامته وسلامته ويعيش في أمان
هل لا رجعنا لنا الى ذلك الزمن الطيب
وجيل من بنات محتشمات وأولاد منضبطين ومحافظين على أخواتهم وزميلاتهم كما كان يحدث
أيام زمان؟!!..
ام سنبقى هكذا البنت
البنت تطلع لوحدها خارج المنزل وتسهر في
المقاهي مع رفيقاتها وزملائها
والذهاب لي السهر ليلا وشرب الاركيلة والرقص في
النايت الكلاب
والضحك في الشارع واللعب والصراخ لا يهتمون بي اي اخلاق او
قيم
وللاسف يوجد بنات كثر من هذا النوع واكثر شيء يحزنني الانحلال بي مجتمعنا
يبتدئ بي الحب بين الشاب والفتاة وينتهي بي علاقة غير شريفة
يفعلون المحرمات
بحجة الحب بينهم من خروج سويا الى لمس وهمس وقبلات وفي النهاية تقع الفتاة بي ما
لا يحمد عقباه وكل هذا بسب تربية هذا الزمن واعطاء الحرية الزايدة لي البنت
بحجة ان الاب والام عندهم ثقة كبيرة بي اولادهم
من شاب او فتاة
اما
الشباب اكثرهم يعانون من عدم الاخلاق ولديهم عدم شعور بي المسؤلية
ترى الشاب
يسهر خارج منزله يعاشر رفاق السوء يشرب الخمر ويلعب الميسر
ويزني ويتعاطى
المخدرات ويفعل كل ما يحلو له من محرمات حتى انه يعترض طريق البنات
المحجبات بي
الكلام السيئ والمغازلات وينسى ان لديه اخوة بنات وممكن يتعرضوا لي هكذا موقف
اكيد كل شيئ في الزمن له اسبابه
اولا -دلع الام لي ابنها وعدم الاهتام
بتربيته على اسس سليمة
التستر عليه اذا غلط اول مرة وثاني عندها يشعر ان كل شيء
سهل ومباح له
طبعا مش كل البنات ولا الشباب الحمد لله عنا نسبة كبيرة من البنات
المحتشمات والمهذبات
ومن الشباب الملتزمين بي شرع الله وعلى اخلاق عالية
اسأل الله العفو والعافية وان يهدي الجميع واولهم اساس المجتمع
الام والاب
لانهم هم المسؤلين امام الله وامام الناس على بذرة الخير وبذرة الشر التي يقدمونه
لي المجتمع بي اولادهم