2012-03-06, 14:49
|
رقم المشاركة : 10
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سفيان الثوري السلفي
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..اما بعد..اخيتي في الله اولا يجب ان تعلمي انه لا يجوز للحر أن يتزوج الأمة إلا بشرطين:
الأول: عدم الطول، وهو ألا يستطيع نكاح حرة مسلمة.
الثاني: خوف العنت وهو خوف الوقوع في الحرام.
قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: وهذا قول عامة العلماء لا نعلم بينهم اختلافاً فيه، والأصل فيه قول الله سبحانه:وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ [النساء:25].
والصبر عنها مع ذلك خير وأفضل، لقول الله تعالى:وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ [النساء:25].
وإن قدر على نكاح كتابية محصنة عفيفة لم يحل له نكاح الأمة في مذهب أحمد وظاهر مذهب الشافعي.
وإنما شدد الشرع في ذلك لما يترتب عليه من استرقاق الولد، فإن الولد يتبع أمه في الحرية أو الرق.
واسْتِمْتَاعُ الرَّجُل بمِلْكِ اليَمِين هُوَ تَشْرِيعُ آخَر مِنَ اللهِ للرَّجُلِ، يُمَكِّنهُ مِنْ أخْذِ المَرْأة، بحَقِّهَا أيْضًا، ولَكِنْ بطَرِيقَةٍ تَخْتَلِفُ عَنِ الحُرَّة، فهذا لَيْسَ زَوَاجًا لنَبْحَثُ فِيهِ عَنْ عَقْدٍ أو تَحَقُّقِ شُرُوطِ الزَّوَاج، إذْ أنَّ مِلْكَ اليَمِين أسِيرَةُ حَرْبٍ، وهذا يَقُومُ بمَقَامِ العَقْد هُنَا (إنْ صَحَّ التَّعْبِير)، فَالحُرَّة أُخِذَت بعَقْدٍ شَكْلُهُ كِتَابِي، والأسِيرَة مِلْك اليَمِين أُخِذَت بعَقْدٍ شَكْلُهُ الحَرْب والأسْر، ولأنَّهَا أسِيرَة، فَلَيْسَ لَهَا حُقُوق الزَّوْجَة الحُرَّة مَادَامَت في أسْرِهَا، ولَكِنِ اسْتِمْتَاع الرَّجُل بِهَا لَيْسَ بزِنَا، ولا يُقَاسُ عَلَى الزِّنَا أو عَلَى مُعَامَلَةِ المَرْأة الأجْنَبِيَّة، لأنَّهُ امْتَلَكَهَا بحَقٍّ شَرَعَهُ اللهُ لَهُ، مِثْلَمَا يَأخُذ أمْوَال العَدُوّ، فَلِمَاذَا لَمْ نُسَمِّهَا سَرِقَة؟ لأنَّهَا طَرِيقَة مَشْرُوعَة في أخْذِ المَال غَيْر التِّجَارَة والأجْر والإرْث، فَهَذِهِ كَتِلْك..وإذا نَظَرْنَا لامْرَأةٍ أسِيرَةٍ قَدْ تَمْضِي مَا تَبَقَّى مِنْ عُمْرِهَا في الأسْرِ!! فَمِنْ رَحْمَةِ الله تَعَالَى بِهَا أنْ أبَاحَ لمَالِكِهَا أنْ يَسْتَمْتِعَ بِهَا وتَسْتَمْتِعَ بِهِ، حَتَّى لا يَحْرِمهَا مِنْ حُقُوقِهَا كَإنْسَانَة، فَهِيَ وإنْ كَانَت أسِيرَة بكُفْرِهَا، فَهِيَ في النِّهَايَةِ إنْسَانَة، ولِذَلِكَ فَالمُسْلِمِينَ فَقَط هُمْ مَنْ عِنْدَهُم أخْلاَق مُعَامَلَة وإكْرَام الأسْرَى، وهذا مِنْ إكْرَامِهَا، بَلْ وجَعَلَ هذا الاسْتِمْتَاع سَبَبًا في تَحْرِيرِهَا إنْ هي أنْجَبَت مِنْ سَيِّدِهَا، حَتَّى لا تَبْقَى عُمْرهَا في الأسْرِ، وحَتَّى لا تَكُون ذُرِّيَّتهَا كُلّهَا إمَاء وعَبِيد، ومَكَارِم الأخْلاَق هذه قَدْ تَكُون سَبَبًا في إسْلاَمِهَا كَمَا يَشْهَد بذَلِكَ الوَاقِع وكَثِير مِنَ القِصَصِ...و الله اعلى و اعلم...منقول للفائدة و اجابة عن استفسار اخيتي في الله..و اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
|
بارك الله فيك
|
|
|