الحمد لله ، و بعد :
القنوات الفضائية تعد وسيلة من وسائل الاعلام الحديثة التي ما تركت بيتا الا دخلته ، لذلك - أعتقد - أنه من الضروري تسليط الضوء على هذه الظاهرة و محاولة ايجاد الآليات التي تمكننا من الاستفادة منها و تجنب أضرارها و سلبياتها .
و الكلام عنها يهم طوائف من الناس :
فولاة الأمور أمامهم واجب مراقبة هذه القنوات و تنظيمها بميثاق يضبط المادة الاعلامية المطروحة فيها بما لا يتصادم مع ثوابت الأمة و ملتها و تاريخها و هويتها .
و أصحاب القنوات مطالبون بتقديم البرامج الدينية و الثقافية و العلمية التي من شأنها النهوض بالأمة ، و توعية أفرادها ، و تسليحهم بالحصانة العلمية و المعرفية التي تمكنهم من الصمود أمام أمواج الشبهات و الشهوات التي يشهدها عصرنا ، و كيفية الاستفادة من الأمم الأخرى كل ما هو نافع و مفيد من علوم و تقنية و تجنب كل ما هو ضار من عقائد فاسدة و عادات سيئة و أخلاق هابطة .
كما أن أصحاب القنوات مطالبون بفتح المجال أمام أهل العلم من أصحاب العقيدة السليمة و الطريقة المرضية لنشر علمهم و افادة الأمة ، و كذا تشجيع كل ما من شأنه ايقاظ الأمة من حالة الركود التي تعاني منها باقامة المسابقات العلمية و الفكرية النافعة في حفظ القرآن و الانتاج الأدبي و الابتكارات التقنية ، لا تخديرها بمسابقات هز البطون و السفالة و الانحطاط .
و أصحاب الأموال مطالبون بانشاء القنوات التي من شأنها اقامة الحجة على الجماهير الغارقة في الخرافات و الشركيات ، بل و دعوة الأمم الكافرة الى الاسلام و تعريفهم بتعاليمه ، و رد الشبهات المثارة حوله .
و المشاهدون مطالبون بانتقاء القنوات و البرامج التي يشاهدونها بعناية ، و الآباء و الأمهات منهم عليهم مسؤولية عظمى في ذلك
.
و قبل الختام يجدر التنبيه أن بعض اخواننا اذا تكلمت معه في مثل هذا الموضوع يقول أنه لا يشاهد التلفاز و لا يأبه بما يعرض فيه ، نقول : كونك لا تشاهده أمر يخصك - و أنا شخصيا لا أشاهده الا نادرا -... لكن أن تقول أنك لا تشاهده ثم تترك عائلتك و أهلك يشاهدون ما يحلوا لهم من دون مراقبة و لا توجيه و لا نصيحة فليس هذا من الحكمة في شيء .
...و السلام .