ولكن كيف يكون البر؟
تتعدد أوجه البر بين ماهو معنوى ومادى،فالبر كلمة جامعة لخيري الدنيا والآخرة.
وبر الأمهات يعني:
- الإحسان إليهنَّ وتوفية حقوقهن على الوجه الأمثل ..
- طاعتهن في ما يامرن به في حدود شرع الله تعالى ..
- حسن المعاملة والمعاشرة ..
- بالصلة و عدم القطيعة
- الإنفاق عليهن دون انتظار المقابل ..
- الحرص على راحتهن النفسية و ادخال السرور عليهن قولاً و عملاً ..
فعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نمت، فرأيتني في الجنة، فسمعت صوت قارئ يقرأ، فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا حارثة بن النعمان، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذاك البر، كذاك البر، وكان أبر الناس بأمه.
وتوضح عائشة رضي الله عنها بعض مظاهر هذا البر فتقول: -كان رجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبر من كانا في هذه الأمة بأمهم:
عثمان بن عفان، وحارثة بن النعمان.
فأما عثمان: فإنه قال: ما قدرت أن أتأمل أمي منذ أسلمت.
وأما حارثة: فإنه كان يفلي رأس أمه ويطعمها بيده، ولم يستفهمها كلاماً قط تأمر به حتى يسأل من عندها بعد أن يخرج:ما أرادت أمي؟.
وكان أبو هريرة إذا أراد أن يخرج من بيته وقف على باب أمه فقال: السلام عليك ياأماه ورحمة الله وبركاته، رحمك الله كما ربيتني صغيراً، فتقول: وعليك السلام ياولدي ورحمة الله وبركاته، رحمك الله كما بررتني كبيراً.
ومن كل هذا يتضح لنا كيف حضت السنة على بر الأم وكيف رفعت مكانتها وحثت على طاعتها و كيف كانت نماذج بعض المسلمين الأوائل الذين كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في بر أمهاتهم ..