تعليقات
أولا :أمة لا تعرف ماضيها.. أمه تعيش في غيبوبة لا تعي حاضرها وليس لها مستقبل .
ثانيا :أقوال المؤرخين والباحثين عن هواره مثل بحر من المعلومات متلاطم الأمواج من يبحر فيه يغرقدون أن يصللنتيجة إذا لم يتم التدقيق والتنقيح والمقارنة والربط بالأحداث التاريخية – ونضرب لذلك مثالا فأحد الباحثين ذكر أن ششنق الأول هو من أهدى هاجر لإبراهيم علية السلام وهذا جانبهالصواب كثيرا لأن ششنق هذا ثابت تاريخيا أنه معاصر لسيدنا سليمان حفيد إبراهيم عليهما السلام .
ثالثا :ربط بعض الباحثون أيضا بين ششنق وبين القبائل الليبية القديمة والتي كانت تغيرعلى مصر منالغرب ولكن بمراجعه التاريخ نجد أن هذه القبائل أقدم تاريخيا من ششنق ولهاصفات وملامح غيرسامية أما هو فمن قبائل سامية من بني قيدار , استقرتبمصر فى هجرات متتالية عبر الحدودالغربية, منذالألفيةالثانيه قبل الميلاد وخالطوا أهلها واستوطنوا الدلتا والتحقوا كذلكبالجيشالمصرى أي أن ششنق كانموجودا بمصر ولم يأتي غازيا , كما أن لقب فرعون هذا لم يحمله أبدا أي أجنبي .
رابعا :أرجع البعض نسب بنى قيدار ألي قبائل قحطان العربية أو لبنى كنعان وهذه أيضا معلومات تفتقد للصواب لأنة ثابت في التوراة أن بنى قيدار هم أحفاد إبراهيم علية السلام وجاء ذكرهم بالتوراه وذكر نزاعاتهم مع أبناء عمومتهم – وهو الأصدق من أقوال المؤرخين والدارسين - ومن المعروفعنسيدناإبراهيمأنةمن الكلدانين أبناءسامبننوحوالذين عرفوا بعد ذلك باسم العرب . وهذا يعنىأنأحفاده همأيضاساميونوعرب مثلهويشملذلكبنيقيدار وبني عدنانوأيضابنيأسحقبما فيهم شعببني إسرائيل ولانعنىبذلكدوله أسرائيللأنها دولةتضم أجناسامختلفة ساميةوغير ساميةمن الحبشةوأوروباوروسيا,وما يؤكد ذلك أن عادهالختانكانتمنتشرة بين قبائل البربرمن بني قيداروهي سمه آل إبراهيم , كذلك انتشارأسماءيعقوب ويوسف ويحيىوموسىوأسحق وأسماعيل بينهم من قبلوصول الإسلام,وكذلك انتشار عقيدة اليهودية بينهم دون غيرهمكلهادلالاتهامه على انتمائهم لآل إبراهيم .
كذلك هناكمنيحاولإرجاعنسب هوارة إلىقبائل العدنانيينمثل بنيسليمأو الأشرافوهذاغير صحيح أيضالسبببسيطوهو أننشأة بني بر ( البربر )سابقهلنشأة بني عدنانبستةقرونوسابقهلنشأه الأشراف بخمسهوعشرونقرناعلى الأقل , وقيدار هذا هو جدهم الأكبرجميعا فهلينتسب الأصلإلى الفرع أمأن العكس هو الصحيح .
خامسا :ما يدعم أن أحفاد إبراهيم من الفروع الثلاثة ساميون ومن أصل واحد هو أن لهم نفس الملامح الشكلية العامة المعروفة عن آل سام وهى لون البشرة الحنطى والشعر الأسود والعيون السوداءأو البنية . وأيضا جاء تحليلالجين الوراثي لعينات من الفروع الثلاثة والتي قام بها أحد المعاهدالبحثية وجاءت نتائجها تؤكد أنها لأصلواحد بالرغم من وجود بعض التحورات فى كل فرع .
سادسا :فى البداية كان آل أبراهيم يتكلمون لغة أبيهم السريانية ومع الوقت تكلم بنو اسحق اللغة العبرية – لغة الكنعانيين – وأخذوها عنهم ثم صارت لغتهم . أما بنى أسماعيل فقد أجرى الله على لسانه اللغة العربية ولم يكنالعرب يتحدثون بها قبل ذلك ثم عدل فيها قيدار من بعدة وبسطها وطورها وورثهالأحفاده من بعدة وهى التى صارت لغةالعرب ونزل بها القرآن .أما بنو قيدار بشمال أفريقيا فكانوايتكلمون الأمازيغية وهى لغة عربيه قديمه تكتب من اليمين ألي الشمال مثل العربية ووجد من يتكلمبها بالجزيرة العربيةقديما – ثم تكلم بنوقيدار اللغة العربيه الحالية بعد أسلامهمونطقوهابطلاقةدونلكنةأجنبيه عجزتعنهاالشعوبالأخرى منتلكالتي دخلت الإسلامومنهاالشعوب الفارسية والهنديه والتركيهكماجاء منهممفسرون لعلمالنحو واللغةوفقهاء في الدين مشهورين .
سابعا : هناك بعض الكلمات التى انتشرت بمنطقة الشرق الأوسط وأسيء فهمها مع الزمن ومنها :
السامية والحاميةوهى تشير ألي أبناء سام وحام وفهم البعض أن أبناء سام متميزون لخلطهم معنى السامية وفهمهم إياها على أنها تعنى السمو بلغه العرب وهذا غير صحيح فهي كلمه تدل على نسب لا أكثر ولا أقل مثل الحامية أيضا وهناك من ربطها بهذا المعنى بسبب الاختلاف فى لون البشرة بين آل سام وحام وهو أيضا غير صحيح لأن سام وحام هم أخوة ومن أبناء نوح ومن المؤمنين فلا مجال لتفضيل أحدهما عن الآخر وعن الرسول علية الصلاة والسلام (إن الله لا ينظر إلى صوركم إنماينظر إلى التقوى هاهنا ) وأشار إلى قلبه , وقال الله تعالى ( أن أكرمكم عند الله أتقاكم ) وتقوى الله هيخشيته التي تؤدى لصالح الأعمال والتي تنفع البشرية ويعمر بها الكون وهو السبب الذي أنزل اللهمن أجلة آدم علية السلامألي الأرض .
هناك أيضا عبارة معاداة الساميةوهذه العبارة لاتجوذ مع العرب لأنهمساميونوبالطبع لن يعادىالأنسان نفسه .
أيضا هناك كلمةالعرب والتى أطلقتعلى الشعوب من نسل سام بن نوح من البابليين والآشوريين والكلدانيين والتي استوطنتمنطقة الرافدين ( وأطلقت في البداية على قبائل البدوالرحل ثم عممت على الجميع ) ثم استخدمت بعد ذلكعلى أنها أسم نسبللشعوب العربيةوهىليستكذلك فهي مجرد لقب يشيرإلى ما سبق أن ذكرناه وهو يماثل لقبالغربوالذييشير أليشعوب أوروباوأمريكا الشماليةأواللاتين ونعنى به شعوب أمريكا اللاتينية .
أيضا البربروهى لقب أطلق على شعوب شمال أفريقيا ولا يحمل دلالة نسب أيضا وأطلقهالرومان علىشعوب أخرى أيضا بخلاف بني قيدار مثل الجرمان والانجليز القدامى وأطلقوه على قبائلالوندالبفرنساوالذين وصفوهم بالهمجية مما جعل تلك الكلمة تحمل هذا الوصف كذلك أطلقوه على بعضشعوبأفريقيا من الزنوج ولا يجمع بين كل تلك الشعوب أي صله نسب بالطبع .
أما الأمازيغفهي لقب أطلقه بنو قيدار على أنفسهم وهى كلمه عربية قديمه وتعنى الحر النبيل أوالأحرارذوى الأصل النبيل( ويرجع سبب هذه التسمية إلى أن بني أسحق كانوا يطلقون على بنيإسماعيللفظ عبيد ساره , فجاءت هذه التسميه لتصحح هذا المفهوم )- ثم عممت هذه الكلمة بعدذلك لتشملشعوبالبربر بشمال أفريقيا.
أيضا هناك كلمة الفلاح وهى كلمة منتشرة بالصعيد والوجه البحري ويستخدمها البعض كأنها أهانه وهو مفهوم غير صحيح وأول من أستخدمها عمرو بن العاص عند حديثة عن المصريين لاشتغالهم بالفلاحةوهى بالطبع مهنة راقية فى سلم التطور الأجتماعى تلت مرحلة الصيد ومرحلة الرعي وهى أساس النشاط الأنسانى كله وحتما أن عمرو بن العاص لا يقصد بها أهانه - وكلنا نعلم موقف عمربن الخطاب منه عندما أشتكى له أحد الأقباط من أن أبن عمرو أهانه - وهى لذلك لا تعنى سوىالمعنى الذى استخدمت فيه للدلالة على المصري أبن البلد الأصيل ولكن ما حملها هذا المعنى السىءفهو الاستخدام الخاطئلها من الأتراك والمماليك من بعده والمعروف عنهم أنهم أقوام مكابرون .
ثامنا : الأمازيغ والعروبه
تشيع بين الأمازيع حاله من التوتر والحساسيه تجاه العروبه فى شمال أفريقيا وهى ترجع لعدة أسباب , منها كما ذكرنا سابقا البعد المكانى والزمانى بين الطرفين وتناسى كلا منهما لعلاقته بالآخر , ومنها أسلوب الغزو الذى أتبعه العرب فى نشرهم للأسلام بشمال أفريقيا خلافا لما أمروا به ودرجوا عليه فى فتوحاتهم , مما أثار روح المقاومه لدى الأمازيغ وأخر أنتشار الأسلام سبعين عاما من المقاومه , كذلك أستخدام العرب لكلمة البربر بمعناها السىء والتى أطلقها الرومان على الأمازيغ , أيضا تعامل العرب الفاتحين مع الأمازيغ على أنهم وثنيين مثل الرومان بالرغم أنهم كانوا على عقيدة التوحيد ( ملة آل أبراهيم) - أى أنهم أهل كتاب منهم قبائل كانت على اليهوديه ومنهم من كانت على المسيحيه وبالتالى يحرم قتالهم مالم يعتدوا , كذلك معاداة الدوله الأمويه والعباسيه للأمازيغ لوقوفهم بجانب آل البيت ومساندتهم لهم , وأيضا كانت غزوة بنى هلال وبنى سليم - والتى حرض عليها الخليفه الفاطمى أنتقاما من البربر - كان لها أكبر الأثر فى تولد الضغينه فى النفوس فهى سببت الدمار والخراب فى شمال أفريقيا وأقتتل فيها المسلمون بأعداد كبيره وعلى رقعه شاسعه من الأرض , كانت تلك هى الأسباب القديمه التى ذكرناها سابقا , ولكن أستجد شيئا آخر فى العصر الحديث فقد تحمل الأمازيغ العبء الأكبر فى تحرير أوطانهم من الأحتلال الفرنسى والأيطالى وبعد التحرر لم يحصلوا على مناصب السلطه الكافيه لأدارة شئونهم كما لم تتح لهم السلطات الحاكمه أن يعيشوا وفقا لتقاليدهم وثقافتهم وأن يستخدموا لغتهم بحجة أنها تتعارض مع كونهم مسلمين ومع تيار القوميه العربيه وتناسوا أن الطرفين هم من أصل واحد , وأن شعوبا مثل تركيا وأيران وباكستان وغيرهم يستخدمون لغتهم ولم يشكك أحد فى أسلامهم , وعندما تراعى تلك السلطات مطالب الأمازيغ المشروعه وتمكنهم من أدارة شئونهم بأنفسهم وفقا لتقاليدهم وثقافتهم خاصه أنهم أصحاب البلاد عندئذ سوف يزول ذلك التوتر وينتهى
تاسعا: يبقى شيء أخير وهو أن هناك فرق شعره بين الاعتزاز بالنفس والعائلة وبين التفاخر بالنسب والتعالى على الآخرين, فالأول لا ضير فيه وقد يكون مطلوبا أما الآخر فهو منهي عنة شرعاومكروه أنسانياويولد الكراهية ومردود عليه بقول الله تعالى ( أنا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم ) .
وليس لأحد منا فضل في نسبه , فلم يختر أحدمنا أمه أو أبيه أو الوطن الذى ولد فيه , بالإضافةإلى أن البشر جميعا ينتسبون ألى آدم علية السلام وهو الذينفخ الله فيه من روحه وهو الذي سجدتله الملائكة , فهل هناك تكريم أسمى من ذلك , وهل شرف الانتساب لأي مخلوق - أيا كان - يفوقشرف الانتساب لآدم علية السلام وهو أبو الأنبياء جميعا .
هوارة ... النظام القبلي
تنقسم القبيله داخليا إلى عده عشائر , والعشيرة تنقسم ألي عده عائلات , وكل عائلهتنقسم ألي ما يسمى بدنات ( أي عائلة صغيره ) وكـل منها ينقسم ألي عدة بيوت وكل بيت من هؤلاء يضم عده أسر يجمعها جد مشترك وكل درجة من درجات التقسيم تلك أيضا لها جدها المشترك .ولكل درجة من هؤلاء لها كبيرها ( شيخ ) يختارونه من بينهم ويتصف بالحكمة والوقار والسمعة الطيبة ويرجعون أليه فى منازعاتهم ومشاكلهم . وبالتالي يكون لكل عشيرة شيخ أعلى يرجع إلية أبناء العشيرة فيما يهمهم – أما شيخ القبيلة أو أميرها فهو منصب شاغر فى الوقت الحاضر ويتم تعويضه بأن يتواصل مشايخ العشائر للتشاور بينهم فيما يمس الصالح العام للقبيلة مثل الانتخابات أو غيرها من الأمور أو ما يواجهها من مخاطر واتخاذ ما يناسب ذلك . ويشهد التاريخ أن القبيلة لم تحمل السلاح أبدا لعدوان أو أغتصاب حق , ولم تحمله ألا دفاعا عن النفس والعرض , و حملته دوما دفاعا عن الوطن .
هوارة...العادات والتقاليد
تختلف العادات والتقاليد قليلا حسب البيئة التي تعيش فيها القبيلة , فبالطبع العادات بالشمال الأفريقي ليست هي التي بمصر أو الشام مثلا ولكن تتفق في السمات الأساسية لكل قبائل البربر من بنى قيدار بصوره عامه فهم كما وصفهم أبن خلدون :
( وأما تخلقهم بالفضائل الإنسانية وتنافسهم في الخلال الحميدة , مرقاة الشرف والرفعة بين الأمم , ومدعاة المدح والثناء من الخلق, لما جبلوا عليه منالخلق الكريم من عزالجوار وحماية النزيل , والوفاء بالقول والعهد ,والصبرعلىالمكارة والثبات في الشدائد , وحسن الملكة والإغضاء عن العيوب , والتجافي عن الانتقام , ورحمة المسكين وبر الكبير , وتوقير أهل العلم وقرى الضيف , والإعانة على النوائب وعلو الهمة وإبائه الضيم ومشاقة الدول, ومقارعةالخطوب وغلاب الملك وبيع النفوس من الله في نصر دينه, فلهم في ذلك آثار نقلهاالخلف عن السلف , لو كانت مسطورة لحفظ منها ما يكون أسوة لمتبعيه من الأمم وحسبك ما اكتسبوه من حميدها واتصفوا به من شريفها أن قادتهم إلى مراقي العز وأوفت بهم علىثنايا الملك , حتى علت على الأيادى أيديهم .)
ويسود في القبيله روح التعاون في تعمير مناطقهم والمساهمة فى أنشاء الخدمات مثل المدارس والمصالح الحكوميه ومشروعات المرافق المختلفه .
كما يسود بين أبناء القبيلة روح التكافل والتعاون في الرخاء والشدة , فتجدهم متعاونون مع من يقع في شده أو من لديه مناسبة زواج أو من يقيم دارا فيقدمون العون دون انتظار لدعوه , كما أنهم في المآتم يتعاونون في تقديم الواجب لأهل الفقيد ويتكفل الأقارب بإقامة العزاء وتقديم صواني الطعام للمعزيين الضيوف والمغتربيـن وكذلك لأسره الفقيد طوال فترة العزاء التي تمتد أسبوعا أو أكثر ويقدم الطعام للرجال في المندرة ( المضيفة ) ولأسره الفقيد من النساء والأطفال في دارهم ويتم ذلك وفق نظام وترتيب متفق عليه .
وتحرص الأسر على تعليم أبنائها قدر المستطاع وتحظى الفتاه بالقبيلة برعاية تفوق رعاية الابن فهي بجانب الحرص على تعليمها يتم الأنفاق على زواجها بسخاء ورعايتها حتى بعد الزواج وكأنها فرد مقيم مع الأسرة والفتاه التي قد يتوفى والدها قبل زواجها قد ترث فوق ميراثها الشرعي ما يوازى تكلفة زواجها أو يتكفل أخوتها بتكاليف زواجها , وتربى الفتاه في القبيلة على احترام زوجها حتى ولو كان أقل درجه منها في التعليم وتحرص الأسر على زواج بناتهم من القبيلة خوفا وحرصا عليهم فإذا ما حدثت مشكله بعد الزواج تحل في حدود العرف والتقاليد . وليس ذلك حرصا على المواريث كما يظن البعض فهذا التقليد تحرص عليه الأسر التي لديها مواريث وأيضا تلك التي لا تملك مواريث تخاف عليها .. ولكن أذا ما عدنا ألي الوراء نجد أن هذا التقليد موروث منذ نشأة آل إبراهيم حيث كانوا يتبعونه منذ البداية, وفى التوراة نجد أشارات لذلك فهناك أشارة لزواج عيسو بن أسحق من أبنه عمه أسماعيل عليهما السلام ( نسمه ) وكانت وحيدة – فقد جاء أنه تزوجها لكى يرضى العائلة – وكذلك كان لسيدنا يعقوب عليه السلام ابنة أسمها ( دينا ) ويبدو أنها كانت جميله فطمع فيها قوم من الكنعانيين واحتجزوها لديهم وطلبوا من سيدنا يعقوب عليه السلام أن يزوجها لأبنهم وكانوا كثره فأحتال عليهم وأخبرهم انه لا يزوج أبنته لقوم لا يختانون ( والختان هي سمة المؤمنين آل أبراهيم ) فلما أختانوا غلبهم وحرر أبنته . وآل إبراهيم كانوا حريصين على ذلك لأنهم كانوا قوما مؤمنين وسط أمم وثنيه فكان لا يجوز أن يزوجوا بناتهم لهم ولكن توارثت تلك العادة بعد ذلك .
كذلك فأن المرأة في القبيلة بمناطق الريف لا تحتاج لأن تخرج للعمل بالحقول أو الذهاب للأسواق فإذا لم يكن لها زوج أو أبن فأن أقرب الرجال لها بالعائلة يخدمونها ويقضون حوائجها طواعية .
مشاهير الهوارة
يتساءل البعض أذا كانت هواره تملك كل ذلك التاريخ العريق فأين أبناؤها ألان !!
ولهؤلاء نقول أنهم أيضا موجودون ولكن بدلا من فروسية الخيل والسيف فهم طبقا لطبيعةوروح العصر الذي نعيشه تجدهم في كل مجالات الحياة العملية فرسانا متميزون ويحتلون مراكز متقدمه وسنضرب أمثلة لشخصيات عامه عرفها الناس ولكن قد لا يعلمون أنهم من القبيلة , فمن هواره كان : عبد الرحمن عزام أول أمين عام لجامعة الدول العربية ومؤسسها , ومنهم أيضا أحمد نجيب الهلاليرئيس وزراء مصر الأسبق قبل الثورة , كذلكاللواء محمد نجيبقائد ثوره يوليو وأول رئيس لجمهورية مصر بعد الثوره , والمستشار على الهوارى/ رئيس نيابة الأموال العامه , واللواء / عمر سليمان- رئيس المخابرات العامه ونائب رئيس الجمهوريه السابق وكذلك الأستاذفهمي عمررئيس هيئه الأذاعه المصرية السابق وأبن عمه الدكتورماهر مهرانوزير الصحة الأسبق , والأديب المعروف/ محمد صفاء عامروالصحفى اللامع/ أنور الهوارى-ومن النساء رائدة الحركه النسائيه فى مصر هدى شعراوي, وأيضاسحر الهوارىرائدة الرياضة النسائية بمصر وهى ابنة الحكم الدولي الأسبق والشهير عزت الهوارى, وغيرهمكثيرون ومنهم من يشغل حاليا مناصب عليا هامه , ولا مجال لذكرهم هنا .
أما خارج مصر فأشهرهم الرئيس الجزائري / هوارى بو مدين- وينتمي لقبائل الهوارة بالأوراس وكل جيلنا يعرف موقفه البطولي ومساندته لمصر وللزعيم السادات في حرب أكتوبر .
أما عن قبائل البربر , فقديما جاءت منهم شخصيات عرفها التاريخ , منهم أبن كثير وأبن رشد والبوصيرى وأبن بطوطة وعباس بن فرناس كذلك جاء منهم طارق بن زياد و يوسف بن تاشفين ومنهم ملوك وأمراء كثيرون أسسوا دولا جاء ذكرها سابقا أما في العصر الحديث فكان منهم المناضل والرئيس الجزائري السابق أحمد بن يبللا وكذلك المجاهد المغربي الكبير عبد الكريم الخطابي .
أما بمصر وفى العصر الحديث- جاءت منهم شخصيات عامه كالزعيم الوطني مصطفى كامل (من قبيلة كتامة) كذلك جاء المشير عبد الحكيم عامر أحد قادة ثوره يوليو والقائد العام للجيش ( من قبيلة لواتة ) .
البربر ... التقسيم القبلي
وأخيرا حتى تكتمل الصورة عنبني قيدار كان لابد أن نعطى فكره عن التقسيم القبلي لبني قيدار والذين أطلقوا على أنفسهم أسم الأمازيغ :
وهم كما ذكرنا ينحدرون منبر بن قيدار بن أسماعيل بن إبراهيمعليهما السلام
ومن ( بر ) جاء ابنان أحدهما أسمه برنسوالآخر أسمه مادغيسوالذى أشتهر باسم الأبتر
ومن ( برنس ) جاءت قبائلالبرانسوهم :هواره وصنهاجهو كتامة وأوربةولمطه وهسكوره
أما ( مادغيس الأبتر ) فجاءت منه قبائل البترو هم :زناتهولواتهومغيله و نفوسهوأد يسه وجراوة
وهوارهكما ذكرنا ينتمون إلىهوار بن أوريغ بن برنس بن بر بن قيدار.
أما صنهاجةفهم أخوة أشقاء لهوارة وينتمون إلىصنهاج بن أوريغ بن برنس بن بر بن قيدار
وكانوا يشكلون في البداية مع هواره قبيلةأوريغهكما ذكرنا .
وأما قبيلة زناتهفهم أخوال و أيضا أبناء عمومه لهواره حيث أن الأم الكبرى لهواره وهىتزكى بنت زحيك بن مادغيس الأبترمن قبيلة زناته .
ويعاب على قبائل البربر أنهم لم يتوحدوا ليصنعوا مجدا مشتركا فكل قبيله صنعت مجدها المنفرد ولم يتوحدوا الأ لفترات قليله درءا لخطر .... وعموما فأن ذلك سمه عامه لآل ابراهيم فهم فى خلاف مع بعضهم البعض دوما ولم يتوحدوا معا إلا لفترات قليله وتحت ظروف خاصه .
تأثير البربر في الحياة المصرية
ترك الأمازيغ تأثيرا واضحا فى الحياة المصريه لازال متوارثا حتى اليوم . . .
فهم من شيدوا القاهرة وأعطوها أسمها ولم تكن موجودة من قبل وكذلك أقاموا الجامع الأزهر, وأمتد هذا التأثير ليشمل نواحي عديدة مثل العادات والتقاليد والملبس والتأثير اللغوي .
فهم من أدخلوا عاده الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والاحتفاء بآل البيت والمظاهر المتعلقة به . أيضا فى مجال الأطعمة هم من أدخلوا الحلوى بأنواعها المختلفة , كالكحك والبسبوسة والهريسة والكسكى . كذلك عاده الإفطار بالعصيدة كانت لاتزال بالريف المصري لفترة قريبه , وهى تتكون من الدقيق الذي يخلط مع الماء ويسوى على النار ثم يخلط بالسمن ويضاف أليه اللبن أو العسل , وهى لازالت وجبه مفضله بشمال أفريقيا . كذلك دخلت كلمات أمازيغية كثيره فى اللهجة المصريه , منها مثلا كلمات الجلابية والبرنس ( بضم الباء وتسكين الراء وضم النون ) وهى أزياء شهيره لهم , والحاره وهى الشوارع المغلقة , وفى الريف تستخدم كلمه الكانون وهو يستخدم لطهي الطعام , وهناك كلمات تستخدم مع الأطفال , مثل كلمه أمبو للتعبيرعن العطش , وكلمه يح لتحذيره من الخطر , وأيضا كلمه هووها لهدهدته عند النوم , وكلمه تاتا لتعليمه المشي , وكلمة مم لتعليمه الأكل , أما أوضح تأثير لغوى فهو إضافة حرف الشين ألى الكلمة وذلك لتأكيد النفي , مثل (ما قابلتهوش) أو (ماسمعتهوش) وهى في الأصل ما قابلته و ما سمعته .
وكانت قبيلة لواته هي أولى القبائل التي هاجرت لمصر مبكرا , واستقرت بها منذ فتره طويلة قبل الميلاد , وانتشرت بالدلتا وأماكن أخرى أشهرها الجيزة وحلوان والمنيا وأسيوط وسوهاج والمنوفيه والشرقيه .
وجاءت بعدهم هوارة وانتشرت بغرب الأسكندريه والبحيرة أساسا واستوطنوا بعد ذلك الصعيد وجعلوا منه أماره مستقلة عن الأتراك في عهد أميرهم عمر بن عبد العزيز , كما لا تخلو من عشائرهم محافظه واحده من محافظات مصر .
وجاءت أيضا مع الفتح الفاطمي صنهاجه وكتامة وهم أكثر انتشارا بالشام .