لا ينبغي أن يكون هدف المتعلم رجلا كان أو امرأة مجرد الجلوس على كرسي في إدارة ما ,
أو مجرد ارتداء قبعة ضابط شرطة أو درك أو مجرد إمساك قلم للكتابة على سبورة بأحد الإكماليات و
يكون الهدف الأخير هو الجري إلى شبابيك البريد لسحب الشهر الذي دخل ...
ثم الذهاب به إلى هذا الدكان أو ذاك المتجر ...
إن وجوب كسب الإنسان رزقه أمر مطلوب و لا مناص منه ... خصوصا عند من لا يجد عائلا أو كافلا ...
و لكن جعل الراتب الهدف الأسمى للمتعلم ...
يحرم الإنسان من أجر طلب العلم هذا الأخير الذي ينبغي أن يكون مطلوبا ابتغاء مرضاة الله لا ابتغاء مرضاة
رب العمل ...
و على أية حال , ليس المقام مقام مقارنة بين مدى حرص المرأة أو الرجل على النجاح و مقدار ما يبذله كل منهما للوصول إلى أهداف سامية و مدى نجاح كل منهما في تحقيق أمنياته ...
لأننا نرى في الأخير أن الفتاة الناجحة تختار في أحيان كثيرة رجلا بطالا و تتزوج منه و تبني معه أسرة ناجحة و تكون
هي المعيلة لأسرتها سنوات عديدة بدون تذمر أو تسخط ...
فكل ما جد في الأمر أنه حدث ارتقاء في نظر الكثيرين في طبيعة قدر المرأة و شخصيتها في مجتمعها
أين صارت مسموعة الكلمة و حائزة على الاحترام الهام في بيئتها تظرا لنجاحها الباهر و المثمر ...
و في اللحظة التي تسلقت فيها المرأة سلم الأمجاد المادية و صارت تتبوأ أرفع المناصب في مجتمعها
و في أثناء تسلقها للسلم الذي يصعد بها عاليا عاليا نظرت خلفها و وجدت أطفالها يبتعدون عنها
و احتضنتهم فوجدت أحضانهم باردة و أنهم يقولون طاطا لغيرها أفضل مما يقولون لها هي ماما ...
فهم صباحا توقظهم طاطا و مساءا تستقبلهم طاطا و طاطا هي من يغسلهم و من يطعمهم بيده
و من ينامون و أعناقهم يحيط بها ذراعه في حين تكون الست الماما في أثناء جلسة اجتماع مهني
مع السيد الوزير الخائب الفلاني ...
ــــ
تقبلوا تحياتي و شكري .