ومن العجيب أن يورد ما حقه الذم مقام المدح فسبحان الله على انقلاب الموازين
اقتباس:
و أخرج ابن كثير في البداية والنهاية بسند صحيح ، أن معاوية رضي الله عنه ، كان إذا لقي الحسن بن علي رضي الله عنهما قال : مرحباً بابن رسول الله وأهلاً ، و يأمر له بثلاثمائة ألف ، و يلقى ابن الزبير رضي الله عنه فيقول : مرحباً بابن عمة رسول الله وابن حواريه ، ويأمر له بمئة ألف . [19] البداية والنهاية (8/137) .
|
السؤال المنطقي الذي يطرح هنا: هل هذا ماله الشخصي حتى ينفقه على هذا الوجه ؟ أين معاوية من الفاروق رضي الله عنه في محاسبته نفسه ... هذا على صحة ما ورد في هذه القصة أما الواقع فإنه يشهد بنقيض ذلك فمعاوية قد جهز الجيوش بعد وفاة إمام المؤمنين علي كرم الله وجهه لقتل الحسن وغيره من الصحابة الذين لم يكن يحترمهم معاوية ولا يقدر لهم قدرهم فقتل منهم الآلاف وقد بلغ قتلى صفين على أقل تقدير أربعين ألفا كل هذا من أجل أن يورث الخلافة لابنه يزيد ويملكه رقاب الصحابة رضوان الله عليهم. أليس في هذا ما يدعونا إلى الوقوف لحظة والبحث والتساؤل فيما نعتقده ونكرره؟
السؤال: كيف كان معاوية يقدر الصحابة ويجل آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي قاتل عليا ونازعه الخلافة بغير حق وسمم الحسن ؟ يفترض في معاوية لو كان يجل آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أن يسمع ويطيع لعلي رضي الله عنه ولكن لعله اجتهد كما اجتهد كثيرون في دماء المؤمنين وما نزال نرى ثمرات اجتهادتهم في حمص وإدلب وقبلها في نبغازي ومصراتة وفي صنعاء وحضرموت ... دماء تسيل وتهراق دماء مسلمين موحدين لله تعالى ...كله اجتهاد والمجتهد مصيب ... عجبا عجبا
وهل تنطبق أحاديث مفارقة الجماعة ومن فارق الجماعة مات ميتة جاهلية كما رواه أحمد وغيره على معاوية أم أننا نقول إن عليا إمام غير شرعي؟ وما محل أحاديث السمع والطاعة للإمام من أفعال معاوية مع علي كرم الله وجهه؟