أخي الفاضل عمر، نبدأ بالعنوان الذي يتكون من شطرين :
الإنتخابات جائزة شرعا : قد يكون كلامك صحيح استنادا لما اوردت من كلام العلماء و قد يكون ان الامر اجتهاد فيكون هناك خلاف بينهم و قد يكون خاطئا اذا كانت الفتوى خاصة لحالة خاصة او خطأ في الاجتهاد، لا عصمة و لا تقليد لأحد.
فلتكفوا ألسنتكم عنها : هذا اقصاء للرأي الآخر بصريح العبارة و امر بالتزام السكوت، لا للديمقراطية باسم الديمقراطية؟؟؟؟
ندخل الى صلب الموضوع و قبل ذلك ننبه الى امرين :
اولا، ما رأيك في تراجع الشيخ الالباني رحمه الله عن الفتوى التي كانت خاصة بالفيس في الجزائر حول الانتخابات -خاصة ان فتواه كانت من باب اخف الضررين لا ان الانتخابات جائزة في ذاتها- بعدما رأى النتيجة في الجزائر.
لمشاهدة الفديو :حكم الانتخابات – الألباني
https://www.safeshare.tv/w/YLNwAriAKk فديو آخر :رد الشبهات في جواز دخول الانتخابات والبرلمانات
https://www.safeshare.tv/w/tWXfTMXRHk
و ها هو نص الفتوى للشيخ الألباني رحمه الله :)إن المشاركة في الانتخابات هو ركون إلى الذين ظلموا ) في شريط " خطر الدخول في الانتخابات و البرلمانات " .
ثانيا، هناك من العلماء من يكنون احتراما متبادلا للشيخ الالباني و للهيئة و للشيخ ابن العثيمين -رحم الله امواتهم و حفظ أحياءهم- و قالوا بحرمتها فالامر يحتاج الى تفصيل لا ذكر الجواز على الاطلاق كما في الموضوع من غير نعت البقية بالغلو و التشدد.
لطالما نسمع هنا وهناك لبعض الفرق المنتسبة للنهج السلفي...قلت بعض وليس كلهم بل يمكنني القول غلاتهم..ينكرون على غيرهم التوجه الى صناديق الإقتراع والإدلاء بأصواتهم لإختيار ممثليهم...في المجاس التشريعية وغيرها في ظل النظام الديمقراطي.
بعد التنبيهين اللذين اوردتهما آنفا و على قولك أن الشيخ الألباني و الشيخ الفوزان –احد اعضاء الهيئة- تابعون لبعض الفرق السلفية و حسب رأيك من غلاتهم و انهم متشددون. متى نحترم كلام أهل العلم و نقول بصدر رحب من اصاب له اجران و من اخطأ فله اجر أم أن الفتوى لم توافق ما في النفوس؟؟؟
قالوا حرام وسلوك كفري
قالوها علماء و من بينهم من أوردتهم فلنا احترام قولهم و الاخذ بالحق
.فهل سنأخذ بقولهم بعدما اطلعنا على فتاو لعلماء أجلاء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟</SPAN>
وهذا سؤال مقدم للشيخ الفوزان حفظه الله عضو هيئة كبار العلماء عن حكم الانتخابات
حكم الانتخابات والمظاهرات
العدد 11358
الاثنين 8 رمضان 1424
3 نوفمبر 2003
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وأصحابه أجمعين وبعد:
فقد كثر السؤال عن حكم الانتخابات والمظاهرات بحكم أنهما أمر مستجد ومستجلب من غير المسلمين، فأقول وبالله تعالى التوفيق:
1- أما الانتخابات ففيها تفصيل على النحو التالي:
أولاً: إذا احتاج المسلمون إلى انتخاب الإمام الأعظم، فإن ذلك مشروع بشرط أن يقوم بذلك أهل الحل والعقد في الأمة والبقية يكونون تبعا لهم، كما حصل من الصحابة رضي الله عنهم حينما انتخب أهل الحل والعقد منهم أبا بكر الصديق رضي الله عنه وبايعوه، فلزمت بيعته جميع الأمة، وكما وكَّل عمر بن الخطاب رضي الله عنه اختيار الإمام من بعده إلى الستة الباقين من العشرة المبشرين بالجنة فاختاروا عثمان بن عفان رضي الله عنه وبايعوه فلزمت بيعته جميع الأمة.
ثانياً: الولايات التي هي دون الولاية العامة فإن التعيين فيها من صلاحيات ولي الأمر بأن يختار لها الأكفياء الأمناء ويعينهم فيها، قال الله تعالى: { (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) }، وهذا خطاب لولاة الأمور، والأمانات هي الولايات والمناصب في الدولة جعلها الله أمانة في حق ولي الأمر وأداؤها اختيار الكفء الأمين لها، وكما كان النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه وولاة أمور المسلمين من بعدهم يختارون للمناصب من يصلح لها ويقوم بها على الوجه المشروع.
وأما الانتخابات المعروفة اليوم عند الدول فليست من نظام الإسلام وتدخلها الفوضى والرغبات الشخصية وتدخلها المحاباة والأطماع ويحصل فيها فتن وسفك دماء ولا يتم بها المقصود، بل تصبح مجالا للمزايدات والبيع والشراء والدعايات الكاذبة.
2- وأما المظاهرات فإن الإسلام لا يقرها لما فيها من الفوضى واختلال الأمن وإتلاف الأنفس والأموال والاستخفاف بالولاية الإسلامية، وديننا دين النظام والانضباط ودرء المفاسد وإذا استخدمت المساجد منطلقا للمظاهرات والاعتصامات فهذا زيادة شر وامتهان للمساجد وإسقاط لحرمتها وترويع لمرتاديها من المصلين والذاكرين الله فيها، فهي إنما بنيت لذكر الله والصلاة والعبادة والطمأنينة.
فالواجب على المسلمين أن يعرفوا هذه الأمور ولا ينحرفوا مع العوائد الوافدة والدعايات المضللة والتقليد للكفار والفوضويين. وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
المصدر - من مجموعة مقالات الشيخ الفوزان حفظه الله</SPAN>
يتبع ان شاء الله