[ابن ادريس الاصغر]

رابعا: الدخول في البرلمان لمصلحة الدعوة.
وهذه قضية معاصرة وهي الدخول في البرلمانات الشركية من أجل مصلحة الدعوة ، فالدخول مع الحكومات الشركية لهذا الغرض والتحالف مع العلمانيين لأجل أطماع سياسية ، فالشاهد لهذه القاعدة قوله { وسبحان الله وما أنا من المشركين } ، أي ؛ يدعو إلى الله منـزها الله أن يدعو إليه بشرك أو بكفر . فالدعوة والسبيل إلى إرجاع أمجاد الأمة وتحكيم شرع الله لا يكون بالوسائل الشركية المحرمة ، فإن ما عند الله لا ينال بمعصية .. ونصر الله لا ينال بالإشراك به، وأعظم المصالح والضرورات في ديننا وفي دعوتنا وفي حكم الله هو إخراج الناس من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد والدعوة إلى إقامته وتمكينه في الأرض .. ففيه أرسلت الرسل كافة، ومن أجله أنزلت الكتب جميعها .
فالسبيل إلى تحقيقه هو سبيل النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعه من السابقين من رعيل السلف فهم القدوة في هذه الطريق، والأسوة فيهم وحدهم ،قال تعالى : ( ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون () أولئك الذين ءاتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين () أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده …)
وقال سبحانه : ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤ منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده …).
فالسبيل والطريق، إنما هو بالتزام هذه الملة العظيمة ، والدعوة إلى هذا التوحيد العظيم، وتربية الشباب عليه، وإعدادهم للجهاد من أجل تحقيقه، وإقامته في الأرض على منهاج النبوة .
لا الإنتخابات البرلمانية والمعارضة السياسية بل الدعوة الربانية .. التي قال الله تعالى فيها : ( قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين )
والله أعلم وصلى الله على المصطفى وآله والله الموفق .