
تردد عمي صالح في التعقيب فهو لم يستوعب من أين يبدأ
لكنّه آثر إلاّ أن يخبره بالحقيقة فاسرد قائلا :
نعم ... يا ابني في الحقيقة أعرف أمّك وجدّتك و أشهد لهما بكل خير
رحمهما الله و أظنّك الآن رجل حاول معالجة نفسيّتك بنفسك
و تذكّر أن الأمور ليست دائما كما تبدو عليه ...
قاطعه تميم : جدّتي لا تزال على قيد الحياة
أما الأمور فدعني أخبرك عنها :
إنّي منذ قرابة الأسبوعين لحظة وفاة أمّي و أنا أهيم كالمتشرّد في الشوارع
أحدّث نفسي كالمجنون
و أبحث عن هويّتي من جديد
كأنّي فقدت ذاكرتي
و رائي زوجة تبحث عنّي و طفلين
ودعني أخبرك شيئا عن المشاكل :
لم يعرف أحد قط حجم الحرمان مثلي و أمي
لست أريد غير الثأر لها أين كان أبي و ما حجّته
الأمر لا يتعلّق بي وبنفسيّتي بل بأمّي
و بهذا الأناني
قاطعه عمّي صالح فهو لم يحتمل :
لم يكن أنانيّا بل بحث عنكما طول حياته
حتّى أنّه أقام عزاءً
كان ردّا مفحما لتميم : هل تراك أنت هو ؟
... يتبع...
