مصادر تركية تكشف ما كان مأمولا من "موقعة الزبداني" وكيف "يقضم" الجيش السوري مناطق سيطرة "المتمردين" بهدوء

جهينة نيوز:
كشفت شخصية سياسية تركية مقربة من الاستخبارات التركية عن مشاعر خيبة الأمل التي تنتاب كل المسؤولين الأتراك تجاه المعارضين السوريين في مجلس اسطنبول وما يسمى بالجيش الحر.
وقال المصدر يبدو أن تركيا وقطر والسعودية وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وقعت ضحية للوعود الفارغة التي أطلقتها "جنرالات المعارضة في هاتاي" (في إشارة إلى ما يسمى بالجيش الحر) وساندهم فيها المسؤولون العسكريون والأمنيون للتنظيمات السورية في الخارج التي تعهدت بإشعال حلب وشام شريف "دمشق" بالتظاهرات وبالعمليات العسكرية.
وكشف المصدر التركي –حسب موقع عربي برس- بأن ضباط الاستخبارات التركية يتناقشون الآن في نوعية العقاب الذي يجب أن ينزلوه بمن ورطوهم أمام قيادتهم السياسية بضمان تحريك العاصمة السورية وحلب قبل موعد انعقاد مؤتمر "أصدقاء سورية" في تونس.
ومن جهتها القيادة السياسية التركية تورطت أيضا في تعهدات قطعتها لحلفائها العرب والأميركيين وكانت النتيجة سقوط ريف دمشق وسقوط حمص وقصف مدفعي سورية لنقاط "الجيش الحر" على الحدود التركية تماما مع سورية وتدمير مقراته.
يذكر بأن القيادي في المجلس الوطني وفي الإخوان المسلمين أحمد رمضان وعد في تصريح صحافي بتاريخ التاسع عشر من الشهر الحالي بمفاجآت في العاصمة السورية ستقلب الموازين.
وأضافت المصادر أن الخلافات بين قائد ما يسمى الجيش السوري الحر رياض الأسعد، ورئيس المجلس العسكري الثوري الأعلى مصطفى الشيخ هي السبب في هذا الفشل العسكري المريع في ريف دمشق وفي حمص، كما إن الإخوان المسلمين يبالغون في قوة ميليشياتهم بينما تستغل الحكومة السورية الخلافات بين الأطراف العسكرية للمعارضة لتسديد الضربات لهم دون أن يتكبد خسائر تذكر.
وكشف المصدر أنه اطلع على تقارير المخابرات التركية عن أحداث الزبداني التي كان من المفترض أن تكون رأس الحربة في سحق هيبة الجيش النظامي من خلال الإمكانيات التي توفرت للمقاتلين فيها ، حيث زرعت الطرقات بالفواصل الترابية العالية وسدت كل المداخل بالأتربة والمتاريس والشاحنات وحفرت الخنادق لمنع الدبابات من التقدم وزود المقاتلون بأسلحة تضرب الدبابات في مقتل إضافة إلى أن الافا من العبوات الموجهة المعدة سلفا بأوزان عالية زرعت في كل المحاور التي مكن أن يدخلها الجيش السوري وفي محصلة المعركة خسر الجيش السوري بضع دبابات ودخل المدينة واستولى على أطنان الأسلحة والذخائر التي أرسلت اليها والسلام!.
وفي حين كان من المفترض أن تتحول الزبداني إلى مفخرة قتالية للجيش الحر سقط من مقاتليه في مواجهة الجيش السوري ثمانية فقط من أصل خمسمئة واجهوا فعليا الجيش النظامي بينما فر ألف منهم قبل إندلاع القتال ، ومع ذلك فإن قلة الإصابات لا تعكس بأس الجيش الحر بل تعكس حقيقة أن الأهالي ضغطوا على أبنائهم فسلموا أسلحتهم بالمئات وحصلوا على عفو فوري ومن توجهوا إلى الجبال يقيمون الآن في المغاور بإنتظار وسيلة للرحيل بعيدا عن حلم " فتح دمشق " .
ويتابع المصدر التركي كشف ما كان سيجري في سورية خلال الأسابيع الماضية فيقول: بينما كان يفترض أن تتحول حمص إلى مجزرة اخذة في التعاظم تُحرج روسيا والصين وتبرر التدخل العسكري الخارجي ، ها هو الجيش النظامي يقضمها قليلا قليلا ونحن نتفرج دون أن يتمكن المعارضون من تحويلها إلى وسيلة لتحريض باقي المدن السورية لنصرتها.
من سيدفع الثمن وما هي المشكلة بين الشيخ والأسعد؟
يقول مصدر في مجلس اسطنبول مقيم فيها: على الرغم من توقيعهما لوثيقة تعاون مشترك منذ فترة ليست ببعيدة، إلا أن خلافات رياض الأسعد ومصطفى الشيخ انعكست ايضاً على المعارضة السورية المنقسمة على نفسها اصلاً، فعدنان العرعور يؤيد الأسعد بينما يقف معظم اعضاء المجلس الوطني الى جانب مصطفى الشيخ.
المصدر المعارض الموجود في تركيا اكد "ان خلاف الشيخ والأسعد سيساهم ربما في تعيين العميد فايز عمرو قائداً للجيش الحر مشيرة الى "ان التأخر عن إعلان تعيين عمرو مرده أنه يضع عدة شروط من اجل القبول ومنها رفضه القاطع الإقامة في المخيمات شأنه شأن الأسعد والشيخ".
المصادر تلفت الى "أن توجها تركياً يقضي بعدم سحب جميع الصلاحيات التي يتمتع بها العقيد رياض الأسعد على خلفية انتماءه الى جماعة الإخوان المسلمين كما أنه يحظى بتأييد من التيار السلفي المتمثل بالشيخ عدنان العرعور"، وكما هو معروف والكلام للمصدر" يدير الإخوان والسلفيين دفة الاضطرابات في سورية، وبالتالي تبحث الاستخبارات التركية عن تأمين مخرج لائق للأسعد خشية حصول ردة فعل من هذين التيارين قد يتسبب في شرذمة الحراك اكثر".