ولكي تعم الفائدة أحببت بدءا أن أطرح قصيدة شوقي ومعارضة طوقان لها
وبدءا من المنطلق حيث قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي
إذ يقول .. :
قُـمْ للمعلّـمِ وَفِّـهِ التبجـيـلا=
كادَ المعلّـمُ أن يكـونَ رسـولا
لأعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي=
يبني وينشئُ أنفسـاً وعقـولا؟
سبحانـكَ اللهمَّ خيـرُ معـلّـمٍ=
علَّمتَ بالقلمِ القـرونَ الأولـى
أخرجتَ هذا العقلَ مـن ظلماتـهِ=
وهديتَهُ النـورَ المبيـنَ سبيـلا
أرسلتَ بالتوراةِ موسى مرشـداً=
وابـنَ البتـولِ فعلّـمَ الإنجيـلا
فجّرتَ ينبـوعَ البيـانِ محمّـداً=
فسقى الحديثَ ونـاولَ التنزيـلا
إنَّ الذي خلقَ الحقيقـةَ علقمـاً=
لم يُخلِ من أهلِ الحقيقـةِ جيـلا
أوَ كلُّ من حامى عن الحقِّ افتنى=
عندَ السَّوادِ ضغائنـاً وذحـولا؟
لو كنتُ أعتقدُ الصليبَ وخطبَـه=
لأقمتُ من صلبِ المسيحِ دليـلا
تجدُ الذين بنى "المسلّةَ" جدُّهـم=
لا يُحسنـونَ لإبـرةٍ تشكـيـلا!
الجهلُ لا تحيـا عليـهِ جماعـةٌ=
كيفَ الحياةُ على يديّ عزريـلا؟
ربُّوا على الإنصافِ فتيانَ الحِمى=
تجدوهمُ كهفَ الحقـوق كهـولا
فهوَ الذي يبني الطبـاعَ قويمـةً=
وهوَ الذي يبني النفوسَ عُـدولا
وإذا المعلّمُ لم يكنْ عدلاً، مشـى=
روحُ العدالةِ في الشبابِ ضئيـلا
وإذا أتى الإرشادُ من سببِ الهوى=
ومن الغرورِ، فسَمِّـهِ التضليـلا
وإذا أصيبَ القومُ فـي أخلاقِهـمْ=
فأقـمْ عليهـم مأتمـاً وعويـلا
وإذا النساءُ نشـأنَ فـي أُمّيَّـةٍ=
رضعَ الرجالُ جهالـةً وخمـولا
ليسَ اليتيمُ من انتهى أبواهُ مـن=
هـمِّ الحيـاةِ، وخلّفـاهُ ذلـيـلا
إنَّ اليتيمَ هوَ الـذي تلقـى بـهِ=
أمّـاً تخلّـتْ أو أبَـاً مشغـولا [/poem]
وهذه معارضة إبراهيم طوقان
إذ يقول .. :
شَوْقِي يَقُولُ وَمَا دَرَى بِمُصِيبَتِي=
قُـمْ لِلْمُعَلِّـمِ وَفِّـهِ التَّبْجِـيـلا
اقْعُدْ فَدَيْتُكَ هَـلْ يَكُـونُ مُبَجَّـلاً=
مَنْ كَانِ لِلْنَشْءِ الصِّغَارِ خَلِيـلا
وَيَكَادُ يَفْلِقُنِـي الأَمِيـرُ بِقَوْلِـهِ=
كَادَ الْمُعَلِّـمُ أَنْ يَكُـونَ رَسُـولا
لَوْ جَرَّبَ التَّعْلِيمَ شَوْقِي سَاعَـةً=
لَقَضَى الْحَيَاةَ شَقَـاوَةً وَخُمُـولا
حَسْـب الْمُعَلِّـم غُمَّـةً وَكَآبَـةً=
مَرْأَى الدَّفَاتِـرِ بُكْـرَةً وَأَصِيـلا
مِئَةٌ عَلَى مِئَةٍ إِذَا هِـيَ صُلِّحَـتْ=
وَجَدَ العَمَى نَحْوَ الْعُيُونِ سَبِيـلا
لَوْ أَنَّ في التَّصْلِيحِ نَفْعَاً يُرْتَجَـى=
وَأَبِيكَ لَـمْ أَكُ بِالْعُيُـون بَخِيـلا
لَكِـنْ أُصَلِّـحُ غَلْطَـةً نَحَوِيَّـةً=
مَثَـلاً وَاتَّخِـذ الكِتَـابَ دَلِـيـلا
مُسْتَشْهِدَاً بِالْغُـرِّ مِـنْ آيَاتِـهِ=
أَوْ بِالْحَدِيـثِ مُفَصّـلا تَفْصِيـلا
وَأَغُوصُ في الشِّعْرِ الْقَدِيمِ فَأَنْتَقِي=
مَا لَيْـسَ مُلْتَبِسَـاً وَلاَ مَبْـذُولا
وَأَكَادُ أَبْعَثُ سِيبَوَيْهِ مِـنَ الْبلَـى=
وَذَويِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرُونِ الأُولَـى
فَأَرَى (حِمَارَاً ) بَعْدَ ذَلِـكَ كُلّـه=
رَفَعَ الْمُضَافَ إِلَيْـهِ وَالْمَفْعُـولا
لاَ تَعْجَبُوا إِنْ صِحْتُ يَوْمَاً صَيْحَةً=
وَوَقَعْتُ مَا بَيْنَ الْبُنُـوكِ قَتِيـلا
يَا مَنْ يُرِيـدُ الانْتِحَـارَ وَجَدْتـهُ=
إِنَّ الْمُعَلِّـمَ لاَ يَعِيـشُ طَويـلا [/poem]
قصيدة شوقي يقول للدكتور مسعد زياد
إذ يقول .. :
شوقي يقـول ولـم يحــس بكـربتي = " قم للمعلــم أوفــه التبجيــــلا "
عجبا " لشوقي " أن يقــول ومـا درى = أمسى المعلــم . . . بائعــا مجهولا
حمل الدفاتر . . فوق كاهــل ظهــره = كالعير تجهــل ما تقـــل ثقيـــلا
ولبئــس ما حمــل المعلــم إنــه = حمل الهموم على الزمـان ذليـلا . . !
في الفصل يصرخ . . لا يمل كأنــه = وحش يصـــارع أذؤبـا ووعـــولا
* * *
وإذا تفــرغ لحظــة مـن حصــة = وجــد الأوامـر ينتظــرن طويــلا
خــذ ذا ودعـك الآن مـن كســـل = انهض وسجـل ما رأيـــت مثيــلا
ومتى انتهيت وفيك بعض من قـوى = تجـد المـدير . . مكشـرا مشغــولا
يلقــي الأوامـر إن رضيت فحبــذا = وإذا عصيت يكــون يومـك نيـــلا
ومتى فرغـت مـن الكتابة لم تجــد = غير الدفـاتر .. . للهـلاك سبيـــلا
* * *
رزم علــى رزم يغمــك شكلهـــا = بـل لا أبالــغ إذ تــرى عزريــلا
فيهـا المصائــب دونت بأصابـــع = خلقــت وربــك للأذى تفصيـــلا
فيها المهــازل لو نظرت لبعضهـــا = لبكيت حـزنا . . أو قضيت ذهــولا
تاللـه يا مـلك القصيــد . . خذلتني = ورميــت مثلي فــي الهلاك قتيــلا
وأراك تعلـــن في قصيــدك أنـه = " كـاد المعلـم أن يكــون رسـولا "
* * *
لو جــرب التدريس شوقـي حصــة = لقضى الحياة . . مهلوسا مخبــولا
هيهـات يومـا أن يكـون معلمـــا = غيــر الــذي ورث الجنـون بديـلا
عشـرون عاما قــد قطعت مدرســا = مــاذا جنيت سوى العــذاب خليلا ؟
لـو كنــت أملك أن أغيــر أمتـي = لوهبـت نفســي للــورى قنديــلا
لكنـه قــدري . . وإنــي مؤمـن = فاقبل بحظك . . أو فمــت معلــولا
* * * [/poem]شعر . .
وهذه قصيدة أخرى عنوانها : أخطأت يا طوقان فيما قلته لصاحبها
الأستاذ محمد عيد العوفي
إذ يقول .. :
طوقان يبكي والسعـادة حولـه=
هوّن عليـك فليـس ذا تحليـلا
العلـم نـورٌ والمعلـم شمـعـةٌ=
والحمل في التعليـم جـدّ ثقيـلا
أخطأت يا طوقـان فيمـا قلتـه=
شوقي أميرٌ لن يكـون كسـولا
لو جرّب التعليم شوقـي ساعـة=
لقضى الحيـاة معلمـا ودليـلا
وأختار أن يبقى وجـر رفاقـه=
وتحولوا عن شغلهـم تحويـلا
شوقي يقول وقد أصاب بقولـه=
(كاد المعلم أن يكـون رسـولا)
لكن شوقـي كـان يـدرك أنـه=
مهما يقول فلن يكـون عـدولا
عذرا فإني لن أكون بجانب "الطو=
قان" أيضاً لـن أكـون ميـولا
إني سأختصر الطريـق لأننـي=
أخشى بأن أجد الطريق طويـلا
أعـط الحمـار حـلاوة علميّـة=
واستخدم اللفظ الجميـل سبيـلا
تجد الحمير تحولـت وبسرعـة=
تذهلـك فرسانـا تقـود خيـولا
منقول للفائدة