مدينة تربعت على عرش القلوب ، وأسرت من ذوي العقول عقولهم ، بسحرها وجاذبيتها ، فكانت مهوى أفئدة العالم من مسلمين ومسيحيين ويهود ، ترنو إليها العيون ، وتشدو باسمها أعذب الألحان ، شرّفها الرحمن بمكانة قدسية إلى يوم الدّين بعد أن صلّى بها النبيّ الأمين ..
القدس
أرض الخير والبركات ، وأرض المحشر والمنشر ، مسرى النبي ومعراجه إلى السماء وإليها كانت الوجوه تتجه بالصلاة قبلةً المسلمين الأولى ، فيها العصمة من الدجال ، وإليها تُشدّ الرحال ، فيها المسجد الأقصى وقبّة الصخرة ،
إنها المدينة التي تحكي قصّة صراع دام سنواتٍ طوال ، ومازالت ترزح تحت قيد الاحتلال و سطوته حزينة باكية مجد ها وعزّتها ..
إنها حكاية مدينة أسيرة تبعتها قصص انتهاك حرمة الأقصى واغتصاب فلسطين ..
فعاشت القدس أياماً سود ..
حرباً ضروساً قبل اليوم الموعود
ولا تسمع القدس غير الوعود
و تدعو للجهاد الذي به الحق يعود ..
فانطلق شباب الهدى وكانوا الجنود
في وجه الباغي الحقود ..

إلى كل من أراد أن يعرف أسباب تركيز الاحتلال على محو الآثار الإسلامية والعربية لهذه المدينة العريقة ، ورغبته في تجريف أراضيها لبناء مستعمرات وتوطين اليهود فيها ، ولماذا جعلوا القدس في بؤرة اهتمامهم و أنفقوا ومازالوا ينفقون الأموال الطائلة لتهويدها تمهيداً لجعلها عاصمة كيانهم الغاصب وتكون إحدى أكبر المستعمرات في فلسطين ، فكيف حققوا أهدافهم ووصلوا لمبتغاهم ..هذا وغيره مما ستعرفونه بمتابعة حملتنا الجهادية الإلكترونية التي اتخذت من المعلومة الموثقة سلاحاً في مواجهة الإعلام الصهيوني المضلل ، فلأجل عيونها اجتمعنا وانطلقنا ، و درسنا وقرأنا ، وبحثنا لنحقق ولو جزءاً يسيراً لنصرتها ،
و صدق الشاعر لطفي زغلول في قصيدته الرائعة القدس في البال :
يا قُدسُ أنتِ لنا وإن تتغيَّرِ .. الأسماءُ والألقابُ والأثوابُ
يأبى عرينُكِ أن تُضامَ أسودُهُ – وتَسودَ ساحاتِ العرينِ ذِئابُ
كم غاصبٍ سمَّاكِ دارَ مقامِهِ – وهماً .. ودارُ الغاصبينَ خَرابُ
خابَ الغــزاةُ فما اســــتقرَّ مُقامُهم – مرّوا عليكِ كما يمرُّ سَحابُ
نادى حُماةَ رِحابِهِ .. والمَسجدُ الأقصى .. إذا نَادى الحُماةَ يُجابُ
واللَّيلُ مهما طالَ آتٍ فجرُهُ .. ولنا لحضنِكِ عودةٌ وإياب
و نُذكّر كل من يتفضل مشكوراً بمتابعتنا أنّ المتابعة والمداخلة والإطّلاع يُحتسب من باب نُصرة دين الله
فهل تنتصرون لزهرة المدائن يا مسلمون ؟
وصدق عزّ وجلّ : (( إن تَنصُروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )) ..
2012م
