سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه هو سالم بن معقل مولى أبي حذيفة ، وكانت قد أعتقته زوجة أبي حذيفة رضي الله عنهم أجمعين . وكان من أشهر قراء القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . أخرج البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد قباء فيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد وعامر بن ربيعة " وفي رواية وكان أكثرهم قرآنًا . وهو أحد الأربعة الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم : خذوا القرآن من أربعة وأخرج الإمام أحمد بن حنبل بسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت : استبطأني رسول الله ذات ليلة ، فقال : "ما حبسك" قلت : إن في المسجد لأحسن مَنْ سمعت صوتًا بالقرآن ، فأخذ رداءه ، وخرج يسمعه فإذا هو سالم مولى أبي حذيفة ، فقال : "الحمد لله الذي جعل في أمتي مثلك . قال ابن حجر : (وروى ابن المبارك أيضًا فيه : أن لواء المهاجرين كان مع سالم فقيل له في ذلك ، فقال : بئس حامل القرآن أنا -يعنى إن فررت - فقطعت يمينه فأخذه بيسار فقطعت فاعتنقه إلى أن صرع ، فقال لأصحابه : ما فعل أبو حذيفة ؟ يعني مولاه ، قيل : قتل ، قال : فأضجعوني بجنبه . . . ) وكان ذلك يوم اليمامة رضي الله عنه وأرضاه . أم ورقة الشهيدة رضي الله عنها هي أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث بن عويمر بن نوفل الأنصارية ، روي عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم لما غزا بدرًا قالت له : ائذن لي فأخرج معك فأمرض مرضاكم ، ثم لعل الله أن يرزقني الشهادة قال : قرِّي في بيتك فإن الله يرزقك الشهادة فكانت تسمى الشهيدة ، وكان لها غلام وجارية قد دبرتهما فقاما إليها بالليل فغمياها بقطيفة لها حتى ماتت ، فلما أصبح عمر رضي الله عنه قال : والله ما سمعت قراءة خالتي أم ورقة البارحة فدخل الدار فلم ير شيئًا فدخل البيت فإذا هي ملفوفة في قطيفة في جانب البيت فقال : صدق الله ورسوله (أي صدقت نبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم إذ كان يسميها : الشهيدة)- وكان صلى الله عليه وسلم يقول : انطلقوا بنا نزور الشهيدة - فصعد عمر المنبر فذكر خبر موتها للناس ، وقال : عليَّ بهما ، فأتي بهما فسألهما فأقرَّا أنهما قتلاها فأمر بهما فصلبا ، وكانا أول من صلب بالمدينة المنورة شرفها الله تعالى . وكانت أم ورقة رضي الله عنها قد قرأت القرآن واستأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في أن تتخذ في دارها مؤذنًا لها وكانت تؤم أهل دارها ، وكانت ممن اشتهر بقراءة القرآن من النساء رضي الله عنها وأرضاها . أبو زيد رضي الله عنه هو ثابت بن زيد بن قيس بن زيد بن النعمان بن مالك الأنصاري الخزرجي : وقيل اسمه أوس وقيل معاذ وهو ممن جمع القرآن حفظًا فحفظه كله في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وهو من كبار الصحابة رضي الله عنهم قال الذهبي : (قال النحوي - سعيد بن أوس بن ثابت - : هو جدي شهد أحدًا ، وهو أحد الستة الذين جمعوا القرآن ، نزل البصرة واختط بها ثم قدم المدينة فمات بها فوقف عمر على قبره فقال : يرحمك الله أبا زيد ، لقد دفن اليوم أعظم أهل الأرض أمانة" . . . .نتوقف عند نهاية الفصل الأول . . . المصدر