منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - *** العناية بالقرآن الكريم في العهد النبوي الشريف ***
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-03-27, 16:16   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عمي صالح
مشرف عام
 
الصورة الرمزية عمي صالح
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام أفضل خاطرة المرتبة  الثانية وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام الحفظ 
إحصائية العضو










Flower2 *** العناية بالقرآن الكريم في العهد النبوي الشريف ***

فضل القرآن الكريم وفضل تلاوته وأثر ذلك في حياة الناس
القرآن هو كلام الله الذي يخاطب به كل واحد منا صباح مساء ، وقد سبقت في المقدمة الإشارة إلى أوصافه التي تعرف بها مكانته ، فالفضل كل الفضل في قراءة حروفه وفهم معانيه والوقوف عند حدوده ، لعلَّنا أن نكون من أهله فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن لله أهلين" قيل : من هم يا رسول الله ؟ قال : "أهل القرآن ، هم أهل الله وخاصته .

والحديث عن فضل القرآن وفضل تلاوته وأثر تلاوته في حياة الناس حديث قد يطول ، لما للقرآن من فضل ، ولما ورد فيه من الأدلة الكثيرة ، ولما كان من الصعب حصر كل ذلك في هذا البحث الموجز رأيت أن أقدم إشارات لطيفة إلى بعض ذلك ، فما لا يدرك كله لا يترك جله ، وإليك أيها القارئ الكريم شيئا من تلك الأدلة التي جمعتها وحاولت الربط بينها ربطًا خفيفًا إما بتقديم للآية أو بذكر تفسير مختصر لها .
قلت : وبمعرفة صفات القرآن الكريم الواردة في آياته الكريمة والأحاديث والآثار وبتدقيق النظر فيها يتجلى لنا فضل القرآن الكريم ، ذلك الفضل الذي لم يقتصر على الأمة الإسلامية فقط بل تعداها إلى البشرية بعامة ، فالقرآن مصدر الهداية المنزه عن الشك والريب ، كيف لا وهو كلام الله الذي قاله بنفسه وأنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لهداية الثقلين الجن والإنس ، قال تعالى : الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (البقرة : 1-2) ، وقال تعالى : شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ ( البقرة : 185) ، وقال تعالى : إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ( الإسراء : 9) .
فأصح طريق وأقومه هو ما هدى وأرشد إليه القرآن الكريم لأنه النور المبين الذي ينير الطريق للبشرية في ظلمة هذه الحياة قال تعالى : وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ( البقرة : 99) ، وقال تعالى : الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (الحجر : 1) .
ولما له من الأثر العظيم والتأثير البالغ في النفوس ما لبثت الجن حين سمعته أن آمنت به ، قال تعالى : وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ (الأحقاف : 29-31) .
وقال تعالى مخبرًا عنهم مرة أخرى : قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ (الجن : 1-2) .
وانظر إلى أحد فصحاء العرب حين استمع القرآن ماذا قال : "والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه يعلو ولا يعلى عليه . . . " .
لكنه تحت تأثير قومه نكص على عقبيه وافترى على الله الكذب قال الله تعالى في خبره : إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ نَظَرَ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ ( المدثر : 18-25) .
بل ولا أبالغ إذا ما قلت إن عددًا كبيرًا من المسلمين الأوائل كان سبب إسلامهم وهدايتهم سماعهم لآيات القرآن التي انبهروا بها وعرفوا بتوفيق الله لهم أن هذا الكلام وهذه البلاغة والفصاحة لا يمكن أن تصدر عن بشر .
والآيات في وصف القرآن بأنه مصدر الهداية والإرشاد ، والقيادة إلى طريق السعادة والسداد كثيرة جدًّا ، ولكني اقتصرت منها على ما ذكرت ، والله ولي التوفيق .
والقرآن كذلك سبب لتنزل رحمة الله على عباده المؤمنين وسبب لمغفرة الذنوب وحصول الأجر والثواب ، قال تعالى : قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (الأعراف : 203) ، وقال تعالى : وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ( الأعراف : 52) وقال تعالى : وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (الأعراف : 170) .
وقال تعالى : وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (الإسراء : 82) ، فالرحمة من أوصاف القرآن فهو سبب للرحمة المتنزلة من الله على عباده المؤمنين ، فمن حفظه استحق الرحمة ، ومن قرأه استحق الرحمة ، ومن تدارس معانيه فكذلك ، قال صلى الله عليه وسلم : وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطَّأ به عملُه لم يسرع به نسبُه بل والرحمة بالقرآن تتجاوز حفظه وتدارسه بكثير فمن استمع له وأنصت استحق الرحمة قال تعالى : وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (الأعراف : 204) ، أسأل الله أن يرحمني وإياكم برحمته .
والقرآن كذلك دلالة وعلامة على الإيمان ، فلا يقرؤه إلا مؤمن ، ولا يهجره إلا فاسق ، ولا يبغضه إلا كافر صريح الكفر أو منافق ، قال تعالى في وصف عباده المؤمنين : الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ( البقرة : 121) .
وقال تعالى : ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا (فاطر : 32) ، فهؤلاء التالون لكتاب الله هم المؤمنون حقًّا الذين يعبدون الله حق عبادته ويرجون رحمته ، قال تعالى : إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (فاطر : 29) ، وقال تعالى : فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (الأعراف : 157) والله سبحانه وتعالى زكَّى هؤلاء بالقرآن وجعله مصدرًا لتزكية نفوسهم حتى تطهر وتسمو ، وأرسل إليهم نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم ليزكيهم ، قال تعالى : كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (البقرة : 151) ويؤكد الله هذا المعنى في آية أخرى فيقول : لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (آل عمران : 164) ويؤكد هذا المعنى مرة ثالثة إذ يقول : هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ( الجمعة : 2) .
والقرآن كذلك نور يضيء الطريق للمؤمنين وقد سمَّاه الله تعالى نورًا في كثير من الآيات ، وهو نور بذاته وسبب لكل نور يحصل لعباد الله المؤمنين قال تعالى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ( النساء : 174) .
وقال تعالى : قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ (المائدة : 15 ، 16) ، وقال تعالى : وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا (الشورى : 52) ، وقال تعالى آمرًا عباده المؤمنين بالإيمان بهذا النور بعد أمره إياهم بالإيمان بذاته وبرسوله صلى الله عليه وسلم : فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ( التغابن : 8) .
. . .يتبع . . .









رد مع اقتباس