(1)
أسبّحُ باسمكَ اللهُ
وليس سواكَ أخشاهُ
وأعلَمُ أنَّ لي قدرًا سألقاهُ .. سألقاهُ
وقد عُلِّمتُ في صغري
بأنَّ عُروبتي شَرَفي
وناصيتي وعنواني ..
وكنَّا فى مدارسنا نردد بعض ألحانِ
نغنِّي بيننا مثلا :
بلاد العرب أوطاني - وكل العرب اخواني
بلاد العرب أوطاني - وكل العرب اخواني
وكنَّا نرسم العربيّ ممشوقا بهامتهِ
له صدرٌ يصدُّ الرِّيحَ اذ تعوي
مُهَابًا فى عبائتهِ ..
وكنَّا محضَ أطفالٍ
تحرِّكنا مشاعرُنَا
ونَسْرَحُ في الحكاياتِ التى تروي بطولتَنا
وأنَّ بلادَنا تمتدُّ من أقصى الى أقصى
وأنَّ حُرُوبنا كانتْ
لأجل المسجدِ الاقصى
وأنَّ عدُوَّنا صهيونُ ، شيطانٌ لهُ ذَيْلُ
وأنَّ جيوشَ أمَّتنا لها فعلٌ كما السَّيْلُ
سَأبحرُ عندمَا أكْبُرْ..
سَأبحرُ عندمَا أكْبَرْ
أمرُّ بشاطىء البحرينِ في ليبيَا
وأجني التَّمر من بغدادَ في سوريَا
وأعبرُ من موريتانيا الى السُّودانْ
أسافرُ عبر مقديشيو الى لبنانْ
وكنتُ أخبِّىء الاشعارَ فى قلبي ووجداني
بلادُ العُرْبِ أوطاني
وكلُّ العُرْبِ إخواني
بلادُ العُرْبِ أوطاني
وكلُّ العُرْبِ إخواني ..
وحينَ كبرتُ لمْ أحصُلْ على تأشيرةٍ للبَحْرِ
لم أُبْحِرْ !
و أوقفني جوازٌ غيرُ مختومٍ على الشُّبَاكِ
لمْ أعبُرْ !
حينَ كبرتُ لم أُبحِرْ
ولمْ أعبُرْ !
كبرْتُ أنا وهذا الطِّفلُ لمْ يَكْبُرْ !
(2)
تُقاتِلُنَا طفولتُنَا ..
وأفكارٌ تعلّمنا مبادئها على يَدكُمْ
أيا حُكَّامَ أمَّتِنا ..
تُعذِّبنا طفولتُنَا
وأفكارٌ تعلَّمنا مبادئها على يدكُمْ
أيا حُكَّامَ أمَّتِنا ..
ألستُم مَنْ نشأنا في مدارِسِكُمْ ؟
تعلَّمنا مناهجكُمْ ؟
تعلَّمنا على يدكُمْ
بأنَّ الثّعلبَ المكَّارَ مُنتظِرٌ
سيأكلُ نعجةَ الحمقى إذا للنَّومِ ما خلدُوا !
ألستم من تعلّمنا على يدكُمْ
بأنَّ العُودَ محميّ بحزمتهِ
ضعيفٌ حينَ ينفرِدُ ؟
لماذا الفُرْقَة الحمقاءُ تَحكُمُنَا ؟!
ألستم من تعلّمنا على يدكُمْ
ان إعتصموا بحبلِ الله واتَّحدُوا ..
(3)
لماذا تحجُبُونَ الشَّمس بالأعلامْ ؟
تقاسمتُمْ عُرُوبتَنا ..
ودخلاً بينكُمْ صِرْنَا كما الأنعامْ ..
سَيبقى الطّفلُ في صَدْري يُعَاديكُمْ ..
تَقَسّمْنَا على يَدكُمْ فتَبَّتْ كلُّ أيْدِيكُمْ !
أنا العربيّ لا أخجَلْ
وُلدْتُ بتونسَ الخضرَاء منْ أصلٍ عُمانيٍّ
وَ عُمرِي زادَ عنْ ألفٍ
وَ أمِّي لم تَزَلْ تَحْبَلْ !
أنا العربيّ في بغدادَ لي نخلٌ
و في السّودانِ شرياني
أنا مصريّ موريتانيا وجيبوتي وَ عمَّانِ ..
مسيحيّ وسنيّ وشيعيّ و كرديّ ودرزيّ وعلويّ
انا لا أحفظ الاسماء والحكّام إذ تَرْحَلْ ..
تشتّتنا على يدكُمْ
وكلُّ النّاس تتكتّلْ
سَئِمنا منْ تشتُّتنَا
وكلُّ النّاس تتكتّلْ ..
ملئتمْ فِكرنا كَذِبًا وتزويرًا وتأليفَا
أتجمعُنَا يَدُ الله وتُبعدِنَا يدُ الفِيفَا !!
هَجرْنَا ديننا عمدَا
فعُدْنَا الأوْسَ والخَزْرَجْ
نُولّي جَهْلَنَا فينا
ونَنْتَظرُ الغَبَا مَخْرَجْ !
(4)
أيا حكّام أمّتنا
سَيبقى الطّفلُ في صَدْرِي يُعَاديكمْ ..
يُقَاضيكُمْ ..
ويُعلِنُ شَعبنا العربيّ مُتَّحدَا
فلاَ السّودانُ مُنْقَسِمٌ
ولا الجولانُ محتلٌّ
ولا لبنانُ مُنْكسرٌ
يُدَاوي الجُرْحَ مُنفرِدَا
سيجمعُ لؤلؤاتِ خليجنا العربيّ فى السّودانِ
يزرعُها فينبتُ حبُّها في المغربِ العربي قمحَا
يعصرُ النّاس زيتا في فلسطين الابيّة
يشربُ الأهلُ في الصّومالِ أبدَا !
سيخرج من عبائتكُمْ - رعاها الله - للجمهور متَّقِدَا
هو الجمهورُ لا أنتمْ
هو الحكّام لا أنتمْ
أتسمعني جحافلكُمْ
أتسمعني دواوينُ المعاقلِ في حكومتكُمْ
هو الحكّامُ لا أنتمْ
ولا أخشى لكُمْ أحَدَا
هو الاسلامُ لا أنتمْ
فكفُّوا عن تجارتكُمْ
وإلاّ صَارَ مُرتدَّا
وخافُوا ..
إنَّ هذا الشعبَ حمَّالٌ
وإنَّ النُّوق إنْ صُرِمَتْ
فلنْ تجدوا لها لبنًا
ولنْ تجدوا لها ولدَا
(5)
أنا باقٍ
وشرعي فى الهوى باقِ
سُقينا الظّلمَ أوعيةً
سُقينا الجهلَ أدعيةً
مللْنَا السّقيَ والسَّاقِي ..
(6)
أحذّركمْ ..
سنبقى رغم فتنتكمْ ..
فهذا الشّعبُ موصولُ
حبائلكُمْ وإنْ ضَعفتْ
فحبلُ الله مفتولُ ..
(7)
سأكبرْ ..
سأكبُرُ تاركًا للطّفلِ فرشاتي ،
و ألواني
ويبقى يرسمُ العربيّ ممشوقًا بهامتهِ
ويبقى صوتُ ألحاني
بلاد العُرْبِ أوطاني
وكلُّ العُرْبِ إخواني ..
بلاد العُرْبِ أوطاني
وكلُّ العُرْبِ إخواني..