
و في الجانب الآخر من الزقاق كانت هي تبحث عنه و لكنّ للأسف
تتقدّم في نفس الإتّجاه مثله ؛ على نفس إيقاع الخطى و تواترها فلا
بعدا و لا قربا .........
ليتها فقط تلتفت وراءها .
زرقة في يدها من شدة و قع البرد على جسدها النحيل الحسّاس لا
تعيد إليها الرّوح سوى شهقاتها لتخطفها منها بعد ذلك كما أعادتها
.ليست تحرّك رأسها لكنّها تبحث عنه في كلّ الإتجاهات. فقد قيل لها
أنّه آخر مرّة شوهد هنا و تعلم يقينا أنّه رغم كلّ شيءسيظلّ يرتاد هذه
الشّوارع أكثر من مرّة . فهو الذي قال لها في يوم : " هذه الأزقّة هي
ذاتي فإن ضاعت نفسي سأجدها حتما هنا "
ما كادت أن ترتدّ إليها إحدى شهقاتها حتّى سقطت مغميّا
عليها . فهبّ جمعٌ من النّاس حولها نجدة و فضولا
فلم يعهدوا أن تسير امرأة لوحدها في هذا الوقت من اللّيل.
مرّ بجانب ذلك الحشد متثاقلا فجسده من يحرّكه أمّا الرّوح فهي
تسرح في اللاّ شيء ... و واصل سيره
غير مبالي ، بل قطعا لم ينتبه لشيء ...
...يتبع...