قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
الأجتهاد
تعريفه:
الاجتهاد لغة: بذل الجهد لإدراك أمر شاق.
واصطلاحاً: بذل الجهد لإدراك حكم شرعي.
والمجتهد: من بذل جهده لذلك.
شروط الاجتهاد:
للاجتهاد شروط منها:
1 ء أن يعلم من الأدلة الشرعية ما يحتاج إليه في اجتهاده كآيات الأحكام وأحاديثها.
2 ء أن يعرف ما يتعلق بصحة الحديث وضعفه؛ كمعرفة الإسناد ورجاله، وغير ذلك.
3 ء أن يعرف الناسخ والمنسوخ ومواقع الإجماع حتى لا يحكم بمنسوخ أو مخالف للإجماع!،
4 ء أن يعرف من الأدلة ما يختلف به الحكم من تخصيص، أو تقييد، أو نحوه حتى لا يحكم بما يخالف ذلك.
5 ء أن يعرف من اللغة وأصول الفقه ما يتعلق بدلالات الألفاظ؛ كالعام والخاص والمطلق والمقيد والمجمل والمبين، ونحو ذلك؛ ليحكم بما تقتضيه تلك الدلالات.
6 ء أن يكون عنده قدرة يتمكن بها من استنباط الأحكام من أدلتها.
والاجتهاد قد يتجزأ فيكون في باب واحد من أبواب العلم، أو في مسألة من مسائله.
ما يلزم المجتهد:
يلزم المجتهد أن يبذل جهده في معرفة الحق، ثم يحكم بما ظهر له فإن أصاب فله أجران:
أجر على اجتهاده، وأجر على إصابة الحق؛ لأن في إصابة الحق إظهاراً له وعملاً به، وإن أخطأ فله أجر واحد، والخطأ مغفور له؛ لقوله صلّى الله عليه وسلّم: "إذا حكم الحاكم فاجتهد، ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد، ثم أخطأ فله أجر" .
قلت : الشروط الذكورة هاهنا انما تختص بالعالم الذي يريد ان يفتي او يقضي في مسألة اجتهادية لا نص فيها ، او من يريد ان يفتي في نازلة حلت بالمسلمين و ليس له فيها امام .....
اما اتباع امر الله و الرسول و العمل بظاهره مع البحث و السؤال ، فالصواب ان هذا ليس اجتهادا بل يسمى اتباعا و لا يشترط لصاحبه ما ذكره المتؤخرون من الشروط بل يكفيه ان يكون عالما بالحد الادنى من لغة العرب و الذي يستلزم الفهم و الادراك .... و هذا الذي درج عليه السلف فلم يضعوا شروطا و حواجز تحول بين الناس و بين كلام الله او كلام رسوله بل إن الله عز و جل يأمر عباده بتدبر كتابه و العمل بما يقتضيه ..... و هذا خلافا لما ذهب اليه المتأخرون حيث زعوا ان النظر في كتاب الله و العمل به انما هو خاص بالمجتهدين و أن الناس تبع لهم ثم غلو في ذلك حتى قالوا ان زمن الاجتهاد قد و لى و لم يبقى الا التقليد ثم زعموا انه لا يجوز تقليد غير الائمة الاربعة .... بل ان بعضا منهم زعم أن الاخذ بظواهر الكتاب و السنة اصل من اصول الكفر!
و هذا كله تلبيس من تلبيسات ابليس ، غرضه صد الناس عن الوحي الذي هو حياة قلوبهم و ارواحهم ....
فإن قال قائل و ماذا لو كان النص منسوخا ، قلنا الاصل عدم النسخ و معرفة المنسوخ صار امرا سهلا ، يعرف بالبحث و السؤال.
فإن قال قائل و ماذا لو كان النص خاصا قلنا الاصل هو العموم و انما يعرف المخصوص بالبحث و السؤال و هكذا ....