كيف تستكين الذّاتَ
والدّربُ ضباب
والعيونُ دامعةٌ
من رُؤيا الخَراب
أشلاءُ رُضّعٍ تناثَرتْ
فبدَتْ
كبقايا فرائِس
مزّقتها الذّئاب
ودموعُ أمٍّ همعَت
فتورّمتْ وُجنتاها
من سَوطِ العذاب
أوطانُ الأصالة
تئنُّ وتنتحِب
والأهلُ رهائن غفلةٍ
لا عِتاب !
قد نامت ضمائرهم
بل ضيّعوا
مواسِم الصّحوة
بموتِ الصّواب
في انصِهارٍ يَلثمون
أقدامَ الذلِّ
كحُضنِ هوىً
يُميلُ الرِّقاب
طُمِسَتْ ملامِحُ عروبتهِم
بِسوادٍ حالِكٍ
كَلونِ الغُراب
رَضوا بالهزيمةِ
ورضَتْ بهم
فرُفِعَت إجلالا
لِموائِدِها الأنخاب
أَنَفْـــسي
بقولِ الشّرَفْ
يَرتعِدُ الهَدَفْ
تَحتقنُ الأنْفاسُ
تُعتقَلُ الأهدابْ
فهل أقترِف؟
أم أعترِف !
ماتَ الضّميرُ
ولا انتِساب
فلا الأصلُ يَشفع
ولا العينُ تدمَع
ولا الصّاحِبُ يَرأف
لِحالِ الأصحاب
أطيافُ سُخطٍ
ترتسِمُ بِعُنفٍ
تستنزِفُ الفِكرَ
فيُراقُ الجوابْ
سُفِكَتْ كرامتُنا
وإنْ أبينا
ارتخَتْ أطرافُنا
بِعُمقِ التّرابْ
شاخَتْ قلوبُنا
وإنِ انتفَضْنا
بدَتْ أجسادُنا
كَزيفِ السّراب
هلكَ من قالَ
هأنـــذا !
كيْفَ والجَلْدُ
باتَ الشّبَح المُهاب
كيفَ والعار
استَكنَ الدّيار
فبكَتْ قلوبٌ
وبكى السَّحابْ
أيا ربّاهُ اُنظُرْنا
بِلُطفِك
وانصُرْنا لِيوم
يُلقّى الحِسابْ
ــــ
بِقلَمي الدّامِع حُزْنا على ما آلت إليه أوطانِنا العربيّةِ المسلِمة.
اللهمَّ انصُرْ كلَّ مَظلوم