منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - هنا نجمع كل ما يتعلق بشرح حديث الافتراق((..وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة))
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-02-21, 15:33   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي ثبوت حديث افتراق الأمة و أنها جميعاً في النار إلا واحدة و الرد على الدكتور س

ثبوت حديث افتراق الأمة و أنها جميعاً في النار إلا واحدة و الرد على الدكتور س

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه. و بعد،

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين و سبعين فرقة، و تفرقت النصارى على إحدى أو اثنتين و سبعين فرقة، و تفترق أمتي على ثلاث و سبعين فرقة))

أخرجه أبو داود و الترمذي و ابن ماجه و ابن حبان في "صحيحه" و الآجري في "الشريعة" و الحاكم و أحمد و أبو يعلى في "مسنده" من طرق عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً به. انظر السلسلة الصحيحة برقم 203

و الحديث بهذا الإسناد صحيح دون زيادة "كلها في النار إلا واحدة" كما تجده في كلام شيخنا الألباني –رحمه الله- في السلسلة و إنما هذه الزيادة هي من حديث غيره كما يأتي إن شاء الله. و قال صلى الله عليه و سلم: ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين و سبعين ملة، و إن هذه الملة ستفترق على ثلاث و سبعين: ثنتان و سبعون في النار، و واحدة في الجنة، و هي الجماعة

أخرجه أبو داود و الدارمي و أحمد و الحاكم و الآجري في "الشريعة" و ابن بطة في "الإبانة" و اللالكائي في "شرح السنة" من طريق صفوان: حدثني أزهر بن عبد الله الهوزني عن أبي عامر عبد الله بن لحي عن معاوية بن أبي سفيان أنه قام فينا، فقال: ألا إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قام فينا، فقال: فذكره. و أورده ابن كثير في تفسيره من رواية أحمد و لم يتكلم على سنده بشيء مشيرا إلى تقويته بقوله: "و قد ورد هذا الحديث من طرق".
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "المسائل": "هو حديث صحيح مشهور" و صححه أيضاً الشاطبي في "الاعتصام". انظر السلسلة الصحيحة برقم 204

و قد ورد الحديث الأول المذكور أعلاه بزيادة "كلها في النار إلا واحدة" من حديث أنس بطرق اجتمع عند الشيخ الألباني -رحمه الله- سبعة منها كما ذكر في السلسلة الصحيحة برقم 204:
1- عن قتادة عنه أخرجه ابن ماجه .
2- عن العميري الراجح انه النميري عنه أخرجه أحمد . 3- عن ابن لهيعة: ثنا خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عنه... مع زيادة أخرجه أحمد .
4- عن سلمان أو سليمان بن طريف عنه أخرجاه الآجري و ابن بطة . 5
- عن سويد بن سعيد قال: حدثنا مبارك بن سحيم عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس --أخرجه الآجري .
6- عن أب معشر عن يعقوب بن زيد بن طلحة عن زيد بن اسلم عن انس به. --أخرجه الآجري .
7- عن عبد الله بن سفيان المدني عن يحيى بن سعيد الأنصاري عنه بزيادة "ما أنا عليه و أصحابي" --أخرجه العقيلي في "الضعفاء" و الطبراني في "الصغير" و "الأوسط" . انظر السلسلة الصحيحة برقم 204 و هذه الطرق و إن كان لا يخلو طريق منها من مقال إلا انها بمجموعها حسنة، بل ترتقي إلى الصحيح

===================

و الآن إلى الرد على ضلالات الدكتور س فيما سطره:

أ- قضية أن الحديث لم يرد في الصحيحين، قضية قديمة قال فيها العلماء: من لم يأخذ عن غير البخاري و مسلم في صحيحهما فقد فاته الكثير من السنة! بل ثبت أن الكثير من أحاديث مسند الإمام أحمد أصّح و أعلى و أجود من أسانيد الصحيحين! كيف و أحمد شيخ البخاري! فعدم ورود حديث أو أثر و لو بأصله في الصحيحين لا يعني شيئاً! و إنما قيمتهما العلمية هي من حيث صنيع الإمامين البخاري و مسلم بالصحيحين و الاعتناء بأصح الأسانيد و العناية بما روياه، فجزامهما الله عن الإسلام خير الجزاء.

ب- قد بينا تخريج الحديث -من غير الزيادة- الذي تكلم عنه الدكتور س في هذه الفقرة، و يبقى أن نقول أن "محمد بن عمرو" حسن الحديث يحتج به كما استقر عليه الإمام الألباني -رحمه الله- تبعاً للنووي و الذهبي و ابن حجر العسقلاني. فهو محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي. -- قد قال عنه الذهبي: صدوق حسن الحديث و وثقه النسائي و ابن معين في أكثر الروايات، و قال يحيى بن سعيد القطان: صالح ليس باحفظ الناس للحديث، و قال أبو حاتم: صالح الحديث، يُكتب حديثه، و هو شيخ! و قال ابن عدي: له حديث صالح، و قد حدث عنه جماعة من الثقات... و أرجو أنه لا بأس به. و قد تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه. و إنما روى له البخاري مقروناً بغيره، و مسلم في المتابعات.-- [راجع تحرير تقريب التهذيب برقم 6188، المجلد الثالث، ص 299]. -- قال ابن طهمان: سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن عمرو ثقة. روى عنه يحيى بن سعيد القطان و غيره. و قال ابن محرز: و سمعت يحيى بن معين و سئل عن محمد بن عمرو بن علقمة، فقال: ثقة! و قال ابن أبي مريم عنه: ثقة. [الكامل لابن عدي]--. [راجع تهذيب الكمال في أسماء الرجال بتحقيق الدكتور بسام عواد معروف، الطبعة الجديدة المصغرة، المجلد السادس، ص 459-461]. فبعد هذا كله، هل يُقال في محمد بن عمرو غير انه -- حسن الحديث يحتج به--؟! فإياك أن تغتر بما تمسك به الدكتور س من حكم الحافظ ابن حجر عليه و هو -أي: الدكتور س- لم يفهم معناه من خلال تعليقه!!! و إلا لعرف أنه محتج به عند ابن حجر أما قول الدكتور س: "و قد رُويَ الحديث بهذه الزيادة..." فمرفوض لأنه بصيغة التمريض --رُويَ بالمبني على المجهول-- و قد رواه الأئمة من تلك الطرق محسنين الحديث و مصححين له!!! فمن أين له أن يقول: رُويَ؟ و أما قوله "... و كلها ضعيفة الاسناد، و إنما قووها بانضمام بعضها إلى بعض" -يقصد الحديث بالزيادة- فمقبول لكن عدم قبول تحسين الحديث بل تصحيحه بهذه الروايات فهذا الذي من أعجب العجب!! فقد مرّ معنا من رواه و في أي الكتب روي --و جلها كتب السنة و العقيدة!--، و مَن مِن الأئمة تلقوه بالقبول بل أخبروا عن شهرته و هذا يدلّ على أن الحديث --مع الزيادة-- أصل من أصول الدين و من أصول أهل السنة و الجماعة و لا يوجد معارض للحديث فيما نعلم من سلف الأمة و ممن تلقى الحديث و عمل به من علماء الشريعة عبر هذه القرون الماضية و لم يحصل إشكال في معناه عند السلف و عند علماء الأمة، بل أكّد على وحدة المنهج النبوي و منهج الصحابة و منهج أهل الحديث و الأثر و منهج أهل السنة و الجماعة فكيف يعترض عليه الدكتور س بالإشكالات التي طرحها و هي واهية جداً لا أصل يدعمها من الشريعة؟ فما هو وجه الإشكال في أن تفترق الأمة الإسلامية أكثر من سابقتها من النصارى و اليهود؟ بل هذا تحذير من النبي صلى الله عليه و سلم لأن نكون أكثر حذرا من اتباع السبل و التفرق، و هو تشديد منه على التمسك بسبيل المؤمنين الذي لا سبيل للنجاة إلا به -- {و من يشاقق الرسول من بعد ما تبيّن له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم و ساءت مصيرا}-- فقد بيّن نبينا صلى الله عليه و سلم الداء و بيّن الدواء! و هذا من تمام و كمال دعوته اما اعتراض الدكتور س على أن الحديث: "يفتح باباً لأن تدعي كل فرقة أنها الناجية، وأن غيرها هو الهالك، وفي هذا ما فيه من تمزيق للأمة، وطعن بعضها في بعض، مما يضعفها جميعًا، ويقوي عدوها عليها، ويغريه بها" فهذا مردود!! فقد سبق لنا و أن قلنا أن النبي صلى الله عليه و سلم قد بيّن الداء و بيّن الدواء، فقال صلى الله عليه و سلم:

1-"هي الجماعة"

2-"ما أنا عليه و أصحابي"

3-و قال: "عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي"

4- و قال: "خير الناس قرني ثم الذي يلونهم ثم الذين يلونهم" و هذا كله يبيّن بوضوح أن منهاج الفرقة الناجية واضح لا غبار عليه و لا غموض فيه و قد ميّز الأئمة من السلف و من تبعهم من علماء الأمة الربانيين إلى يومنا هذا بين الفرقة الناجية و بقية الفرق الضالة و ألفوا فيها الكتب و المصنفات بل لو سألنا الدكتور س نفسه اليوم: إلى من تنتمي: إلى السنة أو الشيعة؟ إلى السنة أو إلى الأشاعرة؟ إلى السنة أو إلى المعتزلة؟ إلى السنة أو إلى القدرية؟ إلى السنة أو إلى الخوارج؟ فبماذا سيجيب؟ لا أُراه إلا قائلاً: إلى السنة وهذا من حسن الظن بما سيدعيه و إلا فهو مخالف لقوله للأسف فهل عندما ادعى الأوزاعي و السفيانان و أبو حنيفة و الشافعي و مالك و أحمد بن حنبل و البخاري و غيرهم من الأئمة أنهم من أنصار الفرقة الناجية و على منهاجها و ردوا على المخالفين من أهل البدع و ضللولهم و نسبوهم للفرق الهالكة، هل عندما ادعى هؤلاء الأعلام ذلك، مزّقوا الأمّة و طعنوا فيها و ضعّفوا من شوكتها و وقووا عدوّها عليها و أغروه بها؟؟؟!! كلا و الله!! بل أن الأمة حفظها الله بحفظ أولئك لدينه و لسنة نبيه صلى الله عليه و سلم و على منهاج القرون المفضلة فهم جمعوا الأمة و وحدوها و رفعوا من شأنها و قووها و جعلوها الأعلى قدرا من بين الأمم و حفظوا أصول دينها و جعلوا أعداءها يهابونها... و قد عاشت الأمة أيام عزها و مجدها في تلك العصور فرحمهم الله رحمة واسعة و أسكنهم فسيح جنانه بما خدموا الأمة و بذلوا لأجلها الغالي و النفيس نعود لنقول: ثم هل كان أتباع هؤلاء الأئمة في إحياء العقيدة و المنهج كمثل شيخ الإسلام ابن تيمية و تلميذه ابن القيّم و من بعدهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب ثم مشايخ عصرنا الألباني و ابن باز و ابن عثيمين، هل كان هؤلاء على حق فيما بينوه و علموه للناس من سلامة المعتقد و حسن المنهج و تبديع أهل الزيغ و تضليلهم أم كانوا على باطل؟! هل مزقوا الأمة؟ هل ضعّفوها؟! هل أعانوا عدوها عليها؟ كلا و الله فرحمهم الله رحمة واسعة و ألحقهم بسلفهم و ألحقنا بهم جميعاً!! بل و الله ما رأينا التمزق و التشتت و ضعف الشوكة في الأمة، و ما رأينا الطعن في أصول الدين و فروعه، و إعانة أعداء الأمة عليها إلا على يدي أمثالك أيها الدكتور س!! فأنت من ميّعت الدين و عقدت الصلح و اللقاءات مع الروافض و قطعت حواجز العقيدة و المنهج التي تفصلنا عنهم و أنت من رددت أحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم بهواك لأنها لم توافق عقلك و ذوقك و أنت من انبرى للفتاوى التي لا مثيل لها من تحليل حرام أو تحريم حلال و أنت من فتح أبواب الفتنة أمام الشباب و أزلت حواجز الستر على فتيات الأمة و أنت من أزال العداء العقدي الذي أصله فينا نبينا صلى الله عليه و سلم على اليهود و النصارى حتى جعلتهم إخوة لنا و أنت أول من انبرى للدفاع عن أصنام الوثنية بحجة أنها من التراث لما أراد المسلمون تدميرها و أنت من روّج للقنوات الفضائية الفاسدة و زرعت ثقة الناس بها و بأخبارها و دعوت نساء المسلمين للعمل فيها و أنت من مدح الأغاني و المغنيات و الأفلام و الممثلين و جعلت تذكرهم بالفضل و الوقار و أنت و أنت و أنت... و قائمة التهم تطول جداً...!! فكيف ترمي غيرك ----مظنة---- من خلال الحديث بما أنت واقع فيه بل غارق فيه ----واقعاً----؟؟! فلا حول و لا قوة إلا بالله رجوعاً للكلام عن الحديث، نقول: ج- أن تضعيف ابن حزم للزيادة يرده ما قررناه أعلاه من ثبوته بتعدد الطرق و من الحديث الثاني الذي لم يذكره الدكتور س، كما يرده أن الذين صححوا الزيادة أكثر و أعلم بالحديث من ابن حزم! لا سيما و هو معروف عند اهل العلم بتشدده في النقد، فلا ينبغي أن يحتج به إذا تفرد عند عدم المخالفة؛ فكيف إذا خالف؟ و هذا يرد كلام الشوكاني الذي ما زاد عن أن نقل كلام ابن حزم على الحديث و بشكل خاطئ، فقد قال ابن حزم عن الزيادة أنها: "لا تصح" بينما نسب له الشوكاني عبارة: "إنها موضوعة"!! و أما قول الشوكاني عن الزيادة: "فقد ضعفها جماعة من المحدثين" فمن هم هؤلاء الجماعة؟! فإنه لم يُعلم أن أحداً من المحدثين قد ضعّفها من قبل و أما ابن الوزير، فكلامه ي بأنه لم يطعن في الزيادة من حيث إسنادها و إنما من حيث المعنى ثم إن ابن الوزير قد صحح حديث معاوية هذا في كتابه "الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم" عندما تكلم في فصل خاص عن الصحابة الذين طعن فيهم الشيعة و منهم معاوية -رضي الله عنه- فسرد ما له من احاديث و منها هذا الحديث و بيّن الشيخ صالح المقبلي --و هو من علماء اليمن-- معنى الحديث و تكلم عليه بكلام مطوّل رد فيه استشكال ابن الوزير معنى الحديث و وجهه التوجيه الصحيح و قد نقل كلامه الإمام الألباني -رحمه الله- كاملاً في السلسلة عند الكلام عن الحديث المذكور. [راجع السلسلة الصحيحة برقم 204، المجلد الأول، ص 409-414] ثم أن الدكتور س قد رد على نفسه بنفسه عندما بيّن أن المقصود بعبارة "كلها في النار" أي: إبتداء، و أنهم لا يخلدون فيها فهذا يدل على أن الحديث لا يتعارض مع أصول الدين البتة و أما قوله في بعض من قد يكون من بين تلك الفرق الضالة "... ولا سيما إذا كانوا قد بذلوا وسعهم في معرفة الحق، ولكنهم لم يوفقوا وأخطأوا الطريق، وقد وضع الله عن هذه الأمة الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه." فدليل على أنه لم يفهم الحديث بعد!! فهؤلاء لا يشملهم الحديث! بل أن الظن فيهم أنهم باجتهادهم في معرفة الحق -و هذا علمه عند الله- قد أخطأوا فهؤلاء مأجورون بإذن الله تعالى! لكن الكلام على من سلك غير سبيل المؤمنين و عاند أهل السنة و الجماعة! أو من تعالم و ظن أنه أهل للاجتهاد في اختيار الطريق التي سلكها فيما ظن فيه اتباع النبي صلى الله عليه و سلم. فهذا جاهل مركب أصر على جهله و أرى بأن يقرأ الدكتور س و من أراد الكلام المفصل على هذا الحديث و من يشملهم الحديث كلام الشيخ صالح المقبلي اليمني المتقدم ذكره... و هو موجود في السلسلة الصحيحة في نهاية بحث الحديث الثاني. هذا ما تيسر لي جمعه و الاطلاع عليه من كلام إمامنا العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- للرد على الدكتور س و أمثاله ممن لم يعنوا بالصنعة الحديثية من قريب أو من بعيد، ناهيك عن ضلاله العقدي و المنهجي و الفكري في شتى نواحي الشريعة، مما يشهد عليه العالم الإسلامي اليوم. نسأل الله التوفيق و السداد...

أخوكم: أبو عمر إسماعيل العمري .

منقول عن شبكة سحاب السلفية مع بعض التصرف.









رد مع اقتباس